( بقلم : ابو باقر الموسوي )
أن ثورة الإمام الحسين ( ع ) هي قضية إلهية بتنفيذ بشري بكل مفرداتها وتفاصيلها وهذا ما صرح به أبي الأحرار ( ع ) حينما سؤول عن سبب حمل النساء والعوائل معه فأجاب ( شاء الله أن يراني مقتولاً وشاء الله أن يراهن سبايا ) نعم شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون ثورة حسينية وفي نفس الوقت ثورة زينبية ولكل دوره في أنجاح هذه الثورة المقدسة وكذلك كان للإمام السجاد (ع ) دور وهو عليل ولكن دوره لم يقل شأناً عن زينب عليها السلام في إيصال الرسالة الحسينية إلى البشرية . أما الشعائر الحسينية التي نراها اليوم لم تكن وليدة عادات وتقاليد مصطنعة أو كما يعبر عنها مستشار السيد رئيس الوزراء بالبدعة ويحاول تهذيبها بنظرة عصرية وعولمتها بالمقياس الذي يراه هو مناسب .
كلا وألف كلا فقضية الإمام الحسين هي ثورة البكائين وهي ثورة المظلومين والمحرومين بقدر ما هي ثورة العلماء والمفكرين ولا يمكن لأي أحد ومهما كانت درجته أو مكانته أن يتلاعب بهذه الشعائر المقدسة أو يقلل من شأنها . فاللطم بالزنجيل والتشابيه وركضة طويريج على سبيل المثال كلها شعائر ذات مدلول ومفاهيم عميقة لها دور في حركة الأمة وربطها بقضية الأمام الحسين ( ع ) التي هي قضية إلهية كما ذكرنا سلفاً والارتباط بها هو ارتباط بالذات المقدسة لله سبحانه وتعالى
فما الغريب مثلاً أن يهرع أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) مهرولين نحو ضريح أبي عبد الله الحسين في اليوم العاشر بعد مصرعه ( سلام الله عليه ) وما الغريب أن نضرب الصدور ونمثل المأساة التي مر بها أهل بيت النبوة ونستذكرها ونعيشها بكل آلامها... آلم يشاء الله سبحانه وتعالى لقضية الإمام الحسين ( ع ) أن تخلد؟ ... فمن ذا الذي يستطيع أن يطفئ نور الله وقد فشل قبله ألاف الطغاة والظالمين في أن يمحو ذكر الحسين ( ع ) ويحاربوا شعائره المقدسة .
آلم يقال ( الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ) .. فإذا كان الإمام الحسين ( ع ) والشعائر الحسينية هي السبب ببقاء الإسلام الحقيقي إلى يومنا هذا فكيف تكون بدعة ومغالاة . ولكن الحقيقة ما قاله أبي الأحرار ( ع ) ( أني مرتحل إن شاء الله فمن رحل معي بلغ الفتح ومن لم يرحل لم يدرك الفتح ) فمن سوء حظ الذين يستكثرون على الإمام الحسين هذه الشعائر أنهم في عداد من تخلف عن ركب الحسين (ع ) وسوف لن يبلغوا الفتح ولم يسترشدوا بهذه الثورة الربانية التي أعطت صورة متكاملة للإصلاح, والذين يريدون أن يصلحوا الشعائر الحسينية بدعوة الإصلاح نقول لهم أصلحوا أنفسكم واتركوا قضية الإمام الحسين ( ع ) للحسينيين فإذا استكثرتموها عليهم فهم يستكثرون عليكم أن تكونوا بموقع المسؤولية وقيادة الأمة .
https://telegram.me/buratha