المقالات

عقد الماضي


( بقلم : علاء الموسوي )

لعل المشكل الوحيد الذي يعترض التوافق الوطني بين الفرقاء على الساحة العراقية بين الحين والاخر، هو استحضار عقد الماضي والتفاعل معها في المستقبل المختلف تماما عن حقب السنين المندثرة. فالاخوة الكرد مازالوا يتذكرون العداء (العربي المزيف) الذي خلقه النظام الصدامي ضد القومية الكردية وتطلعات شعبها واستحقاقاتها الشرعية في بلد موحد يراعى فيه الجميع بعدالة القانون والدستور. فيعملون على استحضار تلك المآسي التاريخية في كل ازمة سياسية تعصف بالبلد.

كذلك الحال عند المكونات السياسية المختلفة مذهبيا ودينيا، في تخوفها من سطوة الاخر واستبدادها على مر العصور والازمان في الحكم والادارة. كل هذه المخاوف التي قام ببثها النظام البائد بين مكونات المجتمع العراقي، للاسف اخذت مدياتها وتأثيرها واضحا على مسار العملية السياسية طيلة السنوات الست الماضية، على الرغم من سقوط ذلك النظام المتبني والمروج لتلك الثقافة العنصرية والطائفية انذاك. ولو لم تكن تلك المخاوف قد شقت طريقها في ثنايا العملية السياسية، لما كانت الحاجة الى تطبيق مشروع المصالحة الوطنية، واستخدام اليات المحاصصة الطائفية والقومية سياسيا. الامر الذي كان السبب الرئيس وراء تلكوء البلد وتعثر مسيرته التغييرية بعد التاسع من نيسان. ولا اعتقد ان العراق سيستطيع النهوض مجددا اذا لم تتوقف الكتل السياسية من قراءة دفتر الماضي والتصفح بمآسيه ومظلومياته الطائفية والقومية، واستحضار تلك الملفات والتفاعل معها. ان الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون اصلا.. فلا الحزن يعيده ولا الهم يصلحه ولا الغم يصححه والا الكدر يحييه. بلاؤنا اننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا وشعاراته الزائفة، لماذا نخاف من البعثي اذا لم يكن متلطخا بثقافة صدام الدموية؟؟

 ولماذا نخاف من السني الرافض لاي فكر طائفي متطرف؟؟ ولماذا نخاف من الشيعي الملتزم بتعاليم اهل بيت النبوة (ع)؟؟ ولماذا نخاف من الكردي او التركماني وهو حريص على وحدة البلد ارضا وشعبا؟؟. العراق الجديد لم يترك مجالا بين ثناياه لاي محاولة تسعى لتصفح تلك الملفات التي اكل الدهر عليها وشرب، ولم تجد اذنا صاغية لها من قبل الشعب. فلماذا لايطوى سجل الماضي عند سياسيي العراق الجديد، ويغلقونه بزنزانة النسيان وسجن الاهمال ؟؟ ليستطيعوا بروية وتأني في ارضاء الجميع وبناء العراق الجريح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك