المقالات

هكذا ... هكذا ... يلعب المحاصرون


بقلم: محمد حبيب غالي

الكل يتذكر هذه الأغنية المشهورة للفنان العراقي فاروق هلال والتي كان يعرضها تلفزيون الشباب في ذلك الوقت عندما يلعب منتخبنا الوطني في بطولاته الكروية وخصوصا عندما يفوز على خصومه فتجد التطبيل يستمر لأيام عديدة .

عند مشاهدتي لمباراة منتخبنا الوطني مع نظيره العماني تذكرت هذه الأغنية وليس للتشجيع أبداً ... فالمنتخب العراقي في مبارياته الأخيرة لا يستحق التشجيع أصلا .... إلا إنني تذكرتها عندما تناسبت معانيها مع حالة لاعبي منتخبنا عندما حاصرهم الفريق العماني فقلت لنفسي ( هكذا يلعب المحاصر من الفريق المقابل ) ... حيث كان يلعب لعب هزيل , ضعيف جدا , لا يقوى على أن يصنع لنفسه هجمة حقيقية مرتبة ترتيب مقصود , فقد كانت اغلب الهجمات عن طريق الأخطاء التي يرتكبها اللاعب العماني , أي إني لا اقصد نفس المعنى الذي قصده فاروق هلال في وقتها , فقد كان يقصد بـ( المحاصرون ) هم ما كانوا محاصرون بالحصار الاقتصادي الذي كان يمر به العراق والانقطاع عن العالم الخارجي وعن البطولات الكروية والظروف المعيشية الصعبة وغيرها والتي كانت نتيجة أفعال النظام المباد ..

فلم يخطر على بال أكثر المشجعين تشاؤما أن نودع بطولة دورة خليجي 19 من المباراة الثانية وبحصيلة 7 أهداف اهتزت لها شباكنا كما اهتزت لها معنوياتنا وثقتنا بالأسود والتي سببت نكسة شعبية هائلة حيث أنستهم ذكرى عاشوراء ومأساة الحسين وأهله ( كما وصفها البعض ) .

قبل بداية البطولة رفعت الشعارات صارخة وتعالت الهتافات وتمادت أمانينا حتى قلنا " إن خليجي 19 هذه المرة سيتكلم باللهجة العراقية البحتة " !! , وحتى ذلك الحين كنا على ثقة تامة بان الأسود ستزأر في مسقط بعد إن حُرمنا من زئيرهم في جنوب أفريقيا !! , ومنينا الأنفس بثلاثيات وحتى الرباعيات وبأداء يليق بحامل كأس قارة آسيا , ولم نكن نعلم حينها إننا كنا نبني الآمال على منتخب على ما يبدو انه بات يحتضر كلما نزل لاعبوه نحو المستطيل الأخضر !! .

بصراحة وبكل واقعية كنا نعيش في كل مباراة 90 دقيقة أشبه بمسرحية هزلية تتكلم عن واقع منتخبنا العراقي بطريقة ساخرة تحمل بين طياتها تراجيدية مؤلمة فعلا , فما بين سخريتنا مما يحدث داخل الملعب وما بين الحسرات التي نطلقها عند كل هدف مهدور وعن كل فرصة ضائعة وضربة جزاء فاشلة التنفيذ !! وما بين حالات الإصابة التي نزلت على لاعبي منتخبنا الواحد تلو الأخر وكأنها لعنة ( لعنة هذا الشعب الذي قادرين أن تلعبوا على أعصابه أروع لعب لا على ارض وإمام فريق ) , وما بين البطاقات الصفراء والحمراء التي تميزنا بها , بين هذا وذاك كنا نضحك ونبكي في زمانٌ ومكانٌ واحد .

أنا بصفتي مراقب لبعض الأحداث أحب أن أتطرق لموضوع واحد فقط يمزق أحشائي هذه الفترة ( مزق الله أحشاء من سببه ) وهو البطاقات الصفراء والحمراء التي حصلنا عليها , حيث وما سرها ..

هل هو التحكيم كما ندعي دائما ؟ ...

أم أنهم يعتقدون أنفسهم فعلا اسود وافتراس المقابل واجب ؟ ...

إن الأسود ليس بالتجاوز يا لاعبونا وليس بالضرب المتعمد والأفعال التي تدل على غياب الروح الرياضية , وإنما بالأداء المميز والتكتيك المحكم واللعب المثالي والافتراس الكروي , حيث إن حصولكم على بطاقات الملونة جعلتكم تشبهون أصحاب المواكب الدنية ورجال ( التشابيه ) وهم يحملون رايات بمختلف الألوان ( ولكنكم تختلفون عنهم ,, فهم في حملهم لهذه الألوان يكسبون أجراً عظيم يكاد تتمنوه ,, أما انتم فبهذه الألوان تجعلون العراق يحمل ما لا يطيق حمله وتضعون شعبه تحت مطرقة الخصم الذي كان يحلم الخروج ولو بخاسرة خفيفة ) .

إن المعروف لدى الجميع هو إن المشجع عندما يغضب من خسارة فريقه يقول بعد انتهاء المباراة " لن أتابع مبارياته مجددا " , لكن هذه المرة حالنا مختلف تماما , فنحن أصبحنا نقول ومنذ الدقيقة الــ 20 من الشوط الأول : لن نتابع ولن ولن ولن .....

أخيراً أقول إن البكاء اليوم على أطلال الأمجاد التي تركها لنا المنتخب أرثا نتفاخر به كلما أردنا , لم يعد يجدي نفعا بعد الآن , وما كنا نخافه آو بالأحرى ما لم نتوقعه بات واقعا محتوم علينا أن نعيشه ونتأقلم معه .

هذا هو المنتخب الوطني وهؤلاء هم لاعبونا .....

عفوا ... هؤلاء هم اســـــــــــــــــــــــــــــودنا ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك