المقالات

الفيصل أفعى السعودية لليفني صهيون : عليكم القتل والدمّار وعلينا المال والأعمار !.

1093 15:06:00 2009-01-20

( بقلم : كاظم شلتاغ )

منحة سخية جداً تلك التي قدمها العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز ال سعود في القمة الاقتصادية للدول العربية في الكويت هذه الايام ل (( أشقائه )) من الشعب الفلسطيني في غزة ، والتي ساهمت آلت الدمار والحرق الصهيونية الاسرائيلية بحرق اطفالهم بالفسفور الابيض وهم أحياء وابادة شيوخهم ونساءهم بقنابل الكيميائيات البكتيرية وتهديم بيوتهم بصواريخ نووية صغيرة الحجم بشكل لم يشهد له تاريخ البشرية الحديثة مثالا !.ألف مليون دولار (( لعلّ هناك مشكلة في لغة العاهل السعودي الكارثية مع رقم المليار دولار ، لذالك قرر كاتب الخطاب استبدال المليار بالف مليون دولار ليتمكن العاهل البدوي حتى الأمية من نطق الكلمة بقليل من الصحة )) كما نطقها العاهل السعودي منحة لاعادة اعمار غزة ، مع خطاب فاجأ الجميع بانقلابه وتراجعه عن السياسة السعودية التي دعمت منذ الايام الاولى للعدوان الاسرائيلي على غزّة موقف ادارة اسرائيل العنصرية بشنّ الحرب على فلسطين وابادة اهلها ، وألقاء تبعات الدماء الغزاوية على حماس والشعب الفلسطيني نفسه !.ولعلّ المتفاجئون بالانقلاب السعودي على مواقفه السابقة لم يلحظوا حقيقة هذا الانقلاب ، وهل هو استرتيجية قديمة جديدة في السياسية السعودية تلجأ اليها كلما شعرت ان أمرها سينفضح بين الشعوب العربية ؟. أو هو أعتراف صريح بخطيئة المساهمة السعودية المباسرة بالمشاركة بابادة الشعب الفلسطيني مع الكيان الصهيوني في غزة ؟.

ولهذا العارفون بالسياسة السعودية والممارسون لالاعيبها الازدواجية كالعراقيين مثلا يدركون مغزى ان تتخذ مملكة ال سعود مواقف معينة ثم اذا رأت ان مردودات هذه المواقف لم تصل الى اهدافها المرجوة ولم تعد بنتائج نفعية للمملكة للتقرب لقلب السيد الاستعماري فسرعان مايكون الانسحاب عن هذه المواقف واعادة صياغة السياسة السعودية من اسهل ماتنتهجه هذه المملكة الغريبة الاطوار العميقة التفكير البدوي القتّال !.نعم ربما يتذكر العراقيون ومن خلال تجربتهم الطويلة والمرّة مع المملكة السعودية أنها أول من موّن الحروب العراقية مع جيرانه ودعم نظام الصداميين بشكل غريب عجيب وبلا تحفظ يذكر على سياسة هذا النظام الفتّاك ، كما انها اول من أنقلب على نظام صدام حسين أنذاك بعدما رأت المملكة السعودية ان الاشارات قد صدرت من السيد الامريكي والصهيوني بضرورة التخلص من نظام الحروب العفلقية الصدامية ، ولهذا استصدرت الفتاوي الدينية الوهابية ضد نظام البعث وتكفيره ، مضافا اليه استقدام القوات الغربية الاستعمارية للاطاحة بنظام الحكم الصدامي في العراق ، وحتى ايقاع المنطقة العربية كلها بحرب طائفية بعدما قادة المملكة السعودية هذه الفتنة بشكل مرعب لم تزل اثاره الى هذه اللحظة غير متوقفة في مكان معين ، وكل هذا كان ولم يزل محركاً من خلال اموال البترول السعودية العملاقة والضخمة !.

في ذالك الوقت لم يزل العراقيون يتذكرون حتى اليوم مقولة ملك المملكة السعودية الراحل فهد بن عبد العزيز عندما اغرى طاغية بغداد صدام حسين بدخوله واستمراره بالحرب على ايران بالقول : علينا المال وعليكم الرجال !. كأشارة من هذه المملكة على وجود مخطط ابادة كاملة للشعبين العراقي والايراني بتمويل سعودي خدمة للمصالح الصهيونية والغربية الاستعمارية وخصوصا الامريكية انذاك !. واليوم لعلّ مَن لايدرك مغزى السياسة الخارجية للمملكة السعودية تلك ربما يتفاجأ اذا وجد هناك موقفين متناقضين ظاهريا وتماما بين دعم المملكة السعودية لحملة الابادة الصهيونية في بادئ الامر ومن ثم وبعد ذالك انقلابها المفاجأ على مواقفها السابقة والتبرع بمليار دولار لغزة فلسطين المبادة والمنكوبة صهونيا لاعمارها من جديد !. ومن هذا تساءل المتفاجئون : فهل هذا يعني ان هناك توبة سعودية تحاول المملكة شراء العفو عن خطيئتها مع اهل فلسطين بمليار دولار أميركي ؟.أم ان المملكة صاحبة الضمير الديني العربي مع انها تختلف مع الفلسطينيين في الكثير الا انها دائما مملكة عملية وتحاول ترجمة مواقفها الانسانية ليس بالكلام فحسب بل بالافعال والأعمار من اموال بترولية جاهزة ؟.ربما هنا سيتفاجأ المتفاجئون اكثر ان علموا ان هذه المليار دولار السعودية التي قدمت للفلسطينيين في قمة الكويت الاقتصادية مع الانقلاب الدراماتيكي في الموقف السعودي تجاه الحرب على غزة هي وفي حقيقتها ليس من منطلقات توبة ولاهي نابعة من ضمير عربي يحترق ، بل انها من ضمن صفقة سابقة على حرب غزة بين ادارة تسيبي ليفني الصهيونية والخارجية السعودية على التحديد بقيادة سعود الفيصل ، وان هذه المنحة ماهي الا مارصدته ادارة تسيبي ليفني الصهيونية في اسرائيل نفسها وقبل الحرب على غزة فلسطين لآعمار ما ستهدمه الالة العسكرية الاسرائيلية في غزة لآحقا !.

والحقيقة ان السيناريوا السعودي الاسرائيلي الذي اتفق عليه الجانب السعودي من خلال افعى السياسة الخارجية السعودية كمايلقب عربيا الامير سعود الفيصل ، وعقرب الخارجية الصهيونية المتطلعة لرئاسة الوزراء الصهيونية تسيبي ليفني كان يقضي بأن :

اولا : تشنّ أسرائيل حرب خاطفة لتصفية حكومة حماس في غزة واعادة حكومة عباس للقطاع بفترة لاتتجاوز الستة ايام لاغير ( لعل التاكيد على الايام الستة الاولى من قبل الجانب السعودي كي لايقول الشعب العربي ان الجيوش العربية لم تصمد ستة ايام بينما المقاومة بامكانها ان تقاتل لاكثر من شهر وشهرين ... وهكذا) لضمان أمن اسرائيل الجنوبي ، على ان يتكفل الجانب السعودي ومعه العربي المعتدل امريكيا بتوفير الغطاء السياسي والاعلامي الداعم لاسرائيل بحربها ضد حركة حماس .

ثانيا : تكون نفقات الاعمار مابعد الحرب لقطاع غزة ملقا على عاتق المملكة السعودية ولا تُلزم اسرائيل باي مطالبة قانونية او دولية بتبعات اعمار ماهدمته الحرب الاسرائيلية او ماينتج عن هذا الهجوم العسكري ، على ان تسلم اموال اعمار غزة للبنوك الاسرائيلية ومن ثم لصرفها لحكومة عباس تباعا وحسب ماتقوم به حكومة رام الله من اعمار في غزة .

ثالثا : يُبرم اتفاق رباعي بعد الانتهاء من الحرب وازالة حكومة حماس من غزة واعتقال كوادرها السياسية بين السعودية ومصر وحكومة عباس مع اسرائيل على منع اي نمو لحركة حماس من جديد ، بالاضافة الى تعهد مصر بمنع تصدير اي سلاح او تواجد لانفاق تهريب غير شرعية ، وبالمقابل تتعهد اسرائيل بفتح المعابر وتسهيل عملية الاعمار واعادة النشاط لعملية السلام من جديد .

لكنّ هذا السيناريوا ولسوء الحظ الملازم لادارة الكيان الصهيوني وقرينتها مملكة ال سعود المتخبطة قد فشل فشلا ذريعا بعد مرور اكثر من سبعة ايام على الحرب وتأخّر القرار الاسرائيلي بالهجوم البري على غزة اكثر مما هو متفق عليه سعوديا اسرائيليا ، مضافا اليه الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني على الارض في غزة وامتصاص قيادة حماس للضربة الجوية الاولى للكيان الصهيوني باقل الخسائر ، مما وضع الموقف السعودي وتابعه المصري بمأزق الاحتجاجات العربية والاسلامية والدولية كذالك ، فحاول السعوديون المستحيل لتزييف الغضبة الشعبية العربية والاسلامية عليهم من خلال اصدار الفتاوي بتحريم المظاهرات والقاء اللوم اعلاميا وسياسيا على حماس و... لكن دون جدوى ، مما دفع اخيرا الى تذمر السعودية من الاداء الصهيوني السيئ لادارة المعركة مع حماس وعدم الحسم السريع في هذه الحرب ، وهذا مادفع الخارجية السعودية في مخاطرة الجانب الامريكي وابلاغهم استياء المملكة العربية السعودية من هزالة الاداء الاسرائيلي في حسم المعركة لاسيما ان الادارة السعودية قد حذرت الجانب الامريكي قبل بداية العدوان الاسرائيلي على غزة من خلال وزير خارجية المملكة السعودية : ان السعودية من الداعمين لازالة حماس من غزة باي ثمن ، لكنها تتخوّف كثيرا من تكرار التجربة في غزة كما حصل في لبنان لتخرج حماس اخيرا كبطل مقاومة بدلا من القضاء عليها !.

لكنّ ماحصل بعد اكثر من تسعة عشر يوما ان جميع الاهداف والسيناريوات الصهيونية السعودية قد بائت بالفشل ، وان ادارة البيت الابيض البوشية لابد ان تغادر قبل العشرين من هذا الشهر ، وان حماس وصواريخها مازالت تطلق من غزة ، وان الموقف الشعبي والعربي والاسلامي مازال في تفاعل وتصاعد ، وان ايران الاسلامية وحسب ماقرأه الكثير من منظري الاستعمار الامريكي قد استفادت بشكل كبير من الحرب على غزة بدلا من عزلها ، وان سوريا بدت انها اكثر وثوقا من السابق لاسيما ان صمود الغزاويون من حماس قد عزز من اوراق الدعم السورية ،.... ثم بعد ذالك كله دخول تركية بشكل مفاجأ وقوي على خط المعركة لالتكون بالنقيض والضد والندّ من الدور الايراني كما كان يأمله السعوديون والمصريون ، بل بالتناغم بين الموقفين الايراني والتركي في قضية ايقاف الحرب ورفع الحصار عن شعب غزة وفتح المعابر واعادة صياغة حكومة فلسطينية توافقية بين حماس ورام الله !.كل هذه العوامل هي التي افشلت المخطط السعودي الاسرائيلي وانهيار سيناريوا الحرب بالكامل ،لكن مع بقاء بند واحد في هذا السيناريوا يجب ان يتم الى النهاية وهو بند : اعادة اعمار غزة من اموال البترول السعودي على اي حال وهذا ماقام به العاهل السعودي في قمة الكويت الاقتصادية عندما اعلن منحته السخية بالف مليون دولار لغزة ولاعادة اعمار ماهدمته الحرب الاسرائيلية هناك !.

هنا ربما من يتساءل : هل المنحة السعودية غطت مسؤولية اسرائيل بوجوب دفع تعويضات حربها المدمرة على غزة ؟.ام انها بهذه المنحة اطاحت بورقة عربية كان بالامكان رفعها عندما تُطالب اسرائيل وتُساءل قانونيا عن وجوب ان تعوّض اسرائيل مادمرته التها العسكرية الفتاكة ؟. تصوروا لو ان اسرائيل أُلزمت قانونيا بوجوب ان تعوّض ما تدمره حروبها المتكررة فهل كانت اسرائيل لتجرأ على التفكير مجددا بشنّ حروب عبثية وتدميرية على العرب والمسلمين ؟.

لكن مادامت المملكة السعودية متكفلة دوما بسد نفقات الحروب الاستعمارية على العرب فما هو المانع ان تفكر مرات ومرّات اخرى اسرائيل بشنّ حروبها اذا كانت تبعاتالاعمار دوما تأتي من البترول العربي نفسه ، ولامسؤولية لاقانونية ولااقتصادية عليها ، فلماذا لاتتكرر الحروب ويتكرر مشهد الدمار الصهيوني والاعمار العربي من جديد ؟.نعم سعود الفيصل في خطابه الاخير مع تسيبي ليفني حسم المعادلة ودفع الاطمئنان الكامل للصهاينة عندما قال لليفني : عليكم القتل والدمار وعلينا المال والاعمار !.ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك