( بقلم : سليم الرميثي )
تعلمنا من تاريخ العرب والعروبيين وخصوصا التاريخ الحديث لهذه الامة المعاقة سياسيا وفكريا وعسكريا لاتنهض ولا تتظاهر الاّ عندما تصفع وتدمى ابنائها وتملا الشوارع بجثث الضحايا والاموات من شبابها .هذا يحدث فقط طبعا عندما تصفع من الخارج فتبدا المظاهرات وحرق الاعلام ورفع شعارات استنهاض الغيرة والضمير والادعية بالفرج والنصر وطلب الثار وشعارات تدمير اسرائيل وسقوط اميركا والغرب والتطبيل والاناشيد الحماسية ورمي الرصاص بالهواء كل ذلك يحدث ولكنه سرعان مايخفت وينتهي مع اول صوت بندقية يخرج من شرطي امن في الدولة. وكل ذلك طبعا يصاحبه اعلام فضائيات وانترنيت وصحف وتصريحات رنانة وكاْن العرب سيهجموا على دولة اسرائيل المصطنعة وتحرر اراضيها المحتلة منذ 60 عاما واما تصريحات المسؤولين من يسمعها يظن ان الجيوش العربية في حالة تأهب قصوى على حدود فلسطين..ولكنهم في الحقيقة وهذا ماتعودنا عليه دائما يقولون مالا يفعلون بل افعالهم كلها الى جانب اسرائيل ...واما حكومة مصر اصبحت قولا وفعلا مع اسرائيل وعلنا وليس سرا..
لهذا السبب نرى ان العرب بصورة عامة في سبات عميق يكاد يكون دون نفس عندما يتعلق الامر بحياتهم في داخل اوطانهم وهم يٌحكمون من قبل عصابات استبدادية ظالمة وسارقة لاموال هذه الشعوب التي اصبحت لاتملك ادنى مستوى من الحرية والكرامة كباقي شعوب ارض الله. نحن لسنا مع مايحدث في غزة وضد هذا الهجوم البربري الاسرائيلي على شعب اعزل ولا اعتقد ان هناك انسان شريف يقبل بهذا القتل والدمار حتى لاعدائه.ولكن بنفس الوقت نقول ان هذا الذي يحدث لم ولن يتم بهذا الشكل المريع على الاقل لو لا حصول اسرائيل على موافقة حكام العرب وخصوصا الثلاثي الشيطاني اللا مبارك وال سعود وملك الاردن وخلفهم صغارهم من الحكام الجهلة .ربما هناك من يقول ان اميركا اعطت الضوء الاخضر لاسرائيل وهذا صحيح ولكن اُقسم حتى هذا الضوء لن يُعطى الا بعد اخذ مشورة هؤلاء الطغاة. واصبحت هذه الدول تلعب دورا اكبر من دور امريكا في مساندة الدولة العبرية..الامة التي تريد ان تعيش حياة حرة كريمة عليها ان تنهض من الداخل وتغير مافيها من واقع مر واسود وان تطهر نفسها من قبضة الوحوش والعصابات التي تتحكم فيها . والا لن تقوم لهذه الامة قائمة بعد الان وستبقى امة الهزائم بامتياز
الحدود المصرية او الحدود الاردنية مع اسرائيل مفتحة الابواب امام الاسرائيليين والاسرائيليات وتستقبل قوافلهم بالعناق والورود اما امام الفلسطنيين فلا اهلا ولا سهلا الا اذا كان جثة هامدة او مثقلا بجراحه فاي زمن هذا تعيشه هذه الامة واي حكام يحكمونها ويتحكمون بمصيرها؟ والمفارقة العجيبة عند الشعوب العربية انهم لا يعترضوا ولو بكلمة عندما تسفك دماء الابرياء في السجون والمعتقلات السلطوية او مايحدث من ارهاب وقتل للابرياء على ايدي الارهابيين سواء في العراق او في اماكن اخرى .اما مايحدث من ارهاب وقتل في العراق على ايدي سفاحي الامة من الوهابية وشياطينهم فيسمونه مقاومة وجهاد.
اما علماء الوهابية فهم لايفتوا الا باشارة من سلاطينهم وحسب ماتقتظيه المصلحة للحاكم فقط و مايهم الدين والمجتمع فهو اخر مايفكروا به بل هم عاجزين عن فهم مايدور حولهم من قضايا تستوجب الوقوف والتفكر عندها واخر ماافتوا به هو تحريم حتى المظاهرات لكي لاينزعج السلطان ويصحوا من نومه بين احضان الجاريات ونسوا ان اول تظاهرة سلمية حضارية كانت في الاسلام ضد الظلم والجور والشرك كانت بقيادة نبينا محمد ص واصحابه المخلصين وكانت تلك التظاهرة بامر الهي لاعلان كلمة الاسلام وواجهوا المسلمين انذاك نار ابو لهب وزوجه وسياط ابو سفيان وهانحن الان نرى احفاد هؤلاء يضيقوا الخناق على اهل غزة من المدنيين والاطفال ويمنعوا عنهم كل شيء خدمة للاهداف الصهونية اللاانسانية ... والمصيبة الاخرى ان الحكومات العربية وخصوصا مصر تلوم بل و تشجب موقف الدول الساندة للقضية الفلسطينية وخصوصا موقف الجمهورية الاسلامية الذي اعترف به الاسرائيليين والامريكيين انفسهم بانه الموقف القوي الوحيد والواضح في دعم شعب فلسطين وقضيتهم العادلة..
https://telegram.me/buratha