بعد حرب اسرائيل على حزب الله عام 2006 عملت دول ما يسمى بالاعتدال العربي (مصر والاردن والسعودية ) وبكل ما اوتيت من قوة وماتزال تعمل على التأثير على الشعوب العربية مستخدمة الاعلام المضلل الذي يضع دولة ايران الاسلامية في خانة العدو رقم واحد في المنطقة بدلا من العدو الحقيقي اسرائيل على اعتبار ان حزب الله الذي اذاق اسرائيل طعم الهزيمة يتلقى دعمه من ايران وقد عملوا منذ ذلك الوقت على تغيير بوصلة العداء باتجاه ايران في محاولة لايهام الشعوب العربية بالخطر الجديد القادم من الشرق وتهويل البرنامج النووي الايراني وتخويف المنطقة من خطره ومن اجل تحقيق هذا الهدف سخرت تلك الدول كتابها ومرتزقتها واسطول فضائياتها خدمة لاسرائيل التي امتدحت هذا الفعل وعبرت عن رضاها عن هذه الدول التي وصفتها بدول الاعتدال . واليوم وفي ظل اجواء الحرب على غزة تعمل هذه الدول على منع انعقاد القمة التي دعت اليها قطر والتأثير على الدول التي اعلنت عن رغبتها في الحضور وممارسة مختلف الضغوط لمنعها من هذه المشاركة وآخر هذه المحاولات كان اتصال احمد نظيف رئيس الوزراء المصري بالسيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية العراقي وقبلها محاولة التأثير على دولة الامارات العربية المتحدة , وفي هذا الصدد قال امير قطر في خطابه الاخير: "ما ان يكتمل النصاب حتى ينسحب احدهم" في اشارة للدور السلبي الذي تقوم به دول الاعتلال العربي التي تعمل بكل ما اوتيت من قوة لكسب رضا ولية امرها اسرائيل وعرابتها امريكا.ان دعوة قطر لعقد القمة العربية من اجل غزة جاءت متأخرة عن موعدها لاكثر من ثلاثة اسابيع وقد تسبب هذا الابطاء والتلكؤ في زيادة عدد الضحايا وتوسع رقعة الدمار وان كنا نشك في قدرة العرب على ايقاف العدوان حتى لو اجتمعوا في الساعات الاولى من الحرب على غزة ولا نأمل في اتفاقهم على بند واحد وحتى لو اتفقوا فان مقررات القمة ستبقى مجرد حبر على ورق لانهم يعرفون ان اي موقف او قرار هو هواء في شبك لا تقابله اسرائيل بغير الاستخفاف والتهكم, ثم ان امير قطر لو كان جادا في محاولاته لايقاف الحرب لفكر في غلق المكاتب التجارية الصهيونية في الدوحة واوقف كل اشكال التعامل مع اسرائيل اسوة بما فعلته فنزويلا وكولومبيا . ان اسرائيل قد ضمنت تأييد دول الاعتلال العربي ( السعودية ومصر والاردن) قبل ان تبدأ الهجوم كما انها اختارت الوقت الذي تراه مناسبا وهو الفترة الانتقالية للادارة الامريكية والانشغال بالاجراءات التي تسبق تسلم اوباما لمنصبه الجديد وتأجيل البت بالقرارات الحاسمة حتى وصوله الى الحكم.. مجلس الامن اجتمع واصدر قراره بضرورة وقف اطلاق النار وعدم استهداف المدنيين وفتح المعابر لدخول المساعدات الانسانية ولكن اسرائيل ضربت قرارات مجلس الامن عرض الحائط فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تتصرف فوق القانون وفوق الشرعية الدولية , للادارة اوأتسائل هنا في حال انعقاد القمة العربية وصدر منها بيان مشابه لما صدر من مجلس الامن قبل ايام ’ ماذا سيكون ردة فعل اسرائيل حينها ؟؟؟ . يمكن القول ان اي تحرك عربي رغم تأخره هو امر لا بأس به وكنا نتمنى ان تكون جميع الدول العربية ذات كلمة مسموعة في المحافل الدولية ولكن امنياتنا ذهبت ادراج الريح فقد كشفت هذه المرحلة عن كل عيوب النظام العربي وخطاياه وأن اي تحرك يصدر منه هو مجرد ذرا للرماد في العيون اما المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي قامت بها قطر فهي ليست اكثر من محاولة لامتصاص غضب الشارع رغم علمها بموقف اسرائيل مسبقا وهي الخبيرة في هذا المجال لعمق الروابط التي تربط امرائها ووزرائها وعلماء دينها بحكومة الصهاينة وبشخصيات اسرائيلة ويهودية لها مصالح في قطر . اما الدول التي اسمتها اسرائيل بدول الاعتدال والتي اتخذت موقف قوي ضد عقد قمة الدوحة ومحاولتها التأثير على الدول العربية التي ابدت استعدادها للمشاركة فهذا الدول سئمت من التمثيل في رفع شعار الوطنية والقومية امام شعوبها وخاصة بعد ان بانت حقيقة مواقفها وتشبثها المخزي بكرسي الحكم ,فالتضحية بشعوبها اسهل من التضحية بالمنصب خصوصا وان امريكا واسرائيل هما من يدعمانها ويمدا لها يد العون في حال تعرضها لاي محاولة انقلاب او مؤامرة وقد كانت حرب غزة هي ورقة التوت الاخيرة التي سقطت عن دول الاعتدال وزعاماتها التي باتت تلعب على المكشوف بعد ان رفعت غطاء الحياء وأرادت توفير التعب وحبر البيان الاخير في قمة لا تاتي بنتيجة لانها تعلم جيدا ان العدوان على غزة سينتهي بتسلم اوباما مقاليد البيت الابيض حيث ان اول قرار سيتخذه هو الطلب من اسرائيل بوقف العمليات العسكرية على قطاع وهكذا تبقى امريكا ممسكة بالعصا من الوسط فهي من جهة تعطي الحق لاسرائيل وتؤيد موقفها ومن جهة اخرى تتعاطف مع اهالي غزة وتعمل على انهاء حالة العنف التي يتعرضون لها , وفي النهاية ستستجيب اسرائيل لمطلب اوباما بعد ان تكون قد حققت ما تعتقد انها جاءت لتحقيقه وتكون ايضا قد كسبت رضا الادراة الامريكية الجديدة بعد ان تمردت على القرارات الدولية اما العرب وزعاماتهم المهزومة فانهم سيجدون انفسهم خارج السيناريو لان دورهم قد انتهى بتمهيد الارض واعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل وما اقترفوه على مدى الخمس سنوات الماضية من ادامة عجلة الارهاب في العراق وترويع اهله قتلا وتدميرا وتخريبا وتهجيرا كخطوة استباقية لتخويف شعوبهم فيما اذا فكروا مجرد التفكير بتغير الحكم والتلويح بمواجهة ما يواجهه العراق وربما اكثر في حالة العمل على استبدال هذه الزعامات باخرى يريدها الشعب وهكذا ضمنت تلك الحكومات ان ما حدث في العراق من تغيير سوف لا يجرؤ احد على القيام به في بلادهم . هذا الموقف يعلم به الجميع وتدركه دول الاعتلال العربي التي صدر منها الضوء الاخضر لبدء العدوان والذي انطلقت شرارته الاولى في القاهرة خلال المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية المصري ابو الغيط وتسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل وامام جمع من الصحفيين العرب الذين رفعوا حذاء الزيدي شعار لهم ووضعوه تاجا على رؤوسهم وخلعوه امام ليفني !! . عراقيـــة
https://telegram.me/buratha