المقالات

طلاء بغداد باللون الأبيض


( بقلم : محمود الشمري )

يعتقد علماء البيئة أن طلي أكبر 100 مدينة في العالم باللون الأبيض قد يدخل ضمن سياق الجهود التي قد تساعد في التصدي للتغييرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري.  وينصح د. هاشم أكبري من "مختبر بيركيلي لورنس القومي" في كاليفورنيا، بطلاء المباني والشوارع في أكبر مدن العالم باللون الأبيض للقضاء على الزيادة المتوقعة في الانبعاثات الحرارية خلال العقد المقبل. وتعكس المباني والأسطح البيضاء أشعة الشمس وتتخلص منها عكس المباني الداكنة التي تحتفظ بأشعة الشمس. وهذا سيساعد في تخفيف معدلات الحرارة، وبالتالي خفض استخدام مكيفات الهواء التي تستهلك معدلات عالية من الطاقة مما يعني القضاء على الارتفاع في معدلات الحرارة.  وأعتقد أننا في العراق معنيين بهذا الأمر أكثر من غيرنا في كل أنحاء العالم وذلك لسخونة مدننا بحكم الشمس الساطعة ,وكذلك لأن اللون الأسود في بلدنا سائد جداحتى انه وصل الى مستوى التغلغل والوصول الى القلوب والنفوس.

فالعراق ساخن جدا صيفا والصيف قريب, ومعظم مبانيه داكنة وجدرانها اسمنتية, مع الكيلومترات الطويلة من الجدران الأمنية الأسمنتية التي تحيط بأحياء مدننا والتي يئسنا من رفعها, وقلة المناطق الخضراء في عاصمتنا ومدننا الكبيرة وزحمة السير في الشوارع التي بدات تتفاقم مع انخفاض أعداد شرطة المرور بالاضافة الى ألوان الملابس الداكنة التي يفضلها ملايين العراقيين وخاصة من النساء كالعباءة والفوطة والحجاب وكذلك ملابس الحداد العائدة الى حالة الحزن القديم الذي حلّ بيننا منذ أن تسلط علينا البعث المجرم ومافعل بنا من كوارث وحروب, ومن ثم أصحاب القلوب السوداء الذين تسللوا بيننا من الأرهابيين وما كان مختبئا بيننا من أخوان لنا في الوطن يظهرون حبا ويضمرون كرها ومافعلوه بنا خلال ال6 سنوات الماضية من تقتيل وتشريد وتدمير أضف اليها حرارة قلوب العراقيين التي تتميز بأنها ساخنة جدا دائما وتصل الى درجة الغليان أحيانا لأسباب مهمة احيانا وتافهة احيان أخرى. كل هذا يتطلب من حكومتنا الرشيدة النظر بعين الأعتبار لهذا المقترح ودراسته والبدء بطلاء مباني بغداد وشوارعها وسياراتها باللون الأبيض لأنها اسخن مدن العراق قلوبا وقوالبا, وبعدها المدن الساخنة الأخرى الى أن نصل المدن الباردة في شمالنا العزيز. و قد يساهم هذا الأجراء بحل مشكلة الكهرباء الأزلية والتي أصبحنا نحلم بحلها و بوجود كهرباء مستمرة طول اليوم كما هو موجود في كل الدنيا وتتحقق أماني الكثيرين من كبار السن برؤية كهرباء لمدة 24 ساعة يوميا في العراق قبل أن يغادروا الحياة الدنيا.

وأقترح أن نبدأ بطلاء مبنى مجلس النواب أولا وغرفه وكراسيه وعدّته وعدده وسيارات الأعضاء وحماياتهم لعله أن يبرد المبنى ويبيضه فينعكس ذلك على المناقشات البرلمانية الساخنة و على القلوب السوداء لبعض النواب الذين أوصلوا العراق الى حالة الغليان في فترة ما ومازالوا وكاد المحظور ان يقع لولا بعض العراقيين من النواب وغيرهم من اصحاب القلوب البيضاء الباردة الذين تداركوا الموقف ومنعوا وقوع الأنفجار الذي خطط له البعثيين ذو القلوب السوداء وبدأ الزرقاوي بتنفيذه . ومن ثم طلاء بنايات المنطقة الخضراء والوزارات والدوائر الحكومية لعلها تبيض وتبرد شكلا ومضمونا وترأف بالمواطنين من المراجعين والعاطلين والمتقاعدين. كماو اقترح حظر لبس الملابس و العبي السوداء والربطات والفوط وتبديلها باخرى باللون الأبيض لرجال العراق ونساءه وأن نبدأ ايضا بالبرلمانيين والبرلمانيات والموظفين والموظفات عسى أن تتبدل ألوان قلوبهم وقلوبهنّ الى الأبيض ويكونون ويكنّ قدوة لباقي رجالنا و نساءنا.

نعم ياسيداتي وسادتي من العراقيين عامة والبرلمانيين والبرلمانيات والموظفين والموظفات خاصة أنها فرصة جيدة لتبييض بيئتنا و قلوبنا أذا أردنا ان تعيش أجيالنا القادمة بسلام وبلا مخاطر احتباس حراري و نفسي ونبني بلدا نفاخر العالم جميعا بتحضره وتطوره وبياض قلوب أبناءه , وأنا بانتظار الرد على مقترحي وشكرا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2009-01-19
هذا اقتراحي الى مجلس النواب في رسالة الى الشيخ العطية ارسلتها سابقا بصبغ الكراسي بالوان الفاتح ففي البداية كان اللون الاسود وبعدين صار اللون الاحمر تقريبا و ان تكون شبابيك في البرلمان لفرض اخذ النفس قبل التكلم والان اضيف لهذة الرسالة ايضا وضع باقات من الزهور على المسطبات وتكليف الاخوة الذين ضربوا او ضربنة على الكراسي بسقي هذة الازهار وبانتضام
سعد الكاظمي
2009-01-19
أضم صوتي اليك واناشد الحكومة بتنفيذ هذا الأقتراح لعله يخفف من الأحتقانات ويقلل من مشاكل مجلس النواب الذين ابتلينا بهم وبمشاكلهم مع احترامي لبعضهم من الطيبين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك