( بقلم : جودي المحنه )
تتلاحق الأيام مسرعة لتضعنا على أبواب صندوق الاقتراع يوم الحادي والثلاثون من كانون ثاني الحالي يوم الحرية والقرار والتصويت لانتخابات مجالس المحافظات في العراق الجديد والتي ستشكل مفصلاً مهماً في تاريخ البلاد ومنعطفا تاريخيا في حياة العراقيين وترسم ملامح تختلف عن سابقاتهافي صورة العراق الاتحادي الفيدرالي الديمقراطي في ظل هذه الانتخابات التي ستغني العملية السياسية بعوامل القوة والفاعلية من جديد رغم وجود تحديات كثيرة تلقي بضلالها الضبابية لتعكير صفو اليوم المشرق القادم يوم الانتخابات..
حيث تقف القوة الضلامية السوداء من فلول النظام السابق وقوى الإرهاب مستغلة بعض الثغرات للتسلل إلى العملية الانتخابية من اجل تخريبها أو تزوير أرادة الشعب أو إبعادها عن صناديق الاقتراع
بشتى الوسائل الدعائية والإعلامية وإثارة الفتن وتصعيد ولاءات العشيرة والعائلة على حساب معاني الوطنية وقيمها. وتسعى هذه القوى السوداء إلى استغلال بعض الشرائح التي تعاني الأمية والبساطة للتأثير على توجهاتها واستخدام التزوير وشراء الذمم وإطلاق الوعود الزائفة التي سرعان ماتتبخريوم الانتخابات كل ذلك من اجل إفشال العملية وإبعاد القوى الوطنية والمجاهدة عن أواسطها الشعبية ومعاقلها التاريخية..
وهنا تبرز تحديات أخرى فان سوء الخدمات وعدم قدرة الدولة على أصلاح ماورثته من تركة ثقيلة من النظام السابق المباد في مجال البنية التحتية والخدمات والاقتصاد بسبب انشغالها بمعارك مكافحة الإرهاب وتفاصيل العملية السياسية المعقدة وبناء الأجهزة الأمنية مما سيجعل تفاعل بعض الشرائح الاجتماعية سلبيا مع العملية الانتخابية ..
ولعل هذا التنافس المحتدم وسخونة الاستعدادات الانتخابية بين الكيانات أو المرشحين كان غير متوقعاً حيث يتنافس 14600مرشح على إشغال 440 مقعداً وبمشاركة أكثر من 403 كياناً سياسيا أو تجمعا مدنياً سيسبب إرباكا للناخب البسيط والذي سيضعه في حيره من أمره لتصويب اختياره ومنح صوته لمن ينسجم وتطلعاته وقد يقتضي الأمر تدخل الغير لتزوير أرادته وسرقة صوته..
وعلى الرغم مما ذكرناه فان المرجعيات الدينية وفي مقدمتها المرجعية العليا والتي يتصدرها السيد السيستاني( دام ظله) قد شددت على المشاركة والحضور والحيادية وحرمة التزوير وتوخي الدقة في التصويت لأهل الكفاءة والوطنية والأمانة وتحمل المواطن لمسؤولية اختياره فأن ذلك سيسهم إلى حد كبير في إنجاح العملية وتوجه الشعب إلى صناديق الاقتراع بالكثافة المطلوبة لتحقيق أرادة الشعب..
https://telegram.me/buratha