المقالات

منظمات من الواجهية الى الوهمية

1071 05:25:00 2009-01-20

( بقلم : فراس الغضبان الحمداني )

عند تأمل تاريخ الانظمة الشمولية القمعية بكل اتجاهاتها حيث نقصد بالشمول هو الغاء الاخر والابقاء فقط على نواة واحدة كل مايحيطها من مؤسسات وكبار مسؤولين وحاشيات ومنظمات ، هي مجرد مظهرها خارجي للجوهر الدكتاتوري ، لان الدكتاتور ( الفرد او الحزب او المؤسسة والمنظمة ) هو الامر الناهي والبقية هي مستلزمات مظهرية للدولة او الحزب او المنظمة .

وهذه الانظمة كانت ومازالت تصرف مليارات الدولارات على هذه الواجهات من مؤسسات مختلفة التخصصات الشبابية والنسائية والطلابية والثقافية والاعلامية ، فمظهرها تخصص في دفاع ورعاية واهتمام ، وجوهرها تطبيل وتزمير وتمجيد للنظام وما فيها من مسميات مجرد ( أمعات ) وريبورتات بشرية مهمتها الوحيدة ان تقيم نشاطات وتخدع الجماهير كل حسب اختصاصه لكي يواصلوا الولاء للقائد الضرورة او مايسمونه اليوم ( القوي الامين ) .

وما اشبه اليوم بالبارحة ، فرغم الحرب الكونية التي دفع ثمنها شعب العراق تحت شعارات الحرية وحقوق الانسان وحتى بعد سقوط الصنم والانتقال الى عصر الرفاهية والدستور والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والحكومات المحلية والفدراليات والى آخر الخزعبلات ، فأننا ياسادة ياكرام أكتشفنا مجددا بأن منظمات اليوم لاتختلف عن منظمات الامس وهي ايضا واجهات لاحزاب وكيانات ودول اجنبية ومخابرات دولية ، والفرق الكبير انها اصبحت ارضا خصبة لتنشيط اللصوص والمختلسين والذين يبحثون عن ادوار ويتاجرون بالورش الوهمية ويحولون كل الدعم الدولي من المنظمات التي يتباكون على ابوابها بحجة الحاجة لتطوير قطاعات العمل في مجال الثقافة والمجتمع المدني وحرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين ورصد الانتهاكات الصحفية ، وفي كل ذلك دعوة لفتح ( الكاكات ) ولانقصد الاخوة الاكراد وانما ( حنفيات ) الدولارات التي ( يلغفها) نكرات تسلقوا على دماء الشهداء وأثروا على حساب القضية وتزوير الحقائق .

وهذه الدمى التي تلعب ادوارا حقيرة وخطيرة قامت بجريمتين الاولى خيانة اصحاب المهنة والدجل عليهم والقبض بأسمهم والثانية خداع المنظمات الدولية من خلال أقناعها بتمويل برامج وهمية لتأهيل جيوب بعض الطارئين من النصابين والغشاشين والمحتالين المتسترين تحت الشعارات البراقة لهذه المنظمات التي آوتهم بعد ان كانوا يتسكعون في الشوارع ويحشدون الناس حول القائد الضرورة ومنظماته الارهابية .

عجبي كيف تحول النكرات والارهابيين والمتسكعين الى دعاة لحماية الحريات واحترام حقوق الانسان لان فاقد الشيء لايعطيه ، ويفترض بالمنظمات الدولية إن تتحرى عن سيرة هؤلاء وماضيهم وحاضرهم ولكن هذه المنظمات خاب أملها بالمنظمات العراقية لكثرة المرتزقة الذين استولوا على هذه المؤسسات واعتبروها مواقع للاستثمار الشخصي وتقاسموا الغنائم مع بعظهم البعض ، وطبعا حصة الاسد ( للنكري الكبير ) وحصة الارانب ( للنكرية الصغار ) .

ان هذه الكارثة الوطنية مجسدة باكثر من (15 ) ألف منظمة 99 % منها وربما اكثر من ذلك منظمات شبحية ورغم هذا فأن ما قبضته من اموال كبيرة جدا ذهبت الى جيوب هؤولاء المتسكعين ، وارتكبوا جرما ثالثا من خلال استمالتهم لبعض الاشخاص الذين لايمتون بأي صلة لاختصاصات المنظمة واعتبارهم مجرد دمى وشواخص لمليء الكراسي لكي يكتمل مشهد الورش الوهمية من خلال التقاط بعض الصور وارسالها الى المنظمة الداعمة لكي تطمئن على ان ما قامت به قد أدى الى تاهيل اعداد كبيرة من العراقيين والحقيقة انها كلها مجرد مظاهر خداعة وعمليات نصب واحتيال لاختلاس الاموال .

وازاء هذه الفضائح المتواصلة فاننا سنضطر قريبا بنشر وثائق دامغة عن كل ما ادعيناه في هذه المقالة لنضع من خلالها النقاط على الحروف ونرفع الاقنعة عن بعض الوجوه ليرى الناس حقيقتها ودجلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د امجد العيساوي
2009-01-20
الاستاذ الكاتب احيي فيك هذه الشهامة والروح الوطنية والذي اردت من خلال مقالك هذا ان تسلط الضوء على المنظمات الربحية والوهمية والتي تجني الاموال باسم الرعاية والدفاع والاهتمام وانورك اخي العزيز بان منظمة تدعى مرصد الحريات الصحفية صاحبها البعثي الصدامي الذي كان لايخلع الزيتوني في الكرادة منطقة ابو قلام والمتطرف والموالي الى الوهابية يقوم اليوم بالنصب والاحتيال وقبض الاموال من الجهات الداعمة بحجة الدفاع عن الصحفيين وهذا المدعو زياد العجيلي الذي لايفقه بالاعلام شيئا يسرق الاموال اليوم باسم الصحافة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك