المقالات

عاشوراء...انتصار الدم على السيف

2156 14:11:00 2009-01-08

( بقلم : علي الخياط )

دخل الامام الحسين (ع)على رسول الله (ص) وهو يوحي اليه ، فصعد على ظهره ، وهو ساجد ولعب على ظهره ،فقال جبرائيل يا محمد ان امتك ستتفتت بعدك ، ويقتل ابنك الحسين من بعدك ، ومد يده فأتاه بتربة بيضاء وقال: في هذه الارض يقتل ابنك اسمها (الطف) فلما ذهب جبرائيل، خرج الرسول (ص) الى اصحابه والتربة بين يديه وهو يبكي ،فقالوا ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : اخبرني جبرائيل ان ابني الحسين (ع) يقتل بعدي بارض الطف وجائني بهذه التربة ،وكان الائمة عليهم السلام يحرصون على اقامة المأتم على الشهيد ابي عبد الله الحسين عليه السلام في بيوتهم والاماكن الاخرى التي يجتمع بها محبي ال البيت وفي سرية تامة وكما هو الحال في اوائل امامة الامام الباقر والصادق عليهم السلام.

وعن الامام الباقر (ع) قال: وليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ويتلاقون بالبكاء عليه وليعزي بعضهم بعضا بمصاب الامام الحسين (ع)..وعن الامام الصادق (ع) قال: يا فضيل تجلسون وتتحدثون؟ قال نعم جعلت فداك قال: ان تلك المجالس احبها فأحيوا امرنا يا فضيل فرحم الله من احيى امرنا .وعن الامام الرضا (ع).. من تذكر مصابنا وبكى وابكى لم تبك عينه يوم تبكى العيون ومن جلس مجلسا يحيّ فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. واستمرت المجالس الحسينية سنُة جارية محببة لمحبي ال البيت فأخذت بعداً اعمق على مر القرون الماضية لن تموت أبداً في قلوب محبي ال البيت (عليهم السلام)..

في كلِّ سنة لنا ذكرى مع أجواء عاشوراء، وفي كلِّ سنة نستعيد في وعينا وحياتنا كربلاء. لكن قيمة عاشوراء وكربلاء لها لقاءً في كل زمن مع الأُمّة، تمدها وتعطيها من حيويتها، وتدفعها إلى المواقع المتقدّمة في مسيرة الحياة الكريمة... فكنا نراها شاخصةً في السابق، ونراها الآن تتحرّك في حياتنا لتمنح عطاءها لكل بلاد العالم الإسلامي في واقعها الجديد، ومعاناتها الجديدة.. فلم تعد كربلاء متصلةً بقصة جغرافية في نطاق بلد معين أو دولة معيّنة، بل راحت تتفاعل مع كل أرض يعيش فيها المسلم الصراع ضد الكفر والظلم والاستغلال والاستكبار، وبدت لنا أكثر من كربلاء ولنا كربلاء في كل بلد يقف فيه الإسلام والمسلمون ضد الكفر. ولم تعد عاشوراء _ عاشوراء الحسين وعاشوراء الشهداء _ مجردة في التاريخ. و اذا ما استعرضنا التاريخ الجهادي لمحبي ال البيت ( عليهم السلام) نجد ان ثورة الامام الحسين (ع) تتصدر طليعة هذه الاستعراضات لكونها مازالت (وحيا للثورات) والوقوف بوجه الظلم والجبروت في كافة الميادين والصعد.

فجّر الامام (ع) ثورته في وقت كانت الامة الاسلامية تعيش بوابل من الركون المادي و التناقضات والتخلف والتبعية لاشرار سيطروا على فكر ومقدرات الامة. سلك الامام الحسين (ع) طريق الاحرار ، فقدم نفسه الشريفة وال بيته (ع)وصحبه قربانا على طريق الفداء والحرية والكرامة ولاريب حين ضرب الامام ومن معه في العاشر من محرم مثلا في التضحية والفداء ،يعجز الكلام عن الالمام بتفاصيل ومقدار هذه التضحية . كما يظل التارخ (قاصرا) عن توثيق هذه البطولات والتضحيات التي سطرها الامام ومن معه لينير للبشرية طريق الحق والصدق والعدل.

فالامام(ع) يقول لأصحابه : انتم في اذن مني، كان بامكان اصحابه ان يفارقوه ويرحلوا كأن شيئا لم يكن ويقضون بقية ايامهم بسلام وهدوء ، ولكنهم تولعوا بحب ال البيت(ع) وعرفوا منزلتهم وقربهم من الله عز وجل فاصروا على الشهادة وهم يعلمون ان هذا اخرعمرهم بالحياة البالية. واختاروا الاخرة الباقية وجسدوا بذلك ألمعية الامام وفكره ، ومفاهيم ثورته وتاريخها العظيم في البطولة والابداع والتضحية والفداء فجزاهم الله تعالى افضل الجزاء ونفعهم عملهم الخالد يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك