بقلم علي الملا
كانت المراحل التاريخية التي مر بها العراق وشعبه من ظلم واستبداد مفروضة عليه بالقوة ولم يكن لأحد الخيار أو الأختيار لذ1 كنا في فترة حكم البعث المقبور نتعاطف مع انفسنا ويتعاطف معنا بعض المتفهمين للوضع ولحجم المأساة التي نعيشها آنذاك . والأهم من ذلك أن الله سبحانه وتعالى كان يرعى العراق وشعبه بلطفه وكرمه ويتعاطف معهم ولو لا تلك العناية الألهية وذلك العطف لما بقي للعراق من باقية لكثرة ما تعرض له من حروب ومؤامرات وظلم وقمع .
أما في مرحلة التغيير والعهد الجديد الذي جعل من الديمقراطية اساسا له فأن الأمور تغيرت وأصبح الشعب يملك ارادة كاملة في اختيارمن يحكمه من خلال الأنتخابات , وصناديق الأقتراع هي السلم الوحيد الذي يصعد من خلاله السياسيون الى سدة الحكم في البلاد . وقد جرب العراقيون هذه الممارسة الديمقراطية في السنوات السابقة واختلفت النتائج وتنوعت الثمار بين محافظة وأخرى بتنوع القرار الجماهيري الذي تمخض عن اصوات الناخبين . فنرى محافظات تلمست الطريق ووضعت حجر الأساس للنهوض بواقعها الى مستوى أفضل , ومحافظات تدحرجت الى الهاوية وعلقت في شبكة العنكبوت التي نسجها المتطفلون على السياسة ووقعت في مصيدة الشعارات البراقة والوعود الكاذبة فدفعت الثمن غاليا من أمنها ومن دماء ابناءها ومن اقتصادها المتردي أصلا .
فعلى كل مواطن ان يتذكر قول النبي صلى الله عليه وآله ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ) وأن يعيد النظر في حساباته لأن الورقة التي يضعها في صندوق الانتخاب لن تبقى ورقة وستتحول الى أحد أمرين لا ثالث لهما , أما سيف يسلط على رقبته أو شمعة تنير له الدرب وللأجيال القادمة من بعده . وعليه أن يضع في حساباته ان التعاطف الذي كان يجده في عهد المقبور صدام من قبل نفسه أو من ابناء شعبه لن يجده اذا أساء الأختيار , وعليه تحمل النتائج كاملة , فحتى الله سبحانه وتعالى لن يتعاطف مع اناس يسلطون الجلادين على رقابهم بأيديهم واذا ما فعلوا ذلك سيخسرون تعاطف الأرض ورحمة السماء ولا عذر لهم بعد اليوم فالأنتخابات كعمل الأنسان في دنياه الذي يقطف ثماره في آخرته فأما جنة النعيم أو نار الحميم .
https://telegram.me/buratha