( بقلم : جابر الانصاري )
عجيب امر البعض ممن اعتادوا على منهج قلب وتزييف الحقائق والوقائع، بطريقة ساذجة وسطحية لاتنطلي على ابسط الناس. فهؤلاء يتحدثون اليوم عبر بعض مواقع الانترنت والصحف والفضائيات التي تتبنى نفس المنهج والاسلوب، عن توظيف الشعائر الحسينية انتخابيا، واختزال قضية الاهتمام بتلك الشعائر واحيائها بقضية الدعاية الانتخابية والسعي من قبل بعض القوى والتيارات السياسية لكسب اصوات الناس من خلال اثارة عواطفهم ومشاعرهم بواسطة التركيز على واقع الطف الاليمة. ناسين او متناسين ان عمر الشعائر الحسينية يمتد منذ عام 61 هجرية وحتى الان وسيتواصل دون انقطاع، وان احيائها لم يكن مرتبطا في يوم من الايام بأهداف ودوافع سياسية معينة، لان عشرات الملايين من الناس الذين يبكون ويلطمون ويحظرون مجالس العزاء وينفقون الاموال وغير ذلك من الشعائر والطقوس لاينتمون الى جهة سياسية معينة، ولايقتصر تواجدهم على مدينة معينة او بلدواحد، بل انهم يتواجدون في كل مكان وزمان، ولاينتظرون من احد امتيازات ومكاسب ومكافات مادية دنيوية بقدر ما يتمثل هدفهم بأبقاء مأساة الامام الحسين واهل بيته واصحابه حية في النفوس والقلوب، ونيل شفاعة الامام الحسين عليه السلام وكسب الاجر والثواب.
ان الذين لايمتلكون عقيدة راسخة وايمان وقناعة تامة بقضية سيد الشهداء عليه السلام، وبمبدأية تلك القضية وعدالتها دائما ما يسعون الى اثارة الشبهات وقلب وتزييف الحقائق لتشويش الصورة الحقيقية في اذهان المؤمنين، وتحريف الامور عن مسارها الصحيح. لماذا لم يتساءل هؤلاء او يسألوا انفسهم، انه اذا كان هناك من اهتم بأحياء الشعائر الحسينية هذا العام لتحقيق مكاسب انتخابية، فلماذا كان يهتم بها في السابق بنفس الدرجة في الوقت الذي لم تكن هناك انتخابات؟. بالتأكيد لن يجد هؤلاء الادعياء جوابا شافيا ومقعنا وموضوعيا على هذاالتساؤل، يمكن ان يعزز يؤكد مصداقية وصدقية ادعاءاتهم. لانقول الا شيئا واحدا، وهو ان صور التزييف التي نشهدها اليوم، هي ذاتها صور التزييف التي حاول ان يرسخها في الاذهان قتلة الامام الحسين عليه السلام ، وامثالهم على امتداد اربعة عشر قرنا من الزمان.
https://telegram.me/buratha