( بقلم : د.نوزاد شريف )
سؤال محير جدا في ظل الظروف التي مر بها العراق وهو من الاسئلة الجدلية التي لابد من طرحها ومع فرض السؤال فهل ستتغير معادلة العراق الجديد وهل سنأمل ان تتغير معادلة العراق مع احزاب اخرى احست بان كابوس صدام لم يتغير حتى وصلت الى مرحلة نكرانها تغيير ذاك النظام وراحت تبحث في الارض عمن يمنحها حق اللجوء السياسي في الدول الغربية بل ذهبت بعض الشخصيات التي تتزعم حركات واحزاب سياسية اليوم الى الزهد بالجنسية العراقية نحو الجنسية البريطانية والامريكية بل وحتى الهندية لانهم اعتقدوا ان حكومة البعث ازلية فيما واصل شهيد المحراب (قدس سره) الجهاد والسير على طريق مقارعة النظام البعثي وظل كذلك المجلس الاعلى حتى قال شهيد المحراب يوما ( والله لو تركتموني جميعا فسأظل اواصل الجهاد وحدي ) وهنا لا اريد التعمق كثيرا في تذكر التأريخ الذي يوجع الكثيرين الذين ظلو ينظرون فقط من دون عمل شيء ويا سبحان الله عندما تغييرت المعادلة وسقط نظام البعث لايزال من كان ينظر ينظر من امثال الدعاة اليوم ؟؟؟
بعد سقوط نظام صدام دخل شهيد المحراب والسائرون على منهجه من ابناء المجلس الاعلى وبدر من حيث ارادوا وبالطريقة التي ارادوا فيما دخل الاخرون من حيث اراد الامريكان وبالطريقة والوقت الذي اراده الامريكان ايضا وعندما قررت امريكا ان يحكم العراق حاكم مدني (جاي غارنر ومن بعده بريمر ) رفض شهيد المحراب فكرة الحاكم المدني وربما من استمع الى خطب الجمعة في الصحن العلوي المطهر يتذكر ان شهيد المحراب اصر على ان يتكون مجلس الحكم الانتقالي اي ان تنتقل الحكومة الى العراقيين وراح البعض يتهم مجلس الحكم بالعمالة بدعوى اخراج المحتل من العراق وهي كلمة حق اريد بها عين الباطل .
وبعد مجلس الحكم نادت المرجعية بالدستور الذي يكتبه العراقيون فيما وافق الجميع سوى المجلس الاعلى وبد على ان يصار الى مؤتمر (ليوجوركات) على الطريقة الافغانية وظل المجلس الاعلى يصر على انتخابات شاملة وتحجج الامريكان وبعض زعماء الاحزاب العلمانية والاسلامية على حد سواء بصعوبة اجراء الانتخابات لكن المجلس الاعلى اصر على ان ينفذ قول المرجعية في الصيرورة الى الانتخابات فأذعن الجميع الى الانتخابات وهو يتمنى فشل الانتخابات ليقرع المجلس الاعلى وما ان نجحت الانتخابات حتى راح الجميع يدعي ما ليس له ويزعم انه صاحب الفكرة فسكت المجلس الاعلى يد المرجعية طبعا من اجل الجميع ثم صار العراق في مرحلة وظرف اخر عندما حاول الجميع ان يستوردوا دستورا هجينا للعراق فاصر المجلس الاعلى على ان يكتب العراقيون دستورهم لان معادلته الجديدة تعتمد شرعية الجماهير لا شرعية القوة والبطش كما اكد المجلس الاعلى على المشاركة العراقية في كتابة هذا الدستور فكتب الدستور ودفع المجلس الاعلى العراقيين على التصويت عليه لان فيه ترسيخ المعادلة الجديدة التي يحكم في ظلها الاكثرية ولا تتسلط فيه الاقلية على الاغلبية مع حفظ حقوق الاقلية وحاول البعض تهميش السنة فيما حاول اخرون تهميش الكرد او التركمان وظل المجلس الاعلى يؤمن بالعراقيين جميعا حتى اتهمه البعض بالميل للكرد وانطلقت حملات التشويه التي استهدفت وما ان وضع الدستور طالب المجلس الاعلى بقطع رأس الافعى ومحاكمة رموز نظام البعث لتقر ارواح اشهداء فاتهم يوما بالتبعية واخرى بالطائفية واضطرمت نار الارهاب تقتنص ارواح العراقيين تحت مقولة المقاومة الشريفة التي اشترك بها البعثيون من كل الاديان والمذاهب والقوميات فاقترح المجلس الاعلى فكرة اللجان الشعبية ثم تمادى الارهاب البعثي قتل بالعراقيين فيما تدعو المرجعية بالصبر ويتبعها المجلس الاعلى بالدعوة لضبط النفس خوفا من الانجرار بحرب طائفية تأكل شباب العراق ثم هدئت نار الاحقاد والضغائن بجهوده فنادى المجلس الاعلى وتشكيلاته بالخروج من الهيمنة الدولية وطالب زعيمه بالخروج من طائلة الفصل السابع الذي فرض على العراق المحتل عام 1990 حيث لم تخرج وقتها اي مظاهرة ايام نظام صدام بالدعوة لمقاومة المحتل بل كان الكثير مشغولا بالتصفيق "لبطل الامة" الذي ادخل العراق تحت وصاية الامم المتحدة بل تحت وصاية الدول الكبرى كروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا فضلا عن امريكا.
واليوم بعد ان تسلم العراق المنطقة الخضراء وانتقلت السيادة للعراق راح الجميع يدعي انه صاحب الفضل والمجلس الاعلى يسكت لانه يؤمن بانه ام الولد التي عليها ان تسكت كلما حصلت لابنها على خير فلو لم يكن المجلس الاعلى موجودا ماذا كان حال العراق اليوم ولعل افغانستان خير جواب لمن يريد ان يعرف المستقبل من دون المجلس الاعلى؟؟؟
https://telegram.me/buratha