المقالات

من يقرأ التاريخ

1262 01:34:00 2009-01-13

( بقلم : د. واثق الزبيدي‏ )

ان التاريخ العراقي رغم ان الاقلام التي كتبته كانت حاقدة على طائفة واحدة هي الشيعة لكن الحقيقة لم تضع للحظة واحدا عن كل المنصفين فقط اولئك الذين لايعرفون ان يقع الضمير في جغرافية النفس البشرية فقط هؤلاء لايعرفون ان يقرؤوا التأريخ رغم علمهم بان الحقائق التأريخة وواضحة وربما ان كتب المغرضون عن تاريخ العراق لم يذكروا مظلومية الشيعة لكن الكثير من الاقلام العالمية المنصفة كتبت تاريخ العراق بدقة وان تاريخ الشيعة ظل واضحا ومظلوميتهم ظلت شاخصة لان الثمن كان دماء اولئك الشيعة في الماضي البعيد والقريب على حد سواء ولم اكن اريد ان اكتب بهذه اللغة لكن كاتبا نزقا طالعنا على موقع شبكة البصرة بمقال عنونه ]باكاذيب مظلومية الشيعة وغيرهم [ كان مقال الكاتب غاية في الطائفية المقيته والمقال كتب بلغة بعثية بامتياز وعلى طريقة اثارة الاحقاد والضغان وراح يدعي بانه يسوق الادلة لكن لم يكن دليلا واحدا من ادلته موضوعيا وراح يسمي نفسه بمحمد البغدادي وهو من كتاب القومجية الذين اكل الدهر عليهم وشرب وراح يدافع عن حزب البعث الذي انكوى العراقيون بنيرانه طيلة خمس وثلاثين عاما هذا الحزب الذي سجن الناس فقط لانهم يريدون زيارة الامام الحسين بل وعلقهم على المشانق فقط لانهم حلموا في نومتهم بانهم يكرهون حزب البعث العفلقي الذي تأسس على انقاض الفكر الهتلري الذي يؤمن بوجود الدم الازرق وان الناس ليسوا متساوين فالالمان هم ارفع الشعوب وراح الكاتب يسوق اسماءا ذكر انها من الشيعة ومن المسيحين ومن الكرد حكمت العراق وهنا اجيبه واقول ان البغدادي ذكر سبع او ثمان اسماء قال انهم كانوا بصفة وزير او رئيس بنك او قائد في القوات المسلحة وغيرها ولما انتهى عنده الرقم باربع اسماء عاد ليحسب على الشيعة العريف والجندي والمطرب ونسي ان الحكومة الصدامية حكمت العراق 35 عام وان الوزارات التي تعاقبت على حكم هذه الفترة عشرات بل مئات الوزارات الشكلية فماذا تساوي عشرة او خمسة عشر اسم في دولة فيها 35 وزارة والاف المديريات واكثر من خمسة الاف ضابط كبير ومئات الالاف من الضباط من درجة رائد فما دون وهويذكر اربع ضباط او اقل ويتناسى محمد البغدادي ان الشيعة يكونون 70 الى 75 % من الشعب العراقي اي يكونون حوالي 15 مليون من اصل 20 و 25 مليون من اصل 30 مليون عراقي وهذه الارقام حسب احصائيات الكتاب السنة وليسوا الشيعة منذ حنا بطاطا وحتى تعدادات البعث في 1977 و1987

والاشكال الاخر ان محمد البغدادي يعد البعثيين على الشيعة وهو يعلم علم اليقين ان شخصيات مثل ناظم كزار وسعدون حمادي وعبد الامير الانباري والجبوري كانوا قيادات البعث قبل ان يكون صدام بعثيا اي عندما كان بلطجي من بلطجية شارع الفضل يتسكع في الشوارع ويعتدي على الصغير والكبير من دون ذنب وانه قتل خاله منذ نعومة اطفاله وهو يعلم علم اليقيين ان جمعية المحاربيين القدامى لم تضم الا الشيعة عندما كان يستبعد صدام الطيارين والضباط الشيعة عند ترقيتهم الى رتبة عميد حيث تقف كل الرتب الشيعية عند هذا الحد فقط اولئك البعثيين الذين اخلصوا في قتل العراقيين كانوا يرقون كبارق الحنطة وغيره ممن ذبحو العراقيين بالكيمياوي والغازات السامة فاذا قدم هؤلاء لسيدهم وجلادهم فلماذا لايعطيهم الرتب ثم عند فشله في غزو الكويت قدمهم للمشانق ليعلق عليهم فشله وقد نسي كاتب المقال البغدادي ان اكثر من 140 شهيد من الاطفال الذين لم يبلغوا الحلم والشيوخ والنساء قتلهم صدام في الدجيل بدعوى المؤامرة غير مئات الالاف من العوائل التي سباها وهجرها الى نقرة السلمان ودفن وملايين من الذين دفنوا في المقابر الجماعية ناهيك عن مئات الالاف من الذين استشهدوا في حروب صدام العبثية ومئات النساء اللاتي استحيا شرفهن وارسلهن الى قطر والامارات والاردن للعمل كغانيات ناهيك عمن قدمهن لاسوده الجاعة وحادثة قتل عدي لحماية صدام من اجل النزو على زوجته كما نزا خالد بن الوليد على النويرة لايزال العالم يتذكرها حتى ثأر الله عندما هيأ لمقاومي الحركات الاسلامية ان يصيبوه بعاهة مستديمة اذهبت برجولته وصار اشبه بالطنطل على قول المثل (حديدة عن الطنطل ) قرب ساحة الرواد وسط المنصور .

ان التاريخ زاخر بحقائق عن مظلومية الشيعة ولايكفي مقال صغير للاجابة على كل ما ورد من اكاذيب في مقال البغدادي وان اراد البغدادي اجابات فليقرأ التأريخ جيدا بروح يبتعد فيها عن التزيف والكذب او يكف عن الكتابة غير الدقيقة والصحيحة لانه لن يكون الا اضحوكة في اعين المثقفين بل حتى الناس العاديين لان تاريخ البعث الاسود القريب كاف على مظلومية الشيعة اما التوغل بالتاريخ فقد اثبت ان المؤامرة على الشيعة بدأت عن سقيفة بني ساعدة يوم سرق من لا اريد ذكرهم الخلافة من امير المؤمنين ولن اتحدث عن ذلك التأريخ لان ذلك التأريخ كان الانحراف الاول في الاسلام الذي بسببه كل الويلات صبت على هذه الامة وهي سبب ما نحن فيه وما سنكون فيه في المستقبل حتى يعود الامر الى اهله ويكفي انه اعترف في مقاله بمظلومية الشيعة عندما قال الكاتب : ]لأول مرة في تاريخ دولة العراق يتولى فيها شخص شيعي منصب مدير الامن العامة وهي في زمن البعث وكان ذلك الشخص هو ناظم كزار [ اذن هو يعترف ان هذا المركز لم يتسلمه شخص شيعي من قبل الا في زمن البعث وهذا الشخص هو ناظم كزار ولا اعتقد ان الشيعة يرحبون بان يكون كزار منهم وكما ذكرت سابقا فان كزار كان بعثيا قبل صدام وجعله صدام جلاده ثم تامر عليه ليقتله قرب العزيزية او النعمانية فهو بعثي ولايتشرف الشيعة به ولا بالعوادي ولا بوتوت ولا باياد علاوي لان مشكلة الشيعة مع البعث وليست لدى الشيعة مشكلة مع اي طائفة او مذهب او معتقد في العراق ولا في غير العراق لان لكل انسان معتقده وفكره والشيعة مؤمنون بالاية الكريمة ( لا اكراه في الدين ) وعلي عليه افضل السلام علمنا ان الانسان ( اما اخ لك في الدين او قرين لك في الخلق ) وهي المعادلة التي لم يفهمها البعثيون طيلة حياتهم واخيرا اريد القول للبغدادي بان الدولة اليوم هي دولة الشيعة وليمت الحاقدون بغلهم ورغم اننا عشنا حياة الظلم والمحرومية في حكمهم لكننا شاركناهم في حكمنا لاننا اصحاب مبادي امير المؤمنين والاخرون اصحاب معاوية ويزيد والتاريخ يعرف الفرق بين التبر والتراب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-01-21
سياسة البعث في العراق كانت على خطين الأول هو استمرار التفرقة الطائفية التي اصبحت كالقانون مند زمن الملكية حيث تحجب المناصب الكبيرة والمهمة عن الشيعة الا ما ندر.والثاني هو التفرقة الحزبية حيث يفرق بين البعثي الشيعي والبعثي الاخر سواء كان سني او مسيحي او يزيدي على ان من يكون بعثيا عقائديا فهو ليس من السنة او الشيعة بشيءولبعثيون من اصل شيعي هم مثل ثور الكراب وينتهي بالموت او الادلال لا محال بعد ان يقدم شرفه ويبيع كل ماعنده من شهامة .نعم امتياز واحد للبعثيين الشيعة عن الشيعة الاخرين مصيرهم جهنم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك