المقالات

العتبة الحسينية هل اصابت ام اخطأت ؟


بقلم : سامي جواد كاظم

في العراق مورد سياحي مهم جدا على صعيد السياحة ومنهل روحي وعبادي نقي وصافي على مستوى المراقد المقدسة لما يحتضنه من عتبات واضرحة لايمكن ان تخفى او تجهل مكانتهم في العالم قاطبة . هذه العتبات نالت ما نالت من الاهمال مع التهديم من قبل الطغاة الذين تسلطوا على العراق ومن قبل الارهابيين الذين دفعت بهم دول الجوار ومن على شاكلتها . وبالرغم من ذلك نرى ان هذه العتبات وبظل جهود الخيرين المشرفين عليها بدأت تتنفس تنفس الصعداء بعد ان اتيحت لها الفرصة لرفع ركام الماضي وتطوير ما يستحق من تطوير . والامر المائز بين هذه العتبات هو العتبية الحسينية المقدسة حيث لو احصينا الداخلين الى العراق للسياحة الدينية فاننا سنخرج بنتيجة ان للحسين (ع) القاسم المشترك لكل الزيارات حيث لا يمكن للزائر ان لا يزور الحسين بل والمكوث في كربلاء اكثر من بقية المحافظات .

هذا الامر يستوجب الالتفات الى كربلاء كمدينة مقدسة من جهة والعتبة الحسينية نفسها من جهة اخرى ، ومن جملة التطويرات والاستحداثات التي امتازت بها كربلاء هو مشروع التسقيف الذي لم تقدم عليه ولا عتبة اخرى في العراق فهل اصابت ام اخطأت العتبة الحسينية في ذلك ؟!! . اخر عمارة للعتبة الحسينية المقدسة كانت في بداية القرن الثامن للهجري 767 هـ بنى السلطان أويس بن الحسن الجلائري القبة الداخلية وأحاط المشهد بصحن مسور وبنى الحرم الموجود حالياً ، 786 هـ بنى السلطان أحمد بن أويس المنارتين وزيّنهما بالذهب ووسّع الصحن، انتبهوا جيدا الى كلمة ( ووسع الصحن ) .

ولو شك بالعمل الهندسي فكان يمكن لبقية العتبات ان تتجاوز الاخطاء الهندسية وتقوم بتسقيف عتباتها ، وهذا لم يحصل اذن هنالك قصور منهم مغلف بالتبريرات الواهية . واما الحديث عن التراث والاثار التي تختص بها العتبة فهذا امر مرفوض لان العتبة ليست تراث او اثر بل انها منهل روحي عبادي يفرغ به عشاق الحسين عشقهم والاستحداثات التوسعية اليوم ستصبح انجاز يشار اليه بالبنان غدا . الازدياد الهائل لزوار الامام الحسين (ع) من داخل العراق ومن خارجه يجعل المرء يقف مذهولا امام هذه الاعداد التي تستحق ان تنعم بالخدمات التي تتناسب وصاحب المرقد .

الحياة تتطور وفي كل اصقاع العالم فلماذا المنع للعتبة وهل نحن ناتي الحسين من اجل قبة ذهبية ام لاجل الراقد تحت القبة الذهبية فان بقينا نتحدث عن القبة والمنائر فاننا نكون قد منحنا الفرصة لمن يقول اننا نعبد القبور وهذا يرفضه الجميع بما فيهم المشكلين على التسقيف . استغربت كثيرا من الدكتور صاحب الحكيم وهو يتحدث عن التطور في الفاتكان وينتقد التطور في العتبة الحسينية لماذا هل هم احق بالتطور منا ؟

يقول الدكتور ان القباب في التسقيف تحجب قليلا من القبة الذهبية وتعجبت من هذا التبرير اقول لو نظر الى القبة من جهة باب القبلة فانك سترى منارة صغيرة عليها ساعة تحجب مساحة من القبة اكبر من المساحة التي تحجبها القباب الصغيرة لو نظرت لها من خارج العتبة .هنالك من طالب باعادة منارة العبد التي هدمت في بداية القرن العشرين ولو اعيدت الا تمنع رؤية القبة عندما تكون بين الناظر والقبة .

قلت للسيد الحكيم لقد اجريت استطلاع عن التسقيف فكانت النتيجة 95% تؤيد التسقيف فاجابني انهم لا يفهمون ، بالله عليكم هل هذه اجابة ؟!! العجب تطالبون الحفاظ على الاحجار من جهة ومن جهة اخرى تنادون بتطوير الفقه الاسلامي من خلال الغاء بعض الفتاوى التي مصدرها قول المعصوم عليه السلام معتبرينها تخلف .

في زمن الطاغية سن قانون بان لا يمكن بناء عمارة اعلى من المنارة على بعد 120 متر منها وعليه يمنع على اهالي كربلاء ان تبني ناطحات سحاب مواكبة للتتطور العالمي في مجال الاعمار الهندسي ، لماذا هل ان كربلاء لاتستحق ذلك ؟!! انا لا اتحدث عن التطورات الاعمارية والهندسية لبقية المراقد المقدسة خارج العراق لانها شيء رائع كما وانها لم تواجه اي انتقاد على عكس العتبة الحسينية المقدسة . وانا اجزم لو شاءت الاقدار وجاء من يريد ان يضيف على التسقيف تطوير اخر فان الذين ينددون اليوم سينددون غدا رافضين هذا التطوير باعتبار المساس بالتسقيف .  وطالما ان التارخ ذكر ان احمد بن اويس وسع الصحن فانه سيذكر ان الشيخ الكربلائي سقف ووسع الصحن نقصد في عهدته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك