بقلم : سامي جواد كاظم
هنالك اخبار تبث من وسائل الاعلام يقف عندها طويلا المتلقي بين مكذب ومصدق ومنتقد وعدم المبالاة وكل ذلك منصب في فحوى الخبر وما مدى مصداقيته او تاثيره على الواقع الذي له تماس مع احد الشقيقات الستة ـ اي الاسئلة الستة التي يجب ان يحتويها الخبر ـ ، ولان العالم يعج بالاحداث والحروب والانتكاسات فان هنالك كم هائل من هذه الاخبار بهذا الصدد والملفت للنظر فيها انه كثيرا ما تخفي مصدر الخبر وهنا وقفة .
ليكن حيز الحديث هو بلدي العراق ،مسالة مجهولية مصدر الخبر في العراق حدث ولاحرج ولو اردنا دراسة هذه الظاهرة فاننا نجد الاغلب الاعم سلبي والاقل ايجابي ومن سلبيات هذه الظاهرة :
اولا: الكذب حيث من السهولة على ناقصي المهنية والغيرة الذين اقتحموا العمل الاعلامي من بث خبر وتنسيبه الى مصدر مجهول كما نرى كثيرا صرح مسؤول رفض الكشف عن اسمه او ونقلت مصادرنا الخاصة او قال مسؤول امني ومن هذه التمويهات تمل من كثرتها .
ثانيا : نرى في بعض الاحيان ذكر اسم معروف على الساحة السياسية العراقية وتنسيب الخبر له وما هي الا ساعة حتى تظهر هذه الشخصية التي نسب اليها الخبر تكذب ما نسب اليه ، اذن من هو الكاذب ؟ اما الاعلامي او السياسي !!
الامر الثالث قد تكون ايجابية اذا ما اريد ان يكون من وراء الخبر اهداف ايجابية من باب التنويه على اخطاء لم تكن بحسبان المقصود من الخبر .
والرابع : هو اخفاء اسم مصدر الخبر قد يكون خوفا على روحه من الذين لهم علاقة بالخبر وخصوصا الخبر الذي يحمل بين طياته فضائح لمسؤلين متنفذين بالاجرام . والامر الاخير الذي يعاب على الحكومة انها اما توافق على هكذا اخبار وبهذا تجعل المواطن في دوامة من حيرة التفكير والاستفهام عن سبب عدم ذكر الاسماء المتواطئة بهذه الفضائح وبين الحد من هكذا اخبار اذا كانت تثير الراي العام في الشارع العراقي من خلال محاسبة ومقاضاة كل وسيلة تنشر خبر على هذا النطاق اذا لم يكن له اولويات .
ولنتابع معا هذا الخبر :ـاعلن مصدر أمني مسؤول في البصرة اليوم الاحد عن القاء القبض على عصابة متنفذة اعترفت بقتل 95 شخص بينهم عدد كبير من النساء . وقال مصدر امني في تصريحات صحفية ان" قوة أمنية مشتركة من الجيش والشرطة القت القبض على خمسة مجرمين ينتمون الى عصابة متنفذة مارست عمليات اجرامية كثيرة من قتل ونهب وسلب , وكان لها نشاط أجرامي واضح قبل عملية (صولة الفرسان) الامنية في البصرة..موضحا ان افراد العصابة اعترفوا بقتل 95 شخصا لحد الان بينهم شاعر وحلاق ومطربة وثلاثة من صائغي الذهب".
ورفض المصدر الكشف عن المزيد من التفاصيل لاستمرار التحقيق مع العصابة ..مشيرا الى ان أسماء مهمة من احزاب معروفة وضباط في الشرطة والجيش قد تورطت في وقت سابق مع هذه العصابة. وكشف أن" أغلب عمليات هذه العصابة كانت تنفذ بسيارت حكومية تابعة لتلك الاسماء المتورطة .. مشددا ان التحقيقات ستأخذ مجراها وينال كل ذي جرم جزائه وبين أن قيادة العمليات في البصرة مصممة ان تسلم كل من تثبت ادانته للعدالة مهما يكن منصبه او مكانته".....انتهى
فكرة واصل الخبر لايمكن لنا ان نكذبها لان اهل البصرة عايشوها على ارض الواقع بل وان الكل علم بهذا حتى الكردي في زاخو، وكانت هذه الاعمال هي التي حركت الحكومة العراقية لاجتثاث هذا الاجرام . السيد المالكي اطلع على اتعس من هذا الخبر وهو الذي رفض كشف كل الحقائق لعدة اعتبارات اعتقد ان اغلبها صحيح بحكم الوضع الذي يعيشه العراق لان هنالك اسماء كما في الخبر اعلاه لو ذكرت علاقتها بما حدث في البصرة لاهتزت كراسي في البرلمان الفاشل .
واثناء جولة مع القائد المكلف بعمليات البصرة اطلع الوفد المرافق له ـ والذي كنت على تماس معهم ـ على اعمال ومخابئ وعدة واليات كانت تستخدم من هذه العصابات الاجرامية لتنفيذ عملياتها الاجرامية في البصرة من قتل واغتيال وتعذيب وخطف واغتصاب وسرقة وكل هذه لها يد طولى في الحكومة .
قد لاتستطيع الدولة ان تصرح باسمائهم ولكن هنالك اساليب يمكن لها ان تتبعها في فضح هذه الاسماء التي باتت العروة التي يتمسك بها كل من ينتقد الحكومة في ادائها بل هي حديث الشارع لماذا لا تكشف الاسماء الحكومة ؟ .الا تلاحظون الاعلام الامريكي كيف يعمل على تشويه من لايروق له من الشخصيات السياسية من خلال استخدام وسائل اعلام على اساس لا علاقة لها بالادارة الامريكية فيها وكيف تستخدم المعلومات التي تحصل عليها ضد من لا يروق لها ، وبهذا تمتص غضب الغاضبين وتحرق اوراق المارقين على سياستها .
https://telegram.me/buratha