المقالات

الحسين ........جهاد و قضيه

1087 17:22:00 2009-01-09

( بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا )

الإمام الحسين هو ثاني اثنين من دوحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سيدي شباب أهل الجنة وثاني اثنين أسباط رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وثاني اثنين من ريحانتي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وثاني اثنين من أنجال سيدنا فاطمة الزهراء رضوان الله عليها وهو الإنسان الذي ذكر نصه وشخصه في آية المباهلة

فقل تعالوا وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقصد بذلك الإمام الحسن والحسين (رضي الله عنهما) فأي عظمة هذه وأي منزلة نالها الإمام الحسين (صلى الله عليه وآله وسلم) وأي مكانة رديئة وخسيسة تلك التي نالها قاتلوه والله قد قال في كتابه ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها ولعنه واعد له عذابا فمكانة الإمام الحسين عظيمة رفيعة و لربما نقرأ شخصية الحسين في شخصية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أو أمه الزهراء البتول فاطمة (رضي الله عنها ) أو لعلنا نقراها من اللحظات الأولى التي جاء به الحسين إلى الدنيا حيث التقطه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووضع في أذنه اليمنى صوت الحق الذي جلجل به الطغاة فكان هذا النداء عصمة للمولود من الشيطان الرجيم وكان صوتا رطبا تعشق في قلب الحسين وهو ابن اللحظات الأولى نعم تعشق الحق في ضميره وكيانه فكان جبلا صلبا أمام التحديات كلها بل أمام الظلم والاعوجاج وقد سماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حسينا فقال هذا حسين

ولهذا جاء في مختصر تاريخ دمشق في قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا تسبوا الحسن والحسين فإنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ولا تسبوا عليا فانه من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله عذبه الله ينبغي أن نقف عند هذه المعاني العظام لكي ندرك جميعا أي منزلة أرادها الله ورسوله لهذا السيد العظيم وهو يقول حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا يقول القاضي عياض (رحمه الله) فان محبته محبة الرسول ومحبة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) محبة الله هذا ما يسمى عند علماء الأصول بمنطوق الكلام أما مفهومه فبغض الحسين بغض لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبغض رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بغض لله وبغض الله كفر ونفاق يستحق صاحبه نار جهنم خالدا فيها بل أكثر من ذلك يقول (صلى الله عليه وسلم) عن الحسن والحسين من أحب هؤلاء فقد أحبني ومن ابغضهم فقد ابغضني وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في حديث شداد بن الهاد الليثي يروي قصة حضرها مع رسول الله قال فسجد أي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين ظهراني صلاته سجدة فأطالها فرفعت راسي من بين الناس فإذا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ساجد وإذا الصبي أي الحسين على ظهره فرجعت من سجودي فلما صلى قيل يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لقد سجدت سجدة فأطلتها فظننا انه قد حدث أمر أو كان يوحى إليك قال كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله وقد أحسن من قال :من في الوجود ينال ظهر محمد مثل الحسين يناله محمودا

ويقول صلى الله عليه واله وسلم في حقه وحق أخيه الحسن إمامان قاما أو قعدا فكل هذه الأحاديث تدلل إن شخصية الإمام الحسين هي شخصية رسالية عظيمة وضع فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بصمات الإمامة والقيادة ولعل الإمام الحسين مر بثلاث مراحل مرحلة البناء تلك التي عاشها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جده ومع أبيه سيدنا علي (رضوان الله عليه) وتعشق منهجهما فيه فكان مستقرا في ذاته وكيانه ومرحلة الممارسة لهذا المنهج حينما تصدى لمنهج الطغاة والخارجين عن دين الله عز وجل فكانت وقفته وخروجه تعبر عن رفضه المطلق لذلك المنهج المنحرف فقال رضوان الله عليه ما خرجت بطرا ولا أشرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ومات شهيدا هو وأهل بيته قدمهم قرابين سخية بين يدي الله عز وجل لتبقى القضية ويبقى الإسلام علما يرفرف فوق رؤوس المؤمنين ومرحلة ثالثة وهي مرحلة البقاء فقد أراد أعدائه أن يعدموا اسمه وشخصه ويقضوا على منهجه ولكنهم اخطئوا فقد ذهبوا إلى مصيرهم المحتوم وبقي الإمام الحسين خالدا في ضمائر المخلصين وكلما مرت السنون بنا كلما ازدادت حماسة الأمة كي تتعلم من مدرسة الحسين ما فات الكثير من الناس فعلينا أن نستفيد من قضية الحسين لبناء نفوسنا وبلداننا جعلنا الله من المحبين لأهل بيته والمحشورين معهم في جنة عرضها السموات والأرض أعـدت للمتقين . .

الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك