( بقلم : ابو احمد المراقب )
لم نستغرب الشبهات والتشكيك والافتراءات والبهتان على الشعائر الحسينيه من احفاد اولاد الطلقاء وسلالاتهم وانما نستغرب ونستهجن صدورها ممن نبت لحمه ونشأ وترعرع منذ نعومة اظفاره في بيت شيعي فتح عينه في هذه الاجواء, ثم ان الشعائر مرت بظروف في صراع معتدم مع الظالمين وتعدتت اشكال القمع والقسوة مع اتباع اهل البيت المقموعين على مر التاريخ وقد ندب اليها اهل البيت و اول من اسس هذه الشعائر عميدهم الاكبر البشير النذير والسراج المنير خير الخلائق اجمعين ابي القاسم محمد(ص)
اذ ان الروايات التي سجلتها كتب الصحاح والاحاديث الاخرى عند جمهور المسلمين لايمكن لمنصف يتمتع بحرية التفكير والاراده والحياديه نكرانها او تاويها لابعاد مدلولها الذي ينسجم مع رغبة انصار الحسين الذين استلموا هذه الشعائر خلف عن سلف وقدموا الايدي التي قطعت والارجل والارواح ثمنا للتواصل مع الحسين عن طريق احيائها, فاراد رسول الله ان يذكر المسلمين بمستقبل الاحداث بعد غيابه عن الدنيا ووضع الامة عند مسؤلياتها بنصوص لاتقبل الجدل والتاويل والتصحيف والتحريف فعندما بلغ واخبر بلغ الامة من هو الجدير بقيادتها و يجب اتباعه اذا ما ارادت السعادة والعدل والسلم والسلام والرقي والرفعه والعزة والكرامه في الدارين ثم بدات بوادر الانحراف وارسلت عدة رسائل لسيد البشر بان الانقلاب حاصل لا محالة من خلال محاولات البعض الاستفزازيه لرسول الله(ص) و حملت هذه الاية رؤية المستقبل بمخاضاته العسيره( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) فكان الرسول يخبر باحدى نتائج الانقلاب وسؤ عاقبة الامه بقتل سيد الشهداء وتابينه امام المسلمين وعلى المنبر
قال الخوارزمي: «فلما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة، هبط على رسول الله اثنا عشر ملكاً وهم يقولون: يا محمّد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل، قال: ولم يبق في السماء ملك الاّ ونزل على النبي صلّى الله عليه وآله يعزيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته، والنبي يقول: اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. ولما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع، ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشاطىء الفرات يقال لها كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين ابن فاطمة فقيل: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل يقال له يزيد لا بارك الله في نفسه، وكأني أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها وقد أهدي رأسه، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلا خالف الله بين قلبه ولسانه، يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة،
قال: ثم رجع النبي من سفره ذلك مغموماً فصعد المنبر، فخطب ووعظ والحسين بين يديه مع الحسن فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ورفع رأسه إلى السماء وقال: اللّهم اني محمّد عبدك ونبيك، وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن اخلفهما في أمتي، اللهم وقد أخبرني جبرئيل بأن ولدي هذا مقتول مخذول، اللّهم فبارك لي في قتله واجعله من سادات الشهداء انك على كل شيء قدير، اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله قال: فضج الناس في المسجد بالبكاء فقال النبي: أتبكون ولا تنصرونه. اللهم فكن له أنت ولياً وناصراً. مقتل الحسين ج1 ص163.
و,رَوى في مستدرك الصحيحين بسنده عن شداد ابن عبد الله عن ام الفضل بنت الحارث ، إنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) و سلم فقالت : يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة .قال : " و ما هو " ؟قالت : إنه شديد .قال : " و ما هو " ؟قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت و وضعت في حجري .فقال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " رأيت خيراً ، تلد فاطمة ان شاء الله غلاماً فيكون في حجرك " .فولدت فاطمة سلام الله عليها الحسين عليه السلام فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم .
فدخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاتة فاذا عينا رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم تهريقان من الدموع .قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي انت و امي ـما لك ؟قال : " أتاني جبريل فاخبرني إن امتي ستقتل ابني هذا " .فقلت : هذا ؟فقال : " نعم ، و أتاني بتربة من تربته حمراء ". مستدرك الصحيحين : 3 / 176 ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ,
وقد ورد في ملتقى اهل الحديث السؤال التالي هل ورد دليل صحيح على البكاء النبي على الحسين الجواب, عن على بن ابى طالب رضى الله عنه قال دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم (وعيناه تفيضان ) قلت يانبى الله أغضبك احد ؟ ما شأن عينيك تفيضان قال قام من عندى جبريل قبل فحدثنى ان الحسين يقتل بشط الفرات وقال لى هل لك ان اشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم املك عينى ان فاضتا رواه احمد 648 وصححه العلامة احمد شاكر فى تخريج المسند وصححه الالبانى
https://telegram.me/buratha