( بقلم : هادي جلو مرعي )
ليست غزة هي السبب .. ولا ثقب بطون وصدور اطفال فلسطينيين برصاص الجنود الاسرائيليين.. الاسباب التي ستؤدي عاجلا او اجلا الى نهاية الكيان اليهودي المصطنع على الاراضي المقدسة بالنسبة لاتباع الديانات الثلاثة الرئيسية .. مرتبطة بالتاريخ والجغرافية ، وطبيعة الاعتقاد والظروف الدولية في المستقبل الذي ننتظره جميعا لاننا جزء منه لمشاركتنا به او لان اولادنا قد يكونوا محركين فاعلين فيه ..
اسرائيل نشأت على انقاض دولة كانت قوميات واديان تتوائم فيها ، فاليهود والمسلمون والمسيحيون كانوا يتوجهون الى مساجدهم وكنائسهم دون ان يفكروا بالانفصال والعداوة ، وكانت انسانيتهم هي الحاكمة.. المشكلة تسببت فيها عوامل غير واقعية ومرتبطة بخرافات زعماء دينيين متطرفين قدموا التوراة المزيفة باعتبارها صانعة الحياة لليهود ، ومانعة عن العرب - خاصة وبقية شعوب الارض مشاركة (شعب الله المختار) في الرئاسة والحكم وصورت الاخرين كعبيد واتباع او اعداء تجب محاربتهم وحتى قتلهم . وعبر تاريخهم اثبت هؤلاء انهم معاندون لارادة الرب ، ومخالفون لطبائع البشر المتمثلة بصور التسامح والتكافل وحب الاخر ، ولطالما ذكرهم الكتاب المجيد في حال العناد للانبياء والسخرية منهم وقتلهم والتنكيل بهم ، وكذلك طريقتهم في التعايش فهم يفضلون الانعزال ومنع الاتصال مع الاقوام الاخرى ، وممارستهم التجارة المحرمة ومكرهم وغدرهم . ولطالما حاربوا الانبياء ولم يسلم من عداوتهم نبي او وصي او حكيم ، فقد ارهقوا موسى واستخفوا بهارون وقد كان وصيا لاخيه على بني اسرائيل حين اغواهم السامري بعجل له خوار . ومطالبتهم المتكررة بالمعجزات واصناف الطعام ثم اجتماعهم على معاداة عيسى بن مريم النبي ودسهم عليه عند الحاكم الروماني حتى تم محاكمته صوريا ومن ثم صلبه .
ولم يختموا بدس السم لرسول الانسانية العظيم ، واعقبوا ذلك بالتأمر على اتباعه وهاهم يحتلون ارضا لم تكن ملكا لهم في يوم وشردوا اهلها و اجاعوهم ومنعوا عنهم الدواء وقتلوهم بطرق يندى لها الجبين وصاروا يعتدون على الدول العربية ويهددون دولا اسلامية اخرى فضربوا سوريا والاردن وهاجموا لبنان بقسوة واستباحوا غزة وقتلوا الاطفال والنساء .. وجود اسرائيل (الدولة المصطنعة) في وسط عربي واسلامي احدى العلامات على زوالها في وقت سيأتي حتما وليس ببعيد حدوث ذلك . والحصار الدائم لها فهي محاطة من جهاتها الاربع بدول وتضاريس تحكم عليها بالحبس الاجباري فمن الشمال لبنان وحزب الله ومن الشرق الضفة الغربية والاردن ومن الغرب البحر الابيض ومن الجنوب غزة ومصر اضافة الى ذلك فأن تعاليم التوراة ستحكم بنهاية مروعة لهذه الدويلة المصطنعة ونعلم ان من الاهداف البعيدة للصهاينة الوصول الى مدينة الكفل العراقية على ضفاف نهر الفرات وهي تبعد عن بغداد بمسافة 160 كم وهي طموحات توسعية سترهق كاهل اليهود المعروفين بالجبن مثلما ان امريكا الحليف الاستراتيجي لاسرائيل تعيش ايامها الاخيرة كأمبراطورية قاهرة ، وسيفقد الصهاينة الداعم الرئيس لهم وحينها سيندفع العرب والمسلمون الى الاراضي المقدسة ليفتكوا بهؤلاء الاوباش حتى ينطق الشجر والحجر (يا مسلم خلفي يهودي تعال واقتله)..
ان اسرائيل زائلة .. واما المثبطون للعزائم من انصاف العرب ، ومن اشباه المسلمين وليسوا بمسلمين فهؤلاء ليسوا اقل وساخة وعفنا من اليهود واما الالتصاق بالماديات الدنيوية والشهوات فلن تغني شيئا وسيكون حتما الرجوع الى الحقيقة والاذعان لها وان وعيد الرب بتدمير الكيان الصهيوني متحقق لا محالة . اقول قولي هذا لابرء ذمتي كانسان وكمسلم وكعربي امام الله دون ان ادعي اني من جماعة المتدينين وقد يتهمني من يعرفني باني علماني وبعيد عن الافكار الدينية لكني اؤمن بحتمية الفناء وزوال الوجود والكون والذهاب الى الغاية العظمى في العالم الاخر وان ما نعيشه في عالم الاوهام لن يكون مانعا من حساب عظيم سيحكمنا في المستقبل .
وعند الايمان بذلك لابد من قول الحقيقة .. الحقيقة هي .. ان الطغيان والتجبر لن يمنع المستضعفين من الاستمرار في الحياة وان يخبئوا روح الصبر والمقاومة في اماكن عصية على اجهزة الكشف عالية التقنية وعيون الجواسيس والعملاء حتى يأذن الله بأمره ويظهر دينه العظيم وهو القائل (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ))..ومثلما دمر الله الطغاة والجبابرة في مراحل عدة من تاريخ البشرية والذين رأيناهم في السنين الماضية يسقطون او يسلط الله بعضهم على بعض ليهلكهم فهو قادر سبحانه على اهلاك من بقي والصهاينة مثال على اسوء المتجبرين والقتلة الذين استوجبوا غضب الرب وقد اذن بهلاكهم في القريب وما عاد الامر سوى مدة من الصبر والزمن وهذه هي السنة التي جعلها الله جارية في عباده .
https://telegram.me/buratha