( بقلم : ابو باقر الموسوي )
ما أن زال الطاغوت الجاثم على صدر العراق حتى تنفس الشعب الصعداء متأملاً أصلاح على كل المستويات ( السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية والتربوية وغيرها من المجالات الأخرى ) وقد وقفت جموع الشر والإرهاب بكل ما أوتيت من قوة بغية إيقاف عجلة التقدم والعمران والأمن والاستقرار في هذا البلد المظلوم, ولله الحمد فقد استطاعت القوى الخيرة من المخلصين لهذا البلد الوقوف بحزم وقوه بوجه هذه التيارات الظالمة و القضاء على الإرهاب وإعادة العراق إلى الحظيرة الدولية على أكمل وجه وبكامل قواه مجتازين أشكال من العثرات ومتجاوزين مختلف الكبوات التي اعترضت طريقهم .
واليوم وبعد دخولنا في العام السادس لسقوط الصنم الصدامي لم نرى هنالك تغيير على المستوى التربوي والتعليمي في العراق رغم التقدم الحاصل في مختلف المجالات بدون سبب واضح يفسر لنا ذلك . وهنا لدي بعض الأسئلة الاستفهامية أوجهها للسيد وزير التربية آمل أن أحضى بجواب مقنع : -
1 . سيادة الوزير كم محافظة شيعية في العراق تؤمن بفكر أهل البيت وبولاية أمير المؤمنين ( ع ) فلماذا لم يطرح فكرهم في المنهاج الدراسي إلى الآن .
2 . آلم تكن قضية الإمام الحسين ( ع ) هي شعار في محاربة صدام وأزلام ومحاربة الطواغيت في كل زمان فما سبب غياب الإمام الحسين وثورته من المناهج الدراسية ومازالت المناهج الدراسية تحوي الكثير من التاريخ الكاذب والذي أنتم تؤمنون بكذب هذه المناهج فكيف تعلمونها إلى الأجيال والى متى نعيد تصحيح الأفكار لدى أطفالنا؟
3 . أذا كانت وزارة التربية تحت سلطتكم وأنتم من أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) ورئاسة الحكومة من نفس الخط والتوجه فلماذا لا يتم التغيير علماً أن هذا التغيير لا يخالف الدستور وهو حق مشروع لأكثر من 70 % من الشعب العراقي وكما تعلمون أن هنالك ما يقارب التسع محافظات نسبة أتباع أهل البيت فيها يتجاوز 90 % فمتى يحصلون على حقهم المشروع في درج تاريخهم في مناهجهم الدراسية ؟
وختاماً أقول أن أي شخص يتصدى إلى موقع من المواقع الهامة التي تمس حياة المجتمع ودينه وتاريخه يجب عليه أن يكون على مستوى المسؤولية فالوزارة والحكومة ليس كرسي أو منصب سامي لنيل مكاسب ضيقة بل هي مكان مقدس لخدمة المجتمع وبناء الأجيال وكيف نستطيع أن نبني جيل صالح ونحن نبعده عن تاريخه من خلال مناهج دراسية فيها الكثير من الزيف والتضليل فهل ثورة الإمام الحسين ونهجه في التغيير ليستحق أن يدرس من قبل أبنائنا بدل أن يقرءوا تاريخ القعقاع ولا صلاح الدين الأيوبي وتصوير المفسدين صلحا لأبنائنا مثل الأموية وبني العباس وغيرهم من الذين شوهوا صورة الدين بطغيانهم .
فيجب على كل متصدي أن يكون أمين ومن الأمانة على وزير التربية أن يعطي حق أتباع أهل البيت (ع ) في نشر تراثهم وهو خير ورحمة لكل المسلمين في العراق وخارجه والحسين ( ع ) نور يهتدى به وهو ( ع ) ( مصباح الهدى وسفينة النجاة ) فحري بنا أن نستلهم الدروس والعبر من هذا النور الإلهي بدل من تهميش ثورته وتغييبها من مناهجنا الدراسية .
https://telegram.me/buratha