المقالات

مسافتنا من المرجعية


( بقلم : ميثم المبرقع )

اعلن مكتب الامام السيستاني (دام ظله الوارف) في النجف الاشرف بان المرجعية الدينية تقف على مسافة واحدة من جميع المتنافسين وهذا موقف بديهي وطبيعي ومطلوب ولكن يبدو ان ثمة تفسيرات مغلوطة لهذه المواقف وقعت بها بعض القوى والاحزاب المتنافسة. وكما يقال بان الوجدان أبلغ من البرهان فاننا نعتقد بان وقوف المرجعية بمسافة واحدة من الجميع لا يعني بالضرورة ان يتساوى عندها الجميع فان ذلك امر لا يمكن ان ننسبه للمرجعية الرشيدة فهذا أساءة بالغة لها فكيف يتساوى لديها المحسن والمسيئ والصالح والطالح بل كيف يتساوى عندها الصالح والاصلح.

وهذا الوقوف المرجعي الهادف لا يعني ايضاً تساوي القوى السياسية بكل المعايير والمواقف والولاءات الوطنية. ففي عهده لمالك الاشتر يقول مولى الموحدين وامير المؤمنين " فلا يكونن عندك المحسن والمسيئ على درجة سواء فان في ذلك تشجيعاً لاهل الاساءة وتثبيطاً للمحسنين" ومن هنا فان الوقوف بمسافة واحدة يعني بشكل واضح كمن يجري قرعة لعدد من ابنائه بلحاظ ان "القرعة لكل امر مشكل" فاجراء القرعة لعدد من الناس لا يعني بالضرورة تساويهم بكل الاعتبارات والامتيازات والمميزات، بل بتشبيه اخر هو كوقوف القاضي العادل امام المتخاصمين والمتنافسين فليس من المعقول ان تكون للقاضي قناعة مشتركة بالجميع وان لم يرتب أثراً على قناعته لانها تخالف عدالته.

والامر الاهم في هذا السياق ان هذا الوقوف بمسافة واحدة لا يدعو جميع القوى السياسية الى الوقوف بنفس المسافة من المرجعية وهو ليس كذلك فالواقع اثبت خلاف ذلك تماماً فهناك قوى سياسية لا تحترم ولا تعتقد بالمرجعية الدينية وهناك قوى اخرى لا تتحرك خطوة واحدة مصيرية الا بتوجيهات المرجعية الدينية وهناك شخصيات سياسية اعتقلت أواعدمت بسبب ولائها للمرجعية الدينية ثم هذا الوقوف من شأن المرجعية الدينية وحدها وليس من خصائص التابعين لها والمتمسكين باوامرها ونواهيها.

ومن هنا فاننا في تيار شهيد المحراب كنا ومازلنا نتمسك وندافع عن مرجعيتنا الدينية الرشيدة ولا نحيد عنها كما اننا دافعنا عنها ودفعنا ثمن ذلك في ظروف غير انتخابية بل قبل سقوط الطاغية وبعده وهذه المواقف هي التزام اخلاقي وشرعي وليس لغرض سياسي او انتخابي كما يتوهم الاخرون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك