المقالات

تحالف الازمات


( بقلم : علاء الموسوي )

مازالت هرمية التحالفات السياسية القائمة في العراق الجديد بين مكوناته تمثل هوية السلطة السياسية في البلد. وعلى الرغم من مساعدة تلك التحالفات في فك الاختناقات التي حدثت في المشهد السياسي بين الفينة والاخرى، الا انها مازالت هي الاخرى تعاني من اضطراب تكوينها وديمومة بقائها على الخارطة السياسية الجديدة، لاسيما وان جعلنا في حساباننا بان تلك التحالفات شكلت في ظروف غامضة وغير مستقرة، فضلا عن انها تميزت بالندية والضدية في افكار مؤتلفيها.

الائتلافات الثلاثية والرباعية وحتى الخماسية، لم نجد لها صدى على الساحة السياسية في معالجات الازمات والمعرقلات التي تواجه العمل التنفيذي والتشريعي، ناهيك عن انها كانت سببا رئيسا لاستفحال الكثير من الازمات وتعطيل مكامن الثقة لدى بقية الاطراف السياسية. وخير دليل على ذلك الصراعات المتوالية بين المركز واقليم كردستان، وما يحصل من تعطل واضح في مسار العمل البرلماني، الذي مازال يعاني هو الاخر من ازمة الثقة بين اطرافه، والتي استفحلت اكثر بعد استقالة رئيسها، وعرض المنصب على المزاد السياسي بين الفرقاء. كنا نظن بان الاتجاه الى التحالفات الستراتيجية بين الاحزاب والمكونات، سيخلق حالة من التوازن السياسي وتقريب وجهات النظر بين المتخالفين في المشهد العراقي، الا ان ماظهر على الساحة من صراع كان مبطنا وبدأ ينكشف بوضوح لاغبار عليه في الاونة الاخيرة، يطرح الكثير من الاشكاليات حول واقعية تلك التحالفات ومدى مصداقيتها على الساحة العراقية. الارضية التي شكلت من خلالها تلك التحالفات والمبنية على المصالح الحزبية ومطامحها السياسية الخاصة، هي السبب الرئيس وراء تشضي تلك التحالفات وتهديد استقرارها على الساحة مستقبلا. ولعل عامنا الحالي وما ستفرزه من ارهاصات انتخابية ستكون الفيصل الاخير لماهية تلك التحالفات ونوعية الاتفاقات المبنية عليها.

ولا اعتقد ان الساحة السياسية لعام 2009 ستشهد تحالفات رباعية وخماسية وغيرها، بل ستقتصر على الاحزاب الضامنة لهويتها وبرامجها السياسية الواضحة في شكل الدولة وطبيعة نظام الحكم فيها، ولعل الاقرب الى ذلك في الصمود السياسي، هي تلك الاحزاب الملتزمة بواقع التغيير الحقيقي الساعي الى عراق فدرالي موحد، قائم على احترام الاغلبية وضمان الاقلية في ادارة البلاد والعباد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك