الكاتب : أبو حسن الساعدي
(القسم الأول)
قبل أن أبدأ الكلام أود تطمين الجهات المعنية بأنّني لست طالبا للسلطة ولا منتميا الى حزب أو حركة أو جبهة مشتركة في الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات , وإنما أنا ابن أحد الشهداء السعداء الذي روّى بدمه الطاهر تراب العراق الغالي وأريد من خلال كلماتي أن أزيل عن صدري آلاما متراكمة خلّفتها العقود الثلاث الماضية وأطالب بحقوقنا كغيرنا من ذوي الشهداء , هذا إن كان للشهداء حق في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأمور وتغيرت فيه المفاهيم , فأصبح أبناء الشهيد المضحي من المنسيين , وأما أبناء لاحسي قصاع الطاغية المقبور وأمثاله فأمسوا من كبار القوم وأهل المشورة والحل والعقد في هذا الزمن الردي .
مضى على اعتقال والدي الشهيد السعيد الشيخ عبدالمنعم الساعدي أكثر من 26 عاما أي منذ صيف عام 1982 وكغيرنا من العوائل تمت المضايقة لنا والملاحقة لأفراد العائلة مما اضطرنا بالتالي الى الهروب من العراق الى المنافي المتعددة على مدى سنين طويلة ومريرة عشناها بذل وظلم ذوي القربى ممن كنا نظن أنهم ذووا رحم لنا وقربى يجمعنا الولاء المشترك بالمعتقد والمذهب والتوجه السياسي , ولكن للأسف اكتشفنا وبعد مضي سنوات أننا كنا أدوات , كغيرنا من العراقيين استخدمونا واحترقت أوراقنا وجاءت الريح وبعثرتنا قطعا قطعا منتشرة في المنافي .
وحينما جاءت لحظة انتصاف المظلوم من الظالم استبشرنا خيرا وقلنا ها قد جاء زمن استرداد الحقوق المعنوية والمادية ويعود الميزان الى اعتداله بعدما مال نحو الباطل عقودا طويلة . وعاد بعض أهلي الى مدينتنا الغالية النجف الأشرف وتم استرداد أول الحقوق الاعتبارية بالنسبة لنا , وأعني به بيتنا الذي اشتراه لنا الوالد (رحمه الله) ففيه أنفاسه الطاهره وذكراه وصدى صوته , وعلى الرغم من تقادم بنيانه وتداعي أركانه إلا أنه يبقى لنا ذكرى غالية ورمزا مقدسا يجمع الشتات بعد أن تخلّى أهل هذا الزمن عنا إلا ثلة قليلة من الكرام .
يتبع .. (القسم الثاني) وفيه تفاصيل ومواقف وأحداث
https://telegram.me/buratha