المقالات

عقد الماضي

986 13:57:00 2009-01-10

( بقلم : علاء الموسوي )

لعل المشكل الوحيد الذي يعترض التوافق الوطني بين الفرقاء على الساحة العراقية بين الحين والاخر، هو استحضار عقد الماضي والتفاعل معها في المستقبل المختلف تماما عن حقب السنين المندثرة. فالاخوة الكرد مازالوا يتذكرون العداء (العربي المزيف) الذي خلقه النظام الصدامي ضد القومية الكردية وتطلعات شعبها واستحقاقاتها الشرعية في بلد موحد يراعى فيه الجميع بعدالة القانون والدستور. فيعملون على استحضار تلك المآسي التاريخية في كل ازمة سياسية تعصف بالبلد.

كذلك الحال عند المكونات السياسية المختلفة مذهبيا ودينيا، في تخوفها من سطوة الاخر واستبدادها على مر العصور والازمان في الحكم والادارة. كل هذه المخاوف التي قام ببثها النظام البائد بين مكونات المجتمع العراقي، للاسف اخذت مدياتها وتأثيرها واضحا على مسار العملية السياسية طيلة السنوات الست الماضية، على الرغم من سقوط ذلك النظام المتبني والمروج لتلك الثقافة العنصرية والطائفية انذاك. ولو لم تكن تلك المخاوف قد شقت طريقها في ثنايا العملية السياسية، لما كانت الحاجة الى تطبيق مشروع المصالحة الوطنية، واستخدام اليات المحاصصة الطائفية والقومية سياسيا. الامر الذي كان السبب الرئيس وراء تلكوء البلد وتعثر مسيرته التغييرية بعد التاسع من نيسان. ولا اعتقد ان العراق سيستطيع النهوض مجددا اذا لم تتوقف الكتل السياسية من قراءة دفتر الماضي والتصفح بمآسيه ومظلومياته الطائفية والقومية، واستحضار تلك الملفات والتفاعل معها. ان الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون اصلا.. فلا الحزن يعيده ولا الهم يصلحه ولا الغم يصححه والا الكدر يحييه. بلاؤنا اننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا وشعاراته الزائفة، لماذا نخاف من البعثي اذا لم يكن متلطخا بثقافة صدام الدموية؟؟

 ولماذا نخاف من السني الرافض لاي فكر طائفي متطرف؟؟ ولماذا نخاف من الشيعي الملتزم بتعاليم اهل بيت النبوة (ع)؟؟ ولماذا نخاف من الكردي او التركماني وهو حريص على وحدة البلد ارضا وشعبا؟؟. العراق الجديد لم يترك مجالا بين ثناياه لاي محاولة تسعى لتصفح تلك الملفات التي اكل الدهر عليها وشرب، ولم تجد اذنا صاغية لها من قبل الشعب. فلماذا لايطوى سجل الماضي عند سياسيي العراق الجديد، ويغلقونه بزنزانة النسيان وسجن الاهمال ؟؟ ليستطيعوا بروية وتأني في ارضاء الجميع وبناء العراق الجريح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك