( بقلم : انوار الخزاعي )
لقد شاهدت وخلال الاسابيع الفائته مجموعة من المشاريع العملاقة على الساحة العراقية وهذه المشاريع تمثلت بما قام به وزير الدولة لشؤون المحافظات من زيارة ميدانية لاهوار الجنوب في ميسان وذي قار والبصرة وهذه الزيارات تخللتها افتتاح مشاريع تربوية وعمرانية وصحية ومطالبات ايضا من سكان هذه المناطق التي دائما ما تسمى بالمحرومة لانها مظلومة حقا وتلاها زيارة نائب رئيس الجمهورية الى محافظة الناصرية حيث افتتح مشروعا انفقت عليه اموال كبيرة باعتباره مشروع ستراتيجي وهو مشروع ابراهيم الخليل كما التقى باهالي البصرة والسماوة
وفي زيارته ثلاثة احداث مهمة جدا الاولى التحسس بمطالب الجماهير في هذه المحافظات والثاني افتتاح مشروع ستراتيجي وثالث واسطة تنقله وهو القطار مشروع النقل العراقي المستقبلي الجديد وقبلها زار الشيخ جلال الدين الصغير عضو مجلس النواب البصرة واطلع على سوء الخدمات هنا ومدى انحطاط الاداء الاداري في المحافظة كما شاهد عن قرب تلك المدارس التي لم تكلف وزارة التربية نفسها لتنفق عليها فلسا وحدا اي ان وزارة التربية لم تكلف نفسها من اجل بناء او ترميم مدارس لجيل العراق الذي يتعلم في جو بار وممطر من دون اسقف وان وجدت تلك الاسقف في تلك المدارس فانها لاتغني ولا تسمن ولا تقي من برد والعجب العجاب وكما يقال عندنا في المثل عجيب امور غريب قضية فهذه الزيارات كلها لم تلحظها قناة الحكومة الرسمية وشغلت نفسها بنقل مؤتمر انتخابي عقده رئيس الوزراء لتأسيس عشائر بني فلان وهذا التأسيس العشائري ايضا من عجب العجاب فلم نسمع من قبل ان العشائر العراقية اسست في مؤتمر ما لعشائرها ولا اعرف هل هذه العشائر لم تكن موجودة ليوجدها رئيس الوزراء بمؤتمر عشائر وهل ان العراق لن يتقدم الا ان عقدت عشائرنا مؤتمرا لتتأسس فيها وما معنى هذا التأسيس وهل نحن ابناء عشيرة الخزاعل مثلا ان لم يعقد رجالنا مؤتمرا للتأسيس فانها لن يعترف بها وهل صار على العشيرة ان تقدم كأي نقابة عمالية معاملة كي تعترف بها الدولة ولا اعرف هل ان ملفات الفساد والبطالة وسوء الخدمات وملف الكهرباء وغيرها هل حلت كل هذه المشاكل حتى ننتقل الى مؤتمرات التأسيس وبدلا من ان تنفق الحكومة ورئيس الوزراء ملايين الدولارات على تأسيس المجالس اليس حري بها ان تنفق هذه الاموال لبناء مشاريع او لتوظيف العاملين ؟
في الحقيقة امر محير ويثير العجب ان تدعي الحكومة انها سائدة في خطة لشد الاحزمة على البطون ومتى ما اراد الشباب ان يتعينوا قيل لهم ان الازمة العالمية تعصف بالعالم وان العراق عليه ان يستعد لهذه الازمة في الوقت الذي ينفق بلاط رئيس الوزراء ملايين الدولارات كرشى لشيوخ العشائر وملايين اخرى لشراء الاصوات وملايين اكثر لعقد مؤتمرات انتخابية ومن ميزانية الدولة العراقية فيما يبقى المضهدون والمعذبون في قعر السجون من معارضي النظام السابق وعوائل الشهداء تطلب وظيفة صغيرة ولو في الشرطة او الجيش لتعيش فيها فيقال لها ان الازمة العالمية عاتية ولا اعرف هل ان الازمة العالمية لاتشمل الا الفقراء ثم مع هذا كله تنشغل قناة العراقية والتي من المفترض ان تنقل معاناة العراقيين تبقى منشغلة بمؤتمرات رئيس الحكومة الانتخابية ومؤتمرات قياديي حزب الدعوة فيما تغفل عن بناء مشروع في الناصرية وكأن الناصرية عدوة لرؤوساء الحكومات المركزية وان مصيرها القمع فقط ام لان الوزير لاينتمي لحزب رئيس الوزراء لذا تحجم العراقية عن نقل خبر عنه وكأن نائب رئيس الجمهورية ليس قيادييا في هذه الحكومة حتى تعرض العراقية عن نقل خبر ولو كان صغيرا عنه وكأن وزير الدولة لشؤون الاهوار ليس وزيرا في حكومة الوحدة الوطنية لذا تعرض العراقية عن نقل مقطع صغير من تصريحاته وكأن الشيخ جلال الدين ليس نائب يفترض ان قناة العراقية التي تتبع لاشراف مجلس النواب ان تنقل اخباره وملاحظاته حول مدارس البصرة وملفات الفساد التي تجتاح محافظة البصرة .
الا تحتاج قناة العراقية الى اجتماع طاري من مجلس النواب كي يعاد ترتيبها واين هيئة النزاهة التي تدعي انها تعمل من اجل القضاء على الفساد وهذا رئيس الوزراء يسرق من خزينة الدولة ما يثقل حمله وغلى ثمنه واين مفوضية الانتخابات الى ترى ان المال العام صار نهبا للحملات الانتخابية من قبل حزب الدعوة وهل لازالت حكومة الوحدة الوطنية تعمل ضمن هذا المبدأ ام ان استبداد رئيس الوزراء جعلها ملكا عضودا له ورئيس الوزراء يعمل ضمن المبدأ : تريد ارنب اخذ ارنب تريد غزال اخذ ارنب .
https://telegram.me/buratha