( بقلم : ناهدة التميمي )
هل حقا ان حكومتنا اضعف من ان تناور او تحاور جيرانها من الحكومات العربية .. هل صحيح انها تعطيهم نفطا وتفضيلات وتسهيلات وتستورد منهم بلا حساب وتتسامح مع عتاة مجرميهم دون مقابل لا لشي الا ليرضوا عنها ..؟؟ متى تكون قيمة وكرامة العراقي اسمى من سيادة الدولة لان السيادة لاتصان دون الحفاظ على كرامة المواطن .. هاهم السجناء العراقيين يملآون السجون في الدول العربية بينما تتسامح حكومتنا وبكرم حاتمي مع السفاحين والذباحين والمفخخين منهم وتطلق سراحهم .. لا بل تبالغ في تكريمهم فيذهب مستشار الامن القومي معهم بطائرة خاصة لتسليمهم بمراسيم تكريمية الى بلدانهم جزاء اجرامهم العاتي .. عكس ماهو الحال عليه مع المعتقلين العراقيين في السجون السعودية خاصة..
قبل يومين عرضت قناة الفيحاء لقاء من داخل هذه المعتقلات مع احد المعتقلين وهو رائد الجياشي طفل في التاسعة عشرة من عمره وهو يبكي ويستنجد الحكومة العراقية لتنقذه من حكم جائر وتهم كيدية ملفقة .. وقد هرب الهاتف اليه داخل زنزانته .. وهذا شيء يحسب للفيحاء لانها الجهة الوحيدة الان التي تتولى مسالة هؤلاء وتتابعها بجدية ..
ماتهمة هؤلاء .. قال قسم منهم انهم رعيان اخذوا اغنام ليبيعوها عبر الحدود ويسترزقوا منها واخرين قالوا انهم اخذو عبي ( اي العباءة الرجالية ) المصنوعة في النجف ليبيعوها في الحدود لانها تفرق معهم مئة او مئتي دولار او انهم يعبرون الحدود بحثا عن عمل او طلبا للامن في ظل الظروف الامنية المتوترة دوما في العراق ..والسؤال هنا هل يستوي الاعمى والبصير .. اي هل تستوي تهم هؤلاء والتي تحكمها قوانين دولية واضحة وهي اختراق مدنيين للحدود ولها احكام دولية واضحة لاتتعدى السجن البسيط او الغرامة مع جرائم مواطنيهم في العراق ممن ذبح وقتل وفخخ ودمر واحرق الزرع والضرع وافرجنا عنهم بلا مقابل.. مواطنينا هناك يحكمون بالموت والمصيبة في القوانين السعودية التي تسودها العتمة والظلامية والتكييف القانوني غير السليم للشريعة الاسلامية التي تستند اليها قوانيننهم الكيفية والتي يقضي بها جهلة بالدين الحق وحقوق الانسان والانسانية .. كيف نسلم هؤلاء المجرمين دون عقاب رادع وهم يستحقون الموت الف مرة جراء ما اقترفت ايديهم بينما يحكم على مواطنينا بالاعدام بقطع الرأس بالسيف بتهم باطلة وكيدية .. كيف ...!!!!
هذه جريمة ابادة جماعية منظمة ضد العراقيين الشيعة ولاسباب طائفية مقيتة ولانهم شيعة .. لاننا لم نسمع عن السعودية يوما انها اعدمت مواطنا امريكيا او بريطانيا او اوربيا حتى وان قتلوا او خربوا او هربوا .. الا تحسب السعودية العواقب الوخيمة لهكذا فعل خصوصا وان العراق اليوم يفترض في اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة الامريكية الملزمة بالدفاع عنه وعن امن مواطنيه حسب هذا الاتفاق .. الحكومة ليس في صالحها ان تتاخر في اتخاذ الاجراءات السريعة للافراج عن هؤلاء وعليها ان تحشد الجهود الدولية لذلك وان توسط الولايات المتحدة التي لدينا معها اتفاقية لتنقذ هؤلاء من جريمة ابادة جماعية طائفية وان تخاطب السعودية عبر وزير الخارجية .. لان الابطاء في الافراج عن هؤلاء سيخلق فجوة بين اهالي الضحايا وعشائرهم وبين الحكومة ..ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha