المقالات

تقرير قيم عن خطر امتدادات الاخطبوط الوهابي الاجرامي يستحق الاطلاع

1424 06:26:00 2009-01-21

حقائق دامغة وردت في هذا التقرير القيم كتبه الاستاذ فارس الغراب ولفتت انتباهي واعجابي ايضا واحببت ان يطلع عليها القارئ العزيز لاهميتها ولوجود الكثير من المعلومات والحقائق والمادة الدسمة تنفع الباحثين والكتاب والتي نضعها ايضا امام المجتمع الدولي ونقول له الى متى تترك هذه الانظمة الفاسدة تنفث ارهابها والفتن والارهاب في كل مكان ؟؟ واما آن اوان زوالها ليحل محلها حكم الشعوب ..اترككم مع التقرير فهو غني عن التعليق عليه :التقرير بعنوان " السياسة السعودية في دائرة الجزيرة العربية " ....

ان الغزو الأمريكي للمنطقة و التهديد بتغيير الأنظمة بعد أحداث 11 سبتمبر اضافة الى الخوف من توسع النفوذ الأيراني في المنطقة بعد سقوط صدام , قد أحدث حالة ذعر لدى الساسة السعوديين و حلفائهم الوهابيين مما جعلهم يعملون على التوسع بصورة عاجلة عن طريق الغزو الفكري للجوار المباشر كخطة طوارئ ضد الصدمات السياسية المحتملة في المستقبل.

النظام في المملكة العربية السعودية يتميز بتركيبته القبلية العشائرية مثل بقية الأنظمة في دول الجزيرة العربية الأخرى, و لكن بصورة تتميز عن التركيبة العشائرية في بقية دول الخليج و اليمن, في كونه نظاما مرتبطا بحلف استراتيجي مع الفكر السلفي الوهابي في نجد (وسط المملكة العربية السعودية), و هذا التحالف هو ما تحتاجه النخبة السعودية الحاكمة لكي توفر الغطاء الشرعي للنظام الملكي الذي يحكم تلك البلاد بصورة مطلقة, دون أن تكون هناك أية مؤسسات في داخل النظام أو خارجه تضع الحاكم تحت المسائلة في أي شأن كان, فالأوامر الملكية غير قابلة للنقض أو المسائلة و الأجهزة التنفيذية بما فيها القضاء هي أجهزة تعين بأوامر ملكية و ليس لها أية استقلالية عن المركز الحاكم, و ليس مسموح للشعب أن يساءل أو يحاسب الحاكم أو حتى أجهزته التنفيذية, و ليس من حق الشعب أن ينتخب ممثلين عنه لمراقبة الملك أو أجهزته التنفيذية فالديموقراطية هي بدعة من بدع الكفار في الغرب و لا تتفق مع تعليمات الاسلام بل تحل محلها الطاعة العمياء لولي الأمر و ان كان ظالما , كما يمليه رجال الوهابية! و ان حاول الشعب أن يساءل عن حقوقه فسيقمع بكل الأساليب العنيفة .

و لأجل ضمان استمرارية هذه التركيبة الرجعية و التسلطية في هذا العصر من التقدم التكنولوجي و الأنفتاح في وسائل الآتصالات, فلا بد من توفر عدة عوامل تتفاعل مع بعضها البعض للقيام بدور رئيسي و هو غسل الدماغ لغالبية الشعب لكي يقبل هذه التركيبة برضا و طيب خاطر. و لعل من المفيد أن نستعرض أهم هذه العوامل لكي تكون الصورة واضحة للقارئ و لكي نفهم استراتيجية السياسات السعودية و بالذات في محيطها المباشر في الجزيرة العربية (دول الخليج العربي الأخرى و اليمن):

1) التحالف مع المؤسسة الدينية الوهابية لأجل توفير الشرعية للحكم المطلق و ذلك عن طريق تجهيز نصوص دينية بتفسيرات متلونة و متخلفة و حسب ما تمليه الحاجة ( مما يجعل الصورة الكوميدية تغلب على طابعها ) لتبرر كل تصرفات الحاكم و تقوم بتوجيه الرأي العام نحو تقبل الوضع كحالة مقدسة يمثلها الامام الحاكم أو ولي الأمر, حاميا لحمى الاسلام و الذي لا يجوز مطلقا الخروج على نهجه مهما كان ظالما أو فاسقا . و تستخدم هذه المؤسسة المساجد ( التي تعتبر المنابر الاجتماعية الوحيدة المؤثرة في السعودية بسبب عدم السماح بتواجد أية تنظيمات سياسية) بصورة فاعلة لتؤدي هذا الدور الخطير في توجيه و كسب الرأي العام في الشارع و لكنها أيضا تستعين و بقوة بالنظام التعليمي ( الذي هو تحت سيطرتها) في توجيه الأجيال المتتابعة نحو الخط الأيديولوجي المنشود على الطريقة الوهابية ألا و هو تدجين الشعب لتقبل السلطة المطلقة للحاكم دون أية مساءلة, على أساس الالتزام الشرعي بهذا المبدأ. و لدى هذه المؤسسة أجهزتها الأمنية الخاصة بها ( هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) و التي تعمل على اكراه الجميع على اتباع الخط الأيديولوجي التي تحدده المؤسسة الوهابية.

و من المؤكد أن مثل هذا التحالف سيؤدي لصراع مع التوجهات الدينية الأخرى مثل التيار الصوفي الذي ينتشر بين غالبية سكان الحجاز و التيار الشيعي الذي ينتشر في شرق السعودية و في الجنوب الغربي قرب الحدود اليمنية, و أيضا سينتج صراعا عنيفا مع التيار الليبرالي بمختلف انتماءاته .

2) التحالف مع عشائر البادية و تشجيعها على أن تكون العصب الرئيسي للأجهزة العسكرية و الأمنية على نمط قبلي متخلف متصارع مع بعضه البعض و مع الآخرين, و غير مؤمن بوحدة وطنية , بل بأفكار عشائرية ضيقة , فالأيديولوجية الوطنية الحقيقية ليست من الأفكار المرغوب فيها , و هذه التركيبة تجعل من أبناء البادية مرهونين للنظام لكي يضمنوا المكاسب المادية من النظام و لكي يحموا أنفسهم من تسلط سكان المدن و الواحات (الذين أصبحوا أعداء منافسين للبادية) و الذين يتفوقون عليهم مقدرة في ادارة الشؤون المدنية.

3) بالرغم من أهمية العاملين (1) و (2) المذكورين أعلاه لتثبيت ركائز الحكم الملكي المطلق, لكن ذلك يتطلب وجود قاعدة اقتصادية قوية تجزل العطاء, لضمان ولاء المؤسسة الوهابية و المؤسسة العشائرية, و هنا يأتي دور البترودولار الذي لولاه لما صمد نظام الأسرة السعودية طويلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. و لقد تنبأ بذلك المؤرخ الأمريكي المعروف مارك توين اذ تنبأ بزوال الكيان الناشئ في وقت سريع غير أن تنبأه لم يصدق حيث تم اكتشاف النفط بعد ذلك بسنوات قليلة و هو لم يأخذ ذلك في الحسبان, فاستمر الكيان السعودي بعد ذلك الى يومنا هذا بسبب الأهمية النفطية الأستراتيجية التي أضيفت للكيان و أصبحت تؤثر على العالم بأجمعه فوجد العالم الصناعي ( الغربي منه بالذات ) مجبرا على الألتزام بحماية هذا النظام الجديد.

4) هذه التركيبة المتخلفة للدولة السعودية لا تحميها كثيرا من طمع الجوار الشرس الذي لا يتوانى عن الانقضاض على هذه التركيبة اذا ما اتيحت له الفرصة, و خاصة بعد اكتشاف كنوز النفط. و هذا يعني ضرورة ايجاد منظومة دفاعية بصورة عاجلة للحفاظ على المملكة الخاصة للأسرة السعودية و تم ذلك في الاجتماع التاريخي بين الملك عبد العزيز آل سعود و الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على ضفاف البحيرات المرة في مصر عند قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية, حيث تم التفاهم بين الرجلين على مبدأ النفط السعودي مقابل الحماية الأمريكية للنظام من العدوان الخارجي

( سلسلة مقالات و دراسات تاريخية منشورة في جريدة واشنطن بوست الأمريكية عام 2001) .

فهذه الأسس الأربعة ( الوهابية, القبلية, البترودولار و الحماية الأمريكية) هي أركان الدولة السعودية التي تحتاجها مجتمعة كلها للحماية الداخلية و الخارجية للكيان, و كانت الأمور منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تسير بسلاسة و لا يوجد ما يعكر استقرار هذه المعادلة حتى جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001.

فبعد تلك الأحداث الرهيبة التي ورطتهم فيها منظمة القاعدة , لم تعد المظلة الأمريكية مضمونة للدفاع عن الكيان السعودي الذي وجهت له أصابع اللوم في تفريخ الفكر الذي أدى الى تلك الأحداث و خاصة أنها حدثت بعد انتهاء الحرب الباردة و التي لعبت السعودية فيها أدوارا مهمة الى جانب الأمريكيين ( مما يعني قلة أهمية الدور السعودي في الساحة الدولية الجديدة بعد سقوط السوفيت) , و شعر الساسة السعوديون بثقل وقع ذلك عليهم و وجدوا أنفسهم مضطرين للتعاون مع الأمريكيين في محاربة الوهابية ( على الأقل الأجنحة العسكرية لهذا الفكر) بالرغم من حاجتهم لهذه الأيديولوجية لتثبيت دعائم حكمهم الداخلي.

و كان الوجود الغربي في دول الخليج العربي (المشاركة للسعودية في منظومة مجلس التعاون الخليجي) و التعاون الأمريكي مع هذه الدول في جميع المجالات يزداد بقوة في دول مثل الامارات العربية المتحدة, البحرين و قطر بينما العلاقات السعودية الغربية, خاصة مع أمريكا ,تصاب بفتور شديد نتيجة للتشدد الوهابي في السعودية دون أن يعمل النظام السياسي السعودي على كبح جماح المتشددين, و تأتي بعد ذلك أحداث 11سبتمبر لتزيد الطين بلة على المؤسسة الحاكمة في السعودية فترى نفسها محاصرة بطوق من لمسات الحداثة الغربية و التواجد العسكري الغربي في المحيط القريب المباشر مما يضع ضغوطا متزايدة على النظام لأن يعمل على تحديث الداخل السعودي بالصورة التي تجعله مقبولا من العالم الخارجي, بدلا من النمط المتخلف و التطرف الديني الذي أصبح ينظر له على أنه المحرك الدافع للأرهاب العالمي. و كان هذا هو العامل الرئيسي للساسة السعوديين لأن يتوجهوا للمحيط المباشر لحدودهم في دول الخليج و اليمن, لأحتواء التوسع الثقافي الغربي و توسيع القواعد الشعبية للفكر الوهابي في ذلك المحيط, و التي من الممكن اللجوء اليها في حالة حدوث صدمات سياسية ضخمة في المنطقة.

و لقد أحدث سقوط نظام صدام حسين في العراق رعبا هائلا لدى النظام السعودي, الذي بدأ بعده يتعاون مع الأمريكيين و بصورة مكثفة في شؤون السياسة الخارجية للمنطقة ( و ان كان ذلك على مضض في البداية), و لكن ما زاد من رعب النظام السعودي أكثر هو زيادة النفوذ الأيراني في المنطقة بعد سقوط نظام صدام, و لم يجد السعوديون طمأنة من حليفهم الأمريكي ضد النفوذ الأيراني بل قام الأمريكيون باستبزازهم للتعاون أكثر و اجبارهم على التحالف ( شبه المعلن ) مع اسرائيل ضد ايران في مناطق مثل لبنان و فلسطين و العراق و اتخاذ مواقف عدوانية ضد سوريا ( الدولة العربية المهمة في المنطقة ), مما جعل السعوديون يرون أنهم مجبرين للعمل لصالح أجندة أمريكية قد تؤدي لاضطرابات داخلية في بلدهم و هذا يستدعي العمل بسرعة على استرضاء المؤسسة الوهابية في الداخل (عن طريق مساعدتهم على التوسع في الجوار) و هذا سيعمل أيضا على ايقاف التوسع الأيراني!

التحرك على الأرض

قبل ما يقرب من العام أعلن في مسقط , عمان عن احباط مؤامرة انقلاب خطط لها مجموعة من المسئولين العمانيين منهم وكلاء وزارات و مدير بلدية مسقط العاصمة , و مرت الأحداث بهدوء و لكن ما تناولته وسائل الاعلام العربية و العالمية كشفت عن تورط سعودي وهابي في المحاولة و أن جميع المتآمرين كانوا من أتباع الخط السلفي الوهابي و تلقوا دعما من جهات سعودية. و عمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تحكمها أسرة لا تتبع مذهبا سنيا فأسرة آل بو سعيد من أتباع المذهب الأباظي و تميزوا بتسامحهم مع المذاهب و الديانات الأخرى فبالرغم من أن مغلب العمانيين هم من أتباع المذهب الأباظي و لكن هناك أيضا عمانيون شيعة امامية و سنة و جميعهم يمارسون معتقداتهم بحرية و في جو من التسامح و التعايش السلمي. و لعل بيئة كهذه لا تتناسب مع مصالح الوهابية و أيديولوجيتها التي ترى من أول واجباتها أن تحارب أهل البدع و الضلال و من الطبيعي أن يكون الأباظيون من أهل البدع و الضلال في رأي الفكر الوهابي التكفيري, فمن الواجب ازاحتهم عن الحكم و نشر العقيدة الوهابية الصحيحة بدلا من البدع الأباظية!

و ينشط التبشير الوهابي بدعم سعودي في الامارات , ليس فقط بين مواطني الامارات بل أيضا بين الجالية الآسيوية المسلمة و تتركز الأنشطة الوهابية منذ عقود في امارة الشارقة حيث الاختراقات الوهابية السعودية في الأوساط الشعبية بالاضافة الى الاختراق المباشر لأسرة القاسمي الحاكمة, و لكن يختلف الوضع في دبي و أبو ظبي حيث البيئة الأستثمارية المنفتحة, و لعل هذه الجبهة هي من أصعب الجبهات على الوهابية نظرا لوجود استثمارات أجنبية ضخمة تستدعي حمايتها من الدولة و من الشركات المستثمرة نفسها. و لكن ذلك لا يبدوا أنه يحبط من عزم دعاة الوهابية السعوديين.

و لقد نجحت الوهابية السعودية في اختراق أسرة آل ثاني في قطر منذ البعيد و لكن مؤخرا بعد أن فقدت ورقتها القوية عند سقوط خليفة آل ثاني في الانقلاب الذي دبره بنجاح ابنه حمد بمساعدة الأمريكيين, فلقد قامت السعودية بخلق جناح وهابي في وسط أسرة آل ثاني و كان في البداية اختراقا قويا وصل الى مستوى ولي عهد قطر السابق (الأبن الأكبر لأمير قطر) الذي تم عزله بعد أن اكتشف تورطه مع جماعات متطرفة ذات صلة بالوهابية السعودية. و قبل ذلك كان هناك التورط السعودي في تجنيد قبيلة بني مرة في قطر للقيام بمحاولة انقلاب ضد أمير قطر حمد بن خليفة بهدف ارجاع والده خليفة آل ثاني الى الحكم, و ما نتج عن ذلك من طرد لعدد كبير من أفراد تلك القبيلة من قطر. و لا يزال التدخل السعودي في الشؤون القطرية مستمرا حتى يومنا عن طريق جناح وهابي من أمراء شباب من أسرة آل ثاني يتواصلون مع النظام السعودي.

و لعل البحرين هي حالة خاصة للسعوديين من بين دول الخليج تستدعي حالة استنفار لدى النظام السياسي و المؤسسة الوهابية, فالبحرين مجموعة جزر لا تتعدى مساحتها 600 كم مربع و على مقربة من الساحل الشرقي السعودي تبعد عنه حوالي 30كم و ترتبط به بجسر فوق مياه الخليج. و يزيد من أهميتها كون التركيبة الديموغرافية للسكان المحليين ذات أغلبية شيعية و على صلة قرابة قوية بالسكان الشيعة في شرق السعودية. و الأوضاع الاجتماعية لسكان البحرين متوترة بشكل عام مع النظام الحاكم, خاصة مع الشيعة منهم, نظرا للتمييز الطائفي ضدهم في جميع المجالات. و لم يكن هناك وجودا قويا لأتباع الفكر الوهابي في البحرين قبل الثمانينات من القرن الماضي, و لكن الوضع تغير بعد الثورة الايرانية حيث لوحظ افتتاح معاهد الدعوة الدينية التابعة لجامعة الامام محمد بن سعود في الرياض المشهورة بتشددها في نشر الفكر الوهابي و ازداد أعداد الملتحقين بهذه المعاهد نتيجة الاغراءات المادية لمن يلتحقون بها. و بدأ الفكر الوهابي ينمو بشراسة بين الأقلية السنية و حتى البعض من الشيعة, بصورة لم تكن مألوفة في تاريخ البحرين و تبع ذلك دعم مادي قوي لأتباع الفكر الوهابي الجديد لكي ينخرطوا في العمل السياسي و يشكلوا أحزابا سياسية تنافس في الأنتخابات البرلمانية.

و لم يتوقف التدخل السعودي في البحرين على اختراق الساحة الشعبية و تكوين قاعدة وهابية في وسط الشعب فقط, بل قامت السعودية بخلق عملاء للنظام السعودي في وسط الأسرة الحاكمة البحرينية, و كان رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة من أقرب الشخصيات السياسية للنظام السعودي و من أكثر المستفيدين ماديا من النظام السعودي, و ليس هو الوحيد بين أفراد أسرة آل خليفة المستفيدين ماديا من السعودية فوزير الديوان الملكي البحريني خالد بن أحمد آل خليفة على علاقة قوية بالنظام السعودي الذي يجزل له العطاء, و هذا يعني أن القرار السياسي البحريني قد أصبح يخضع لارادة صانعي القرار في الرياض! و رأينا أثر هذه التدخلات الفاضحة في التقرير المشهور لصالح البندر الذي كشف عن وجود مخطط برعاية الديوان الملكي البحريني يعمل على التطهير المذهبي للغالبية الشيعية من السكان البحرينيين عن طريق تهميشهم الأقتصادي و الأجتماعي و الضغط عليهم لتغيير انتمائهم المذهبي بالأضافة الى تشجيع التجنس للأجانب السنة دون الشيعة.

هذا الموقف المستسلم للساسة البحرينيين يزيده استسلاما الضغوط السعودية ضد البحرين المكونة من الضغوط الاقتصادية نتيجة لاعتماد البحرين على السعودية في تجارتها البرية و في القطاع السياحي, بالأضافة لقلة دخل البحرين من القطاع النفطي مما يجعلها تحت رحمة المارد السعودي, والذي لا يتردد في التلويح بذلك كلما اراد .

و تعمل السعودية على ضرب التيار الشيعي الديني و التيار الليبرالي بكل طوائفه في البحرين, و تستند في ذلك على حلفائها في التيار الوهابي في البرلمان و عملائها من النخبة الحاكمة في مجلس الوزراء و الديوان الملكي , و لعل التصعيد الاعلامي ضد ما يحدث في البرلمان أو التغييرات الوزارية ما هي الآ ردود فعل أو نتيجة للتدخل السعودي في البحرين.

و لم تسلم الكويت, و هي الدولة النفطية الغنية في الخليج, من الاختراقات السعودية الوهابية التي بدأت تظهر بكثافة في الأوساط القبلية في الكويت, و عملت المؤسسة الوهابية السعودية أيضا على تحسين علاقاتها مع تنظيم الاخوان المسلمين في الكويت ( و هو في العادة منتشر بين سكان الكويت من غير أهل البادية ) و حاولوا أيضا اختراق أسرة آل الصباح و لكن ذلك لم يفلح بدرجة كبيرة . و عملت الوهابية السعودية على كسب أراض نفوذ لها على الساحة الاعلامية الكويتية و حققوا بعض النجاحات في شراء ولاء بعض رموز الصحافة الكويتية لذا نرى التأثير السعودي القوي على صحف مثل السياسة التي يملكها أحمد الجار الله و الرأي العام التي يملكها جاسم بودي. كما رأينا الخلافات تشتعل بين أعضاء البرلمان من أتباع الخط الوهابي و الحكومة الكويتية مؤخرا نتيجة لزيارة رجل دين شيعي ايراني في نهاية عام 2008 مما أدى لأستقالة الحكومة الكويتية, و يبدوا أن أمير الكويت عازم على أن يكلف حكومة جديدة ذات اتجاه ليبرالي أكثر, منعا لتسلط التيار السلفي الوهابي على الشؤون الادارية في البلاد.

و اليمن هي أكبر دول الجزيرة العربية من حيث الكثافة السكانية اذ يزيد عدد سكانها عن ال 20 مليونا و الوضع الأقتصادي بائس يزيده بؤسا الحصار السعودي على العمالة اليمنية الذي بدأ منذ الغزو العراقي للكويت في عهد الرئيس السابق صدام حسين عام 1990 عقابا لليمن على موقفه المؤيد لصدام في غزوه للكويت, و هي ثاني أكبر دولة في الجزيرة العربية من حيث المساحة.

و مغلب سكان اليمن ينتمون للشيعة الزيدية مع أقلية اسماعيلية, بالاضافة للسنة الشافعية. و قد قامت السعودية بنشاطات تبشيرية هائلة في الأوساط السنية اليمنية بغرض خلق تيار وهابي موال للنظام السعودي حيث فتحت معاهد الدعوة الوهابية في السعودية أبوابها لليمنيين في الرياض و المدينة المنورة مستغلين الوضع الاقتصادي البائس و حققوا نجاحا لا يستهان به في هذا المجال و لعل ذلك يفسر وجود أعدادا كبيرة من اليمنيين وسط المقاتلين في صفوف القاعدة و غيرها من التنظيمات الوهابية ذات الطابع التكفيري. و بذل السعوديون جهودا كبيرة لاختراق التركيبة القبلية العشائرية في اليمن و كان رئيس البرلمان الراحل عبد الله بن حسين الأحمر من أقوى حلفائهم في التركيبة السياسية القبلية في اليمن كما أن الزنداني زعيم حزب الاصلاح اليمني هو من حلفائهم الدينيين على الخط الوهابي.

و كان هناك تحركا غريبا في اليمن في السنتين الماضيتين مدعوما بقوة من السلطات السعودية يغلب عليه الطابع الانفصالي و يقود هذا التحرك أثرياء سعوديون من أصول يمنية حضرمية, و قام تلفزيون (العربية) السعودي ببث عدة برامج عن هؤلاء الحضارمة تميزت بتشجيع الروح الانفصالية للجنوب اليمني عن الوطن الأم, و هذا التوجه ليس جديدا على السياسة السعودية في اليمن اذ أنها دعمت الحرب الأنفصالية للجنوب عام 1994م و قامت باستضافة قادة اليمن الجنوبي( ماركسيي الأتجاه!) بعد فشلهم في محاولة الانفصال, و لا يزال هؤلاء مقيمين في السعودية كلاجئين سياسيين .

و عندما بدأ تمرد أتباع الحوتي في صعدا (شمال اليمن بالقرب من الحدود السعودية) خاف السعوديون من زيادة النفوذ الشيعي الديني في اليمن اذ ان الحوتيين هم من الشيعة الزيدية, كما كانت السعودية تشك في وجود الدعم الايراني لهم, فقامت السعودية بدعم الحكومة المركزية في صنعاء بل أيضا قامت القوات السعودية بقصف أتباع الحوتي بالتنسيق مع صنعاء.

الخلاصة:

ان التغيرات في ساحة السياسة الدولية في العقدين الأخيرين ( انتهاء الحرب الباردة و ما تبعه من اختفاء تعدد الأقطاب في النظام الدولي, أحداث 11 سبتمبر و بروز الارهاب الدولي كورقة لاعبة على الساحة الدولية و ما تبع ذلك من تغييرات في الجغرافية السياسية لمنطقة الشرق الأوسط) قد أحدث حالة رعب و فزع لدى النظام السعودي الذي شعر بأنه غير قادر على الصمود في وجه التغيرات السريعة في العالم و في المنطقة المحيطة. فكانت ردة الفعل من النظام السياسي السعودي و حلفائه في المؤسسة الوهابية هو أن يخلق خط دفاع متقدم في المحيط المجاور و بالذات في بقية دول الجزيرة العربية التي بدأت في تحديث أنظمتها السياسية و اتخاذ نموذج نمو اقتصادي مبتعدة عن نظام الاقتصاد الريعي مما يعني انفتاح هذه الانظمة من الناحية الاجتماعية و السياسية بشكل يهدد الفكر السلفي الوهابي و يحاصره في قوقعة ضيقة. و بما أن الهجوم هو أفضل وسائل الدفاع فردة الفعل السعودية كانت زيادة النشاط التبشيري الوهابي في ذلك المحيط المباشر و العمل على تقوية أتباع ذلك الفكر, ليكونوا الدعامة التي يلجئون اليها في حالة الطوارئ.

كتبه الاستاذ فارس الغراب واعاد نشره احمد مهدي الياسري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الشريف
2011-10-16
الوهابية فرقة منحرفة عن دين الاسلام،وهذا اوضحه علماء اهل السنة والجماعة،ان الوهابية فرقة ضالة كافرة،يجب التحذير منها،الوهابية اعداء الاسلام والبشرية،ان عقيدة الوهابية هي تشبه عقيدة اليهود عقيدة فاسدة مبنية علي التشبية والتجسيم،وهي عقيدة منحرفة ضالة،ان الوهابية لا يمثلون اهل السنة ولا اهل الحديث الشريف ولا السلفية،ان الوهابية يمثلون اليهود وسائر الفرق الكافرة،يعني اخوانهم بالكفر والضلال،يجب القضاء علي الوهابية وعلي النظام السعودي الوهابي الخبيث.
علي حسين حميد النعيمي
2009-01-21
الاخ احمد مع فائق التقدير تقرير رائع وهذا بالطبع غيث من فيظ مما يوجد في كواليس التيار السلفي الذي ينشأ عادة في المجتمعات القبلية التي تكون بيئة خصبة لنموه وكنت على دراية في اليمن من انتشار هذا الفكر عن طريق حزب التجمع الوطني للاصلاح الذي كان يتزعمه عبد بن حسين الاحمر والذي يمتلك لقب امير في الاسرة السعودية ولي استنتاج ان اهم اركان تخلف اليمن هي السلفية والقبلية والقات الذي لايحرم من شيوخ الارهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك