بقلم : سامي جواد كاظم
علوم القران لايمكن لها ان تحد وهي احدى الاعجازات التي جاء بها القران على يد رسول الله (ص) وكل ما غصنا وغاص العلماء في القران وجدوا الجديد فيه ، بل وحتى ان كثيرا من العلماء يعتقدون بامتيازهم لاكتشافاتهم الجديدة ولكنهم يفاجأوا عندما يرون ما توصلوا اليه في القران بل وحتى الكثير اسلم بسبب ذلك . ايات القران هي عاملة الى يوم الدين ومن هذه الايات التي الزمنا بها بامر الله عز وجل وعلى لسان رسول الله (ص) هي اية مودة القربى (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ..[الشورى : 23]) ، الخطاب موجه من الله عز وجل الى الذين امنوا ومعها الذين عملوا الصالحات فهل هذه الاية مخصوصة في زمانها ام شملتنا نحن ؟
قصة هارون الرشيد مع الامام الكاظم (ع) معلومة وهي عندما ساله الرشيد ما سبب امتيازكم بالرسول دوننا فقال(ع): لو أنَّ النبيّ(ص) نُشر ـ عاد إلى الحياة من جديد ـ فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيب؟ فقال: سبحان الله ولِمَ لا أُجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك. فقال(ع): لكنَّه(ص) لا يخطب إليَّ ولا أزوّجه. فقال: ولِمَ؟ قال(ع): لأنَّه ولدني ولم يَلِدْك
هذه الرواية الا تعني ان الامام الكاظم هو نفسه النبي محمد (ص) ؟ اذن هو الذي شمل باية مودة القربى ولعنة الله على الرشيد الذي لم يحسن مودة القربى بحق الامام الكاظم (ع) . هناك الامام الكاظم (ع) والان امامنا الغائب (عج) فكيف نود القربى ؟ اقول ان الله عز وجل قال في محكم كتابه (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران : 169] ) ، وعليه فهل هنالك شك بان الائمة الاطهار لم يستشهدوا في سبيل الله ودين جدهم رسول الله (ص) ؟ فالشاك في ذلك كالشاك في نسبه .
تمعنوا في الاية جيدا يقول الله عز وجل ـ انهم احياء ـ وعند ربهم ـ ويرزقون ،ان قصد وجودهم في الجنة فما يعني الرزق الذي يرزقهم الله عز وجل كما وان الجنة لا تحوي الاموات بل من المسلم به ان سكانها من الاحياء .اذن ما المقصود بالرزق ؟ ولو قصد منه الطعام فان الحياة في الجنة وطعامها وما طبيعة الحياة فيها فان هذا البحث فلسفي لا اود الغوض فيه كما تبحر فيه صدر الدين الشيرازي او صدر المتالهين من المتاخرين والسيد كمال الحيدري من المعاصرين فان البحث في هذا المجال اجده متشعب ومتعب وثماره لا تستلزم هذا الجهد ، والاختصار في طبيعة حياة الجنة يكفينا الحوار بين الراهب والامام الباقر عليه السلام عندما ساله الراهب هل انت من علماء الامة ام من جهالها فقال الامام (ع) لست من علمائها فقال له كيف تدعون ان المرء في الجنة ياكل ولا يتغوط فاجابه عليه السلام أليس الجنين في بطن امه يأكل ويشرب ولا يبول ولا يتغوط ،فقال له الراهب الم تقل انك لست من علمائها قال ولست من جهالها ، في هذا الحديث منحى اخر يثبت منزلة الائمة عليهم السلام بانهم فوق علماء الامة .
اذن فالذي اعتقده ان الائمة الشهداء عليهم السلام احياء بيننا ولكن كما نقول في الدعاء واعلم انهم احياء يرزقون يسمعون كلامي ويردون سلامي ولكنك ياربي حجبت عن سمعي كلامهم ، اذن هم بيننا وطبيعة رزقهم كما ذكرته الاية هي نفسها طبيعة رزق الجنين . والكثير منا قد ينصحه غريب او يستانس لمجالسة غريب ولكنه لا يعلم من هو الغريب .
والان لاعود الى اية القربى اذن نحن ملزمون بمودة القربى ومودتهم طالما هم احياء بيننا تكون من خلال التواصل مع مراقدهم واحياء ذكراهم باحزانها وافراحها بل حتى الاثر الذي نعتقده لهم من مقام او عين ماء فطبيعة البشر الفطرية التي انعم الله بها على البشر انها تحب كل ما يتعلق بمحبوبها فعندما يقول رسول الله (ص) انا سلم لمن سالمهم ، وهذا الحديث له تطبيق عملي على الارض وعلى مدار اليوم الى يوم الظهور اذن كيف نسالم ونحب اهل بيته فهذا يتم من خلال الايمان والعقيدة التي في قلوب محبي اهل البيت (ع) بانهم ومع صفاء النية والقربة لله عز وجل ان الائمة (ع) معهم يرونهم فيحيون كل شعيرة لها علاقة باهل البيت (ع) وباكورة الشعائر هي الشعائر الحسينية .
الذين ينتقد الشعائر الحسينية هو امام سببين اما كره الحسين (ع) وشيعته او اعتقاده بخطأ الشعائر ، واذا ما اعتقد بخطأ الشعائر فعليه ان يحيي ذكرى الحسين (ع) بافضل ممن يعتقد الاسوء يكون افضل له من الانتقاد والا مجرد الكلام يعد نابع من نزعات حاقدة اتجاه محبي الحسين (ع) . وان قصد المتهجم حسين الشامي على اعتبار ان اللطم الخفيف والبكاء هما اللذان نص عليهما الائمة عليهم السلام وغير ذلك مردود اقول له ما معنى تفسير الحديث فمن استن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم الدين . هذه الشعائر الحسينية الم تجدد العهد مع الحسين (ع) الم تلفت انتباه الملايين من شتى اصقاع الارض لمصبية سيد الشهداء (ع) ؟
الم يعلم الشامي ما اقدم عليه الاميون والسائرون في ركابهم من محاولة تزييف التاريخ وقلب الحق باطل والباطل حق ؟ ولكن طالما ان هنالك مهرجانات وشعائر وفعاليات تحي ذكرى الحسين عليه السلام تبقى الصورة خالدة وبراقة للامام الحسين عليه السلام . المعلوم بالاعمال المستحبة هي الاعمال التي لا يوجد لها نص وتنال الرضا من الله عز وجل فيستحقون الثناء عليها فهل تستطيع ان تجزم عدم رضا الشارع المقدس على الشعائر الحسينية ؟ولو تعتقد ان هنالك سلبيات فكان الاولى بك معالجتها افضل من شمل الكل بالسلبية .
https://telegram.me/buratha