( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )
ماكان لنا ان نتحدث عن فضائية العراقية لولا موقفها هذه الايام، هذا الموقف المفضوح والمكشوف في الدعاية لقائمة رئيس الوزراء، بل انها تحولت الى قناة حكرا على حزب الدعوة، فهي لا تستضيف الا اعضاء في حزب الدعوة، ولا تسمح لاحد ان يتحدث خلاف توجهات حزب الدعوة، سياسية الاقصاء والتهميش التي تمارسها هذه الفضائية اليوم امر في غاية الخطورة.في الايام الماضية استضافت احد اعضاء المفوضية العليا للانتخابات ، وهو من مرشحي حزب الدعوة، اذ اخذ يثقف لقائمة المالكي.وامس تبث هذه الفضائية وبدون اجر الدعاية الكاملة لحزب الدعوة.
اننا ندرك تماما ان العراقية هي قناة اريد لها ان تمثل كافة المكونات السياسية والاثنية لا ان تكون حكرا لجهة رئيس الوزراء. فهي تنقل وعلى الهواء مباشرة كافة النشاطات الانتخابية لهذا الحزب. وتأنف عن نقل مسيرة جماهيرية تربوا على مئة الف مواطن خرجوا لاستقبال سماحة السيد عمار الحكيم في كربلاء المقدسة. بينما هي اي العراقية تنقل جولة نائب في البرلمان من جهة الدعوة لمدينة الناصرية وبحضور رمزي؟ما بالكم كيف تحكمون.اننا نعتقد ان السبب الرئيس في هذه المهزلة يعود لضعف رئيس الشبكة السيد حسن عزيز الموسوي "الاختيار الخاطئ" وثانيا لهيمنة المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء ممثلا في ياسين مجيد وحميد المختار رئيس تحرير مجلة الشبكة الذي رشح ضمن قائمة رئيس الوزراء. فهل يصح ان يبقى حميد المختار رئيسا لمجلة عراقية ومستشارا في الاذعة والتلفزيون. وهو احد مرشحي تلك القائمة.
ومن الامور التي اعتمدها ياسين مجيد هي تعيين ستار زيارة المالكي "البعثي سابقا" والدعوجي حاليا ،مديرا للاخبار، وهذا الامر من ايسر المخالفات القانونية اذ كيف يتم تعين رجل حزبي في اهم مفاصل الاخبار. لقد استطاع هذا الثالوث المخزي ان يسئ للتجربة الديمقراطية في العراق ،بل ويتبنى سياسية التبعيث التي مارسها ازلام النظام البائد في السبعينيات من القرن المنصرم،
لقد اصبحت ممارسة الفضائية العراقية خارجة عن السياق القانوني وعن العرف الاعلامي العراقي .فاذا كان حزب الدعوة فاشلا في تجربته الاعلامية فليس من حقه ان يستغل المال العام للترويج لسياسته القمعية والتهميشية،فهل منحت فضائية العراقية بقية الاحزاب والمكونات السياسية فرصة التساوي في الحديث والدعاية الانتخابية؟ الاجابة بالنفي, بل انها تانف عن ذكر اسماء القيادات البارزة في البلد وهي تعمد الى تاخير اخبار نائبي رئيس الجمهورية بحجة الانتخابات. لكنها لاتجد حرجا مما تقضي وتعمل لصالح هذا الحزب. وما لاتعرفه العراقية وما لايعرفه حسن الموسوي ان ارادة الشعب العراقي هي فوق ارادة هذا الحزب وهذا الشخص وعلى قولهم هم ذاهبون ونحن باقون…… والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha