( بقلم : د.سيف الدين احمد )
في البداية علي الاعتذار للسادة القراء عن هذا الانقطاع لاني في الحقيقة فضلت المشاركة في المجالس العاشورائية على الكتابة خلال الفترة المنصرمة راجيا التقرب لله تعالى وقاصد ادخار شيء لاخرتي في مواساة صاحب الزمان في مصيبة ال البيت التي حلت بهم سنة 60 للهجرة . في ظل ثقافة الانحراف البعثي ادخلت الكثير من المفاهيم الخاطئة التي جعلت او صورت للكثير من جيل الثمانينيات والتسعينات بل اجيال السبعينات وغيرها ممن لم يتلقوا الثقافة الحقيقية صورت ان الثقافة العراقية هي ثقافة الغناء والموسيقى بل ان الكثير من هذا الشباب يعتقد واهما ان ثقافة العراق تتجلى بالرقص والمجون حتى راح البعض ممن يدعي الثقافة يقول ان المجتمع العراقي مجتمع مجون كما رأينا في كتابات منحرفة لخضير طاهر او فواز الفواز وغيرهم ممن يحاولون عن قصد تعميق ثقافة الانحراف البعثية او ما تقوم بها قنوات عراقية علمانية او قناة الحرة عراق والمشاهد النبه يرى ان اخبار الحرةعراق التي تدس السم في الدسم تختم نشرتها اليومية الموجهة للمواطن العراقي بمهرجان موسيقي او غنائي وتتجاهل مقولة الاكاديمي العراقي الكبير داود سلوم الذي يقول: ان المجتمع العراقي مجتمع حزين توارث من ثورة الامام الحسين (ع) الحزن وصار الخزين الموروث لهذا المجتمع نبرة الحزن الطاغية.
والجميع يعرف ان حزب البعث الصدامي حاول ان يشيع لغة الفسق والمجون في المجتمع العراقي من اجل ابعاد المجتمع عن الثقافة الاسلامية فحكومة البعث كانت تحاول دق اسفين بين الاسلام او بدقة بين المرجعية الدينية وبين المجتمع عن طريق تصغير وتتفيه ما هو اسلامي مقابل السير به نحو الانفلات حتى صارت الحكومة تصطنع العداوة بين المراهق ووالديه تحتى مسمى الشخصية والمرأة عن زوجها تحت مسمى حرية المرأة فغيرت ضوابط كل شيء وهدمت كل القوانين الانسانية للوصول الى تهديم روابط المجتمع حتى وصل الامر بالولد ان يخط التقارير اليزيدية على والده للسلطة الحاكمة وصار الجميع يخاف من الجميع فتهدم المجتمع ليتهدم الدين بعده لتخلو الساحة المجتمعي لثقافة العولمة والتغريب وتحل مصطلحات جديدة غريبة عن المجتمع القصد منها اضفاء الشرعية على حكومة البعث مثلما استبدلوا الامة الاسلامية بالامة العربية وصارت المرجعية للقومية وليس للدين فيما اكد القرأن ومن دون الى مرجعية للتفسير للاسلام في قوله تعالى " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وقوله تعالى " كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ".
الكثير ممن يريد تحويل الثقافة العراقية الى ثقافة قشور يسيرون في منهج البعث ويحاولون النيل من الثقافة الاسلامية وقد بدأت هذه الموسيقى النشاز بمقولات حسن العلوي عندما قال بان سياسيو العراق اليوم كانوا يديرون حسينية في سوريا او ايران وكأن الحسينية وصمة عار ولا اعرف كيف سوغ البعض هذه المقولة وراح يرددها ونحن نعلم ان الحسينية مدرسة عظيمة تعلممنها العراقيون حب الحسين وهنا اريد ان اسأل داعة التغريب ممن يسرون على منهج البعث الصدامي او منهج الشاه نشاهات الفارسين الذين دفعوا المجتمع الى التغريب هل الخطر من الحسينية ام الخطر من ثقافة المخدرات والخمور فقد شاهدنا ان الحسينيات والمجالس الحسينية تدفع الفرد الى التفكير والتعقل كما تدعو الى بناء المجتمع عن طريق الاخلاق والتعاطف والاحترام بين الفئات العمرية المختلفة وتعايش الفرد في المجتمع ضمن اطار اخلاقي يمنع الجميع من الاعتداء على بعضهم البعض فيما تقدم لنا ثقافة الغناء والخنا والخمور والتغريب مفاسد العالم تقدم للشباب غياب العقل والاعتداء ولغة الاقوى ولغة الغابة التي ينتصر فيها القوي على الضعيف بمبدأ القوة الجسدية لا القوة العقلية .
ماذا يريد دعاة التغرب ان يترك العراقيون مجالس العزاء الحسيني ويتناسوا قضية الامام الحسين وثقافته واخلاقه وتضحياته من اجل حرية الرأي والمعتقد والفكر وهل من المعقول ان يتصور ان العراقي سيترك ثقافته هذه وهل من المعقول ان يترك العراقي احياء ليلة العاشر من المحرم ليعاشر الغانيات او يخرب عقله بالمخدرات وما هو الافضل ان يتعلم الشاب حكمة من حسينية ام يتلوث بلوثة من عود الطرب الشيطاني
لابد من ان المعادلة واضحة ولابد من ان السلوك الجيد اوضح من التدليل عليه او الاشارة اليه لذا فليكف دعاة التغريب من الوسوسة في اذان الشباب لقلب الحقائق فالعراقيون يعرفون جيدا ما هي ثقافة التجهيل وماهي ثقافة البناء لان العراقيين اثبتوا خلال السنوات التي مضت انهم لن يقبلوا اي ثقافة فارغة المضمون لانهم يعون ان بناء شخصيتهم في الحسينيات التي تحيي المجالس الحسينية وليس في مكان اخر وان تزويق القبيح لن ينفع .
https://telegram.me/buratha