المقالات

كلمة القائمة 290


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

ان مقومات خلق أي تجربة مجتمعية نوعية جديدة لابد ان تنتظم خلالها اعادة البنى التحتية لمنظومات التقنين والتنظيم للبنية الوطنية، وهنا تأتي مفردة تأسيس تجارب المجتمع وتدعيمها التدريجي المتناسق مع الانظمة العامة للتجربة العراقية لوضع البوصلة باتجاه التطبيقات التحويلية في البنية الوطنية لمجتمعنا بما يعزز اجراء التغييرات المطلوبة، فاعداد وصياغة منظومات مغايرة للاستبداد والشمولية يتطلب معتركا تجاربيا مؤسساتيا بديلا يستند الى التكامل في تنظيم شبكة العلاقات وتحديد دوائر المسئولية، وتشخيص ادوار البنية الاجتماعية لينهض المجتمع بادواره الاساسية دفاعاً عن كيانه وحقوقه وهذه المفاهيم هي النقطة المحورية لتيار شهيد المحراب والقوى المستقلة(290) والتي تحاول ترجمتها على ارض الواقع.

وفي هذا الاطار فقد كان ولازال المرجع الديني الأعلى الامام السيستاني (دام ظله) الشخصية الوطنية الكبرى الذي جسد البناء الدستوري، وهو صمام امان وركيزة اساسية في وحدة وتماسك ابناء الشعب العراقي، فضلا عن دوره الحيوي في انجاح المشروع السياسي الجديد، اذ لازلنا في بداية الطريق للعبور الى ساحة الامان لتصفية الارث الثقيل بكل تداعياته الجديدة من عقلية وتركيبات المعادلة الظالمة السابقة وتصفية آثار الماضي، لتضع اطراف المعادلة العراقية على اساس مستقر ومطمئن تحمل كل السمات الوطنية الدستورية، غير أن البقاء عند اطروحات وممارسات المرحلة السابقة لن يعني الا العطل والتوقف، اذ يجب التقدم لانجاز بقية المشوار، فهناك محاولات للالتفاف على الدستور وتجاوزه بوسائل مختلفة، وتعطيله بالتفسير الخاطئ، ففي فضاء حياة تعددية ديمقراطية سيكون المجتمع المدني داعما للدولة ومكمنا رئيسا من مكامن قوتها، الى جانب السلطة التي ستتراجع من ابتلاع الدولة، لتسويد القانون، اذ أننا بحاجة الى تأكيد المبادئ واستكمال القوانين الاساسية لا سيما الاتحادية، فالمركزية والاستبداد السلطوي كان سياقا تأريخيا لازم العراق وكانت بداياته جنينية صغيرة واتسع ليشمل كل مفاصل الحياة العراقية ليتحول الى اخطبوط قاتل، فإن القائمة(290) تقف ضد مركزة القرار العراقي الذي غادرها الدستور، والحديث يسري هنا على عقلية وادلجة النظام البائد التي لازالت تحكم البعض ممن يؤمنون بحكومة تسلطية تمسك كل الامكانات ولا يمكن تحريك أي ساكن دون الرجوع اليها، وهذه النظرة الاحادية المنفردة ترى بمركزة القرارات كافة في العاصمة لتأخذ الاداريات والبيروقراطيات والفساد والرشوة لتتحرك ضمن اطارها المنغلق.وعليه فيجب على كافة القوى احترام الدستور لترسيخ مبدأ المواطنة ضمن المعايير المعروفة، فالحرية مكسب عظيم اذا ما تعززت بالبناء الحقيقي للذات لتكوين نواة تحدد المسارات الصادقة لتنمية القدرات الحقيقية للمؤسسات العراقية الجديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك