( بقلم : الشيخ اكرم البهادلي )
ان لحظة من التأمل للمجالس التي اقيمت في مكتب زعيم المجلس الاعلى الاسلامي تشير الى دلائل كثيرة اوضحها انه لم يحدث في العراق من قبل ان زعيما سياسيا استطاع ان يقيم شعائر الحسين عليه السلام في مكتبه وبشكل رسمي وان هذا الفعل انما يدل دلالة واضحة على عمق ارتباط تيار شهيد المحراب بالشعائر الحسينية بل يدل على مدى شجاعة هذا التيار على اقامة المجالس الحسينية واصراره على التأكيد على حق الاغلبية وهو انجاز قد يكون اكبر من انجاز الديمقراطية التي يتباهى بها العراقيون على سواهم وهي مصداق للديمقراطية العراقية .
ان اول مجلس حسيني اقيم بعد سقوط صدام في العراق هو المجلس الذي عقده السيد الحكيم في مكتبه الخاص لان العراقيين بل المسلمين قاطبة لم يشهدوا اقامة زعيم سياسي لمجلس حسيني بل لازالت الاحزاب الاسلامية العراقية تخشى ان تقيم مجالس عزاء للامام الحسين عدا تيار شهيد المحراب الذي يفتخر بخدمة الامام الحسين عليه السلام باقامة المواكب الحسينية وهو دليل على ان الكثير من السياسين يزايدون باسم الحسين وتيار شهيد المحراب يتبنى الشعائر الحسينية وطنيا في العراق لان الشعائر الحسينية ليست مظهرا دينيا فحسب بل هي مظهر وطني لان العراقيين وكما شاهدنا طوال الايام المنصرمة على قناة الفرات الحسينية حقا ان العراقيين من عرب وكرد وتركمان ومسيحين وصابئة وسنة وشيعة ومن جنوب العراق حتى شماله عقدوا مجالس العزاء وشاركوا فيها مما يؤشر على ان الشعائر الحسينية مظهر وطني عراقي خالص وليس مظهر طائفي ولكن هذا المظهر ينفرد به العراقيون مع تيار شهيد المحراب لاننا لم نر الكثير من الاحزاب الاسلامية الشيعية قد اهتمت بهكذا تظاهرة وطنية كما اهتم بها ومارسها تيار شهيد المحراب وهو دليل على مصداق انتماء تيار شهيد المحراب لمنهج الحسين عليه السلام اولا ومدى ارتباطه باهل البيت عليهم السلام كما تدل على مدى ارتباط هذا التيار بالمرجعية الدينية.
ان اقامة مجلس حسيني في مكتب زعيم تيار شهيد المحراب يدل على ان هذه الظاهرة التي لم يرها العراقيون من قبل بل سمعو عنها وكما يروى ان الائمة عليهم السلام كانوا ينصبون المجالس لاحياء شعائر محرم لها عمق تاريخي كما ان لها عمق مستقبلي لن ينساه العراقيون ابدا بل من يتفكر فيه جيدا يجد ان مصداق التغيير في العراق هو مظهر لانقلاب سياسي واجتماعي متمثل بالشعائر التي كان صدام يقتل من يقوم بها اليوم وتقام في مكتب زعيم سياسي كبير وهو مصداق الاية الكريمة (( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ماكانوا يحذرون((وهذه الاية لم يجسد مصداقها الواقعي حزب الدعوة او التيار الصدري او تيار الاصلاح ولا حتى الفضيلة التي تدعي انتسابها لمن يدعي المرجعية بل شاهدناها فقط في مكتب السيد الحكيم الذي يتمسك بالدستور الذي اكد على حرية الشعائر الاسلامية التي ينادي البعض لتغيير الدستور من اجل حذف هذه المادة من الدستور مادة حرية الشعائر الدينية الحسينية لان الائمة والخيرين اولئك الذين يؤمنون ويعملون من اجل الحق لان وراثة الارض هي وراثة ميراث الطيبين والطاهرين من الافعال والاعمال التي سار عليها الائمة عليهم السلام.
وهي انجاز يسجل للسيد الحكيم لكن هذا الانجاز لن يستطع احد سرقته من المجلس الاعلى كما سرقت انجازاتهم السابقة لتنسب الى هذا الحزب او ذاك وهي انجازات مجلسية حتى النخاع ومن لديه ادنى ذاكرة عادلة يعرف ان الانجازات التي صارت انجازات هي عمل مجلسي وتذكروها من اللجان الشعبية يوم كان العراق تلعب به يد الارهاب وحتى خروج استكمال السيادة عندما طالب السيد الحكيم بالخروج من البند السابع ان كنتم تريدون الانجازات فاتركوا المجلس الاعلى يعمل وانتظروا الثمار .
https://telegram.me/buratha