( بقلم : علي الشمري )
من خلال هذا اليوم وساعاته القليلة.. الحاشدة بالأحداث الكبيرة...يقرأ ا لناس التاريخ البشري... ومن خلال هذا اليوم نقرأ سنن الله في التاريخ. ونفهم كيف تسقط اُمةٌ ..ويستدرجها تعالى ويعذبها ويهلكها..... وكيف يستبدلها بأمة أخرى . وكيف تسمو أمه في التاريخ ..وتسقط أخرى .وكيف يُجري الله قانون الابتلاء على أُمه فيضيق عليها ...لتسمو وتبلغ رشدها , ومن خلال قراءة هذا اليوم يستطيع أن يقرا الناس حركة التاريخ كلها منذ خلق الله تعالى الإنسان على وجه الأرض إلى اليوم . ذلك لأنه مجموعة السنن الإلهية في حركة الإنسان وصعوده أو سقوطه ... ولا يجري في التاريخ شيء بصورة اعتباطية وعفويه .!! وإنما يجري كل شيء بموجب سنن وقوانين دقيقه وبالغة في ألدقه . كما يجري في الكيمياء والفيزياء والميكانيكا تبعا لمجموعه من القوانين الخاصة بهذه الحقول .والصراع بين الحق والباطل ....بين جند الله وجند الشيطان ..فهذا اليوم هو المرآة التي تعكس هذه السنن والقوانين بصورة دقيقه وكاشفة ، ذلك إن الصراع بين الحق والباطل هو العامل الأكبر تأثيرا في حركة التأريخ .وبمطالعة هذا اليوم نجد ان الإنسان المؤمن. نتيجة من أحداث عاشوراء . وفي ملاحظه هذه المعركة التاريخية . وما يستتبع هذا الصراع من سقوط وثبات وولادة وهلاك واستبدال واستدراج وتساقط العناصر الضعيفة وصعود وتسامي العناصر القوية المؤمنة ، ونصر الله للفئة القليلة المؤمنة . وهلاكا لجند الشيطان.....
حيث ان جمهور المؤمنين يرون أنفسهم في مرآة عاشوراء .... فإن الإنسان المؤمن ... ليس نسيج وحده وليس نبته طفيليه مجتثه من فوق الأرض ما لها من قرار .وإنما هو حصيلة هذا الصراع التاريخي بين الحق والباطل ، ونتيجة لهذه الآلام والنصر والتأيد والثبات والصبر الذي ساهم في صورة مرئية أو غير مرئية في ثباته وتكوين شخصيته .وعاشوراء امتداد لكل هذا الصراع وتكريس لهذه المعركة التاريخية ،،، والمؤمنون يرون أنفسهم في مرآة عاشوراء الصافية وصادقة وواضحة ولذلك يجذبهم عاشوراء ..كما ويشعرون بأنهم مديونون لعاشوراء . وهذا هو الذي نعنيه عندما نقول : إن عاشوراء نافذة التاريخ.. يستطيع الجمهور بوعيه الفطري البسيط أن يُطل على التاريخ من خلال هذه الساعات القليلة من يوم عاشوراء .و للسائل أن يسال ؟؟ ماهية عاشوراء وما الذي حدث فيها حتى تكون بهذا المنضار والمنزلة ؟
وللإجابة تقول عاشوراء نموذج نادر من الصراع الحقيقي بين أولياء الله وأولياء الطاغوت ....إ ن في هذه المعركة الحاسمة ..يتقرر مصير الإسلام وبالتالي مصير رسالات الله تعالى . الذي كاد أن يسقط في أيدي السلاطين الرسميين الذين يحكمون باسم الدين.... وهذه المعركة وحدها استطاعت أن تضع حدا للسلطة الزمنية الحاكمة وتُفصل بين الإسلام وما كان في قصور الخلفاء ... من لهو وسقوط في لذات الحياة الدنيا ... ومن ظلم واعتداء وتجاوز لحدود الله تعالى وأحكامه ! ففي عاشوراء يتقابل صفوة مؤمنة خاصة .. وعلى رأسهم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ) والصفوة الصافية من أهل بيته وأصحابه ....مع رؤؤس الإجرام والنفاق ..وفي مثل هذا التقابل ماذا يحس الإنسان من بون شاسع وفاصل كبير بين نمطين من الناس وبين هذا السقوط إلى الحضيض والصعود إلى القمة ... بين النور والظلمة ... نمطين مختلفين تماما من الناس وفاصل كبير بينها في الأهداف والقيم والأخلاق التربوية والقرب والبعد من الله . يدعو احدهما إلى الله تعالى والى أقامه الصلاة والعودة إلى الإسلام والى الأخذ بأسباب العبودية ..ويدعو الثاني إلى الطاغوت والانقياد له .
احدهم يطلب وجه الله ومرضاته في هذه الحركة ويقول :إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني ويقول :والله إن قطعتم يميني إني أحامي أبدا عن ديني ويطلب الآخر السقوط في متاع الحياة الدنيا وملذاتها فيقول : أملأ ركابي فضة أو ذهبا إني قتلت السيد المهذبا إن التقاتل العجيب بين هاتين الفئتين اللتين تقاتلتا في كربلاء وبين أهدافهما يعتبر واحدا من اغرب نماذج الصراع بين الحق والباطل في التاريخ .
https://telegram.me/buratha