( بقلم : ابو باقر الموسوي )
محافظة ميسان أو مملكة ميسلون مهد الحضارة وصاحبة التاريخ والآثار التي تدل على أنها كانت مملكة عظمى.. واليوم هي مدينة عائمة على مستنقع من النفط بالإضافة أرضها الخصبة التي تصلح لزراعة شتى أنواع المحاصيل بل باستطاعتها أن تصدر من محاصيلها الزراعية أذا ما تم استصلاح أراضيها وتوفير المستلزمات الزراعية من بذور والآلات اللازمة . ولكن كل هذا غائب اليوم عن واقع ميسان فأهلها يعيشون محنة الإقصاء والتهميش وشبابها يعانون من البطالة والعوز وكم.... وكم فيها جيوش من الأيتام والأرامل والفقراء وما أن يأتي مسؤول من الحكومة المركزية إلى المحافظة حتى يهرع أهلها وبأيديهم مختلف الطلبات وآلاف المعاملات آمل منهم بأن تقضى معاناتهم حتى انفردت محافظة ميسان بهذه الحالة المأساوية .
والآن لنسأل أنفسنا لماذا كل هذا وكم مليار من الدولارات تم هدرها في المشاريع التي يلغي أحدها الأخر ولم ترى النور إلى يومنا هذا... أليس من العدل أن تصرف هذه المليارات في استصلاح الأراضي الزراعية وتشغيل آلاف من الشباب العاطل في هذا الميدان وجعل منهم عنصر منتج بدل أن يكون عنصر مستهلك... أليس من الإنصاف أن يصرف مليار من هذه المليارات المهدورة في صيانة وتجهيز كل من معمل ( سكر القصب – والبلاستك – والورق ) أليس من الإنصاف أن تبلط الشوارع الرئيسية لمدخل المحافظة ومخارجها بدل أن تعج بالتربان وآلاف الحفر التي تعطي طابع التخلف والحرمان الذي رافق أهل هذه المحافظة المظلومة سنين طوال . والغريب في كل هذا أن تبادر الحكومة المحلية في محافظة ميسان بدعم أكثر من خمس قوائم على أمل أن يحصلوا على أغلبية في مجلس المحافظة الجديد كي يبقوا الوضع على ماهو عليه ولوا سألهم سائل ما لذي قدمتموه خلال الفترة التي لم يكن لكم منافس وكانت مقدرات المحافظة كلها بأيديكم لقالوا نحن نعمل تحت الأرض!! نحن نعمل لإصلاح البنى التحتية !!!
والغريب أن ما أنجز في محافظة ميسان لا يعد نجاحاً ,لا في مقياس البنى التحتية ولا البنى الفوقية وهو نجاح فقط في الجداريات الموجودة على جانبي الطرق الرئيسية التي توحي بأن محافظة ميسان سيكون فيها هذه المشاريع الكبيرة لتبقى هذه المدينة متطورة في الرسم الكمبيوتري فقط ... بينما نرى ما أنجز في بقية المحافظات مثل محافظة النجف وبغداد والسماوة والناصرية والحلة والديوانية وغيرها من المحافظات التي مسكتها أيادي أمينه أنجزت فيها مشاريع عملاقة والتي تعد أهم البنى التحتية لتلك المحافظات مما يخدم أهلها لعشرات بل لمئات السنين فمطار النجف والمجمعات السكنية والجسور العملاقة والمستشفيات الكبيرة والمشاريع الإستراتيجية وإعادة تأهيل منازل البسيطة للمواطنين وتوزيع الآلاف من القطع السكنية والشركات العالمية التي تتنافس على الاستثمار في تلك المحافظة كل هذا لا يعد بنى تحتية في نظر حكومة ميسان الموقرة !!! بينما التلال المتراكمة من التربان وطوابير العاطلين والشوارع المحفرة والتجاوز على أراضي الدولة والفساد الإداري المستشري وعدم توزيع الأراضي على المواطنين وتسخير مقدرات المحافظة لخدمة تيار معين وعدم تشغيل أهم ثلاث مصانع في المحافظة كل هذا يعد بنظرها بنى تحتية !!!
يا أبناء ميسان الشرفاء ... أيها المخلصون المجاهدون ... اليوم يومكم ... اليوم ميسان تناديكم كي تخلصوها من كل الخزعبلات ومن حكومة لا تمتلك القدرة على اتخاذ القرار وأمرها ليس بيدها ... حكومة تعمل بما تراه لا تتطلبه المصلحة العامة لأهالي ميسان فرفضت الكثير من المشاريع المهمة التي تنقذ المحافظة من التخلف والحرمان .. ليكن لكم وقفه مشرفه في خلاص محافظتكم من المظلومية التي عاشتها طيلة هذه السنين رغم أنها في طليعة المحافظات من حيث الجهاد والتضحية ومقارعة الطاغوت فقد أعطت قوافل من الشهداء وعدد كبير من المقابر الجماعية وقوافل من المعتقلين والمهجرين .. فوفائاً لكل قطرة دم سقطة على أرض ميسان ..ووفائاً لكل دمعة يتيم لم تكفكف الى الآن.. ووفائاً للأرامل والمحرومين أنقذوا محافظة ميسان ..
فالقرار بأيديكم والخلاص متوقف عليكم وكل ذلك يأتي من خلال اختياركم الصلحاء أصحاب التاريخ الناصع والمشروع الناجح لا تختلط عليكم الأوراق ولا تغرنكم الشعارات فكم قيل وقيل من أكاذيب خلال الحملة الانتخابية ولكن كل هذا نابع من عدم خجل قائليها فالعراقيون يعرفون جيداً الصادق من الكاذب والفترة الماضية كفيلة بكشف زيف كل المدعين والكاذبين . فأولئك الذين يدعون أنهم عاشوا المحنه ولا أعرف عن أي محنه يتكلمون وقد فشلت تجربتهم من خلال السرقات الكبيرة التي ثبتت عليهم وقد فضحوا مرات ومرات وبدون أدنى خجل يدعون أنهم عاشوا المحنة .. والله لدي وثائق وحقائق لا أرى من الصالح أن أنشرها خوفاً من أن يقال بأنها مزايدات انتخابيه بينما هي وثائق رسمية تثبت سرقاتهم وتهريبهم . وغيرهم ممن يدعي الإصلاح وهو قد مارس دوره بإخفاق وكيف سيصلح ومن هو الذي أفسد والحكومة لم تخرج من دائرتهم!!! وغيره يدعي التغيير وهو المتحكم الآن في زمام الأمور فكيف يغير واقع هو من أوجده فكلام كثير يناقض بعضه الأخر !!!
أما أولئك الذين يعرف المجتمع الخلل العقائدي والفكري الذي أصابهم فتارة يدعون أنهم منقذون وتارة يدعون بأنهم وطنيون وتارة يحرمون الانخراط في سلك الشرطة ويكفرون الحكومة وتارة أخرى يتنافسون في الانتخابات من أجل الوصول إلى مراكز يمكنهم من خلالها أن يطرحوا فكرهم المسموم . والكثير من القوائم التي نرى رموز البعث تعود من خلالها إلى مركز القرار كي تعيد الصفحة السوداء التي أعطى الشعب خيرة أبنائه من أجل أن يطويها بكل آلامها ومحنها .. فيا أبناء ميسان البررة... أليكم أخاطب وبكم أرتجي الخلاص من كل هذا فلا تفوتوا الفرصة ولا تسمحوا للواقع الفاسد بالعودة إلى مركز القرار تأملوا جيداً قبل أن تعطوا أصواتكم فصوتكم أمل ومستقبل لكم ولأجيالكم والله المستعان أنه نعم المولى ونعم النصير ...
https://telegram.me/buratha