( بقلم : جودي المحنه )
يرقب العالم والمنطقة والعراقيون أنفسهم باهتمام مشوب بالحذر والخوف واللهفة لما ستسفر عنه انتخابات مجالس المحافظات القادمة في العراق الجديد والتي ستحدد ملامح الصورة الجديدة للبلد بما يختلف عما كان عليه في المراحل السابقة حيث ستولد ملامح العراق الاتحادي الفيدرالي الديمقراطي وبداية الانطلاق نحو خطة أعمار شاملة كبرى وفق توقعات اغلب القوى السياسية وأكثرها عراقة والدوائر الاقتصادية ومراكز القرار الدولية. أن الجدل السياسي لازال ساخنا بين الأوساط السياسية والجماهيرية والتنافس كما يبدوا على أشده بما يفوق كل التوقعات والذي يؤشر توق العراقيون إلى الديمقراطية ونزوعهم إلى حرية الرأي والاختيار والتغيير فان مجريات الأمور في المسلسل الانتخابي تؤشر أرقاما قياسية للمنافسة غير متوقعة حيث يتنافس 14600 مرشحا على 440 مقعدا في مجالس المحافظات ويشارك في العملية الانتخابية أكثر من 403 كياناً سياسياً..
أن قوة الجدل السياسي الساخن حول مجريات العملية الانتخابية وهذا التنافس المحتدم دليل على أهمية هذه الانتخابات للقوى السياسية المشاركة وغير المشاركة في العملية السياسية ولاشك إن تشديد المرجعيات الدينية على المشاركة والحضور وحرمة التزوير واحترام رغبة واختيار الناخب في التصويت لمن يراه أهلا للمسؤولية دليل قاطع على إن الانتخابات القادمة ستشكل مفصلاً مهما في تاريخ العراق الجديد.
أن يوم الحادي والثلاثون من كانون ثاني الجاري سيكون يوم الحرية والخيار الحر وتحقيق إرادة الإنسان في العراق في التصويت لمن يمثله وينوب عنه في منصة المسؤولية والسلطة والقرار في جميع المحافظات العراقية
حيث سيكون صوت المواطن الناخب هو الحكم والفيصل والقرار لما سيئول أليه الأمر في اختيار الحكومات المحلية لتسنم مسؤولية السلطة والقرار وصولا إلى فيدراليات واسعة الصلاحيات وفق مبادئ الدستور..
وفي هذه المرة ستكون إرادة الناخب حرة محترمة مصونة بدون أية تأثيرات أو تعقيدات أو تحديدات فالقوائم مفتوحة متعددة تضم مختلف الكفاءات والمستويات والقدرات بما ينسجم وحاجة المحافظات إلى القدرات الخلاقة والطاقات النوعية والرؤى الناضجة وكذلك بما ينسجم مع تطلعات الناخب وخياراته وقراره في من يراه من أهل الكفاءة والوطنية والنزاهة والتأهيل المهني والحاضر النظيف وهذه المرة يجري ذلك بحماية الدستور والقانون والدولة والسلطة والهيئات الدولية ومنضمات المجتمع المدني والمرجعيات الدينية وفي مقدمتها المرجعية الرشيدة التي يتصدرها السيد السيستاني والتي أعلنت بوضوح حاسم بأنها ستقف على مسافة واحدة من جميع الكيانات المشاركة والمرشحين وتركت للمواطن حرية الاختيار وتحمل المسؤولية في نتائج اختياره ،حيث أن القضية باتت قضية وطن وأمانة شعب ومستقبل أجيال لاتدخل فيها العواطف ولايتخللها التعاطف فالقوائم تضع إمامنا باقات ورد متباينة الشذى والأريج والرحيق وعلينا ان نجد الزهور الأكثر عطاءً والاعبق عطراً والأوفر رحيقاً عبر خبراتنا توجساتنا وتطلعاتنا ويجب إن لايغيب عن حساباتنا أن في الجانب الآخر تقف قوى الشر والظلام المعادية لتطلعاتنا وأمانينا والتي تشن حربا على العملية الانتخابية الديمقراطية لأنها تجد نفسها خارج العملية بسبب إيديولوجية التطرف والتخلف والانشداد الى الماضي الأسود الذي بات يحكم سلوكها الظالم الذي وضعها خارج دائرة الواقع المشرق الجديد فهي مشدودة الى مصالحها الفئوية وأحلام التسلط الظالم لذا تسعى الى تخريب العملية الديمقراطية والتسلسل الى داخلها لاافشال الانتخابات وإطلاق الشائعات والأقاويل ووضع العراقيل في طريق الحرية والتغيير لأضعاف مشاركة الشعب في العملية فراحت تزرع الشوك بين باقات الزهور الفواحة لذا يتوجب علينا توخي الدقة في الانتقاء..
https://telegram.me/buratha