المقالات

منظمات من الواجهية الى الوهمية


( بقلم : فراس الغضبان الحمداني )

عند تأمل تاريخ الانظمة الشمولية القمعية بكل اتجاهاتها حيث نقصد بالشمول هو الغاء الاخر والابقاء فقط على نواة واحدة كل مايحيطها من مؤسسات وكبار مسؤولين وحاشيات ومنظمات ، هي مجرد مظهرها خارجي للجوهر الدكتاتوري ، لان الدكتاتور ( الفرد او الحزب او المؤسسة والمنظمة ) هو الامر الناهي والبقية هي مستلزمات مظهرية للدولة او الحزب او المنظمة .

وهذه الانظمة كانت ومازالت تصرف مليارات الدولارات على هذه الواجهات من مؤسسات مختلفة التخصصات الشبابية والنسائية والطلابية والثقافية والاعلامية ، فمظهرها تخصص في دفاع ورعاية واهتمام ، وجوهرها تطبيل وتزمير وتمجيد للنظام وما فيها من مسميات مجرد ( أمعات ) وريبورتات بشرية مهمتها الوحيدة ان تقيم نشاطات وتخدع الجماهير كل حسب اختصاصه لكي يواصلوا الولاء للقائد الضرورة او مايسمونه اليوم ( القوي الامين ) .

وما اشبه اليوم بالبارحة ، فرغم الحرب الكونية التي دفع ثمنها شعب العراق تحت شعارات الحرية وحقوق الانسان وحتى بعد سقوط الصنم والانتقال الى عصر الرفاهية والدستور والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والحكومات المحلية والفدراليات والى آخر الخزعبلات ، فأننا ياسادة ياكرام أكتشفنا مجددا بأن منظمات اليوم لاتختلف عن منظمات الامس وهي ايضا واجهات لاحزاب وكيانات ودول اجنبية ومخابرات دولية ، والفرق الكبير انها اصبحت ارضا خصبة لتنشيط اللصوص والمختلسين والذين يبحثون عن ادوار ويتاجرون بالورش الوهمية ويحولون كل الدعم الدولي من المنظمات التي يتباكون على ابوابها بحجة الحاجة لتطوير قطاعات العمل في مجال الثقافة والمجتمع المدني وحرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين ورصد الانتهاكات الصحفية ، وفي كل ذلك دعوة لفتح ( الكاكات ) ولانقصد الاخوة الاكراد وانما ( حنفيات ) الدولارات التي ( يلغفها) نكرات تسلقوا على دماء الشهداء وأثروا على حساب القضية وتزوير الحقائق .

وهذه الدمى التي تلعب ادوارا حقيرة وخطيرة قامت بجريمتين الاولى خيانة اصحاب المهنة والدجل عليهم والقبض بأسمهم والثانية خداع المنظمات الدولية من خلال أقناعها بتمويل برامج وهمية لتأهيل جيوب بعض الطارئين من النصابين والغشاشين والمحتالين المتسترين تحت الشعارات البراقة لهذه المنظمات التي آوتهم بعد ان كانوا يتسكعون في الشوارع ويحشدون الناس حول القائد الضرورة ومنظماته الارهابية .

عجبي كيف تحول النكرات والارهابيين والمتسكعين الى دعاة لحماية الحريات واحترام حقوق الانسان لان فاقد الشيء لايعطيه ، ويفترض بالمنظمات الدولية إن تتحرى عن سيرة هؤلاء وماضيهم وحاضرهم ولكن هذه المنظمات خاب أملها بالمنظمات العراقية لكثرة المرتزقة الذين استولوا على هذه المؤسسات واعتبروها مواقع للاستثمار الشخصي وتقاسموا الغنائم مع بعظهم البعض ، وطبعا حصة الاسد ( للنكري الكبير ) وحصة الارانب ( للنكرية الصغار ) .

ان هذه الكارثة الوطنية مجسدة باكثر من (15 ) ألف منظمة 99 % منها وربما اكثر من ذلك منظمات شبحية ورغم هذا فأن ما قبضته من اموال كبيرة جدا ذهبت الى جيوب هؤولاء المتسكعين ، وارتكبوا جرما ثالثا من خلال استمالتهم لبعض الاشخاص الذين لايمتون بأي صلة لاختصاصات المنظمة واعتبارهم مجرد دمى وشواخص لمليء الكراسي لكي يكتمل مشهد الورش الوهمية من خلال التقاط بعض الصور وارسالها الى المنظمة الداعمة لكي تطمئن على ان ما قامت به قد أدى الى تاهيل اعداد كبيرة من العراقيين والحقيقة انها كلها مجرد مظاهر خداعة وعمليات نصب واحتيال لاختلاس الاموال .

وازاء هذه الفضائح المتواصلة فاننا سنضطر قريبا بنشر وثائق دامغة عن كل ما ادعيناه في هذه المقالة لنضع من خلالها النقاط على الحروف ونرفع الاقنعة عن بعض الوجوه ليرى الناس حقيقتها ودجلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د امجد العيساوي
2009-01-20
الاستاذ الكاتب احيي فيك هذه الشهامة والروح الوطنية والذي اردت من خلال مقالك هذا ان تسلط الضوء على المنظمات الربحية والوهمية والتي تجني الاموال باسم الرعاية والدفاع والاهتمام وانورك اخي العزيز بان منظمة تدعى مرصد الحريات الصحفية صاحبها البعثي الصدامي الذي كان لايخلع الزيتوني في الكرادة منطقة ابو قلام والمتطرف والموالي الى الوهابية يقوم اليوم بالنصب والاحتيال وقبض الاموال من الجهات الداعمة بحجة الدفاع عن الصحفيين وهذا المدعو زياد العجيلي الذي لايفقه بالاعلام شيئا يسرق الاموال اليوم باسم الصحافة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك