المقالات

أنت مواطن... إذن أخرس

1065 14:05:00 2009-01-07

( بقلم : محمد المرهون )

لا زالت نفس العقلية التي عاشتها الحكومة السعودي في العقود الماضية تعيشها الآن، لا فرق إلا في أرقام الزمن، فهناك رقم (1400هـ) وما قبلها وهنا رقم (1430هـ) وما بعدها أت. غيرت تحديدها لانتماء الناس من (الشعب السعودي) إلى (المواطنين السعوديين) وبقت كلمة (السعودية) هي الحاكمة على عقليتها العنصرية والأحادية، فسيطرة على منظومتها الأيدلوجية وحدوية قبلية، فظنت الشعب قطيع يرعاها مالكها في المكان والزمن الذي يريد دون أن يمتلك هذا القطيع أي إرادة، وظنته أنه لا يدرك أي مصير يسوقها راعيها، أللموت أم للحظيرة التي أخرجهم منها!. وإذا بهذا الراعي يتفاجئ أن القطيع ليس من الأغنام وإنما من بشر ذوي إحساس وشعور، ولديه حرية وثابة، وتكمن فيه انتفاضة مكبوتة، خرجت في اعتصامات تضامناً مع شعب جريح، أو خرج ليعبر عن مدى القهر والظلم الذي لف أجوائه منذ زمن طويل.

هكذا هو حال ما سمي في هذا الزمن الذي تضحك منه الأم الثكلى بـ(المواطن)، حتى غدا الشهيد الذي ضرجت دماءه زنازينهم أو أرض(الوطن!) في زمن البحث عن الحقوق المصادرة والحريات الضائعة، أو من يعيش تحت خط الفقر في بيوت من صفيح، أو من قُمع أو سجن لتعبيره عن رأيه ولو لكلمة تفوهها في فضائية أو مقالة في مجلة أو جريدة، غدوا أولئك كلهم (مواطنين!). أن تعيش في أرضهم فأنت إذن (مواطنهم)، وإن أنزلوا فيك العقوبات، وطوقوا حريتك، وصادروا حقوقك، فلهم الحق كله والملك كله.

متى يعي هذا النظام أن الشعب المقهور يعيش في زمن الانفتاح، وهم يرون شعوب الأرض تخرج المسيرات والمظاهرات وتعبر عن آراءها حتى في حكوماتها، فضلاً عن أن تعبر عن تضامنها مع شعب مقهور آخر.متى يعي النظام أن الظلم لا يُبقي لها الاستقرار أبداً ولا الأمن، أفلم تستهدف بعض الفئات الإرهابية مصالحهم لأنهم في موطنهم مخنوقين لا يستطيعون أن يعبروا عن آرائهم، ولو عبروا لما انحرف بعضهم عن جادة الصواب، وكذلك هي أي منطقة أو جهة عندما لا ترى من النظام أي مبادرة حسن نية في إعادة الحق لهم أو تسمح لهم أن يعبروا عن الشعور المكبوت في داخلهم الفردي والجمعي، وهو أبسط حق لهم، فإنهم ولا شك سيقفون منها موقفاً سلبياً.

أفلا يستحي النظام من التقارير التي تصدر من آونة لأخرى من منظمات دولية تكشف عن مقدار الانتهاكات الإنسانية التي يصرون على ممارستها في خفاء من المراقبة المباشرة أو بسكوت من الدول العظمى وبتغطية منها.وكأن إنسان هذه الدولة (الوطن!) يعيش زمن الاسترقاق والعبيد، يسوسه سيده دون أدنى معارضة.فيا سبحان الله يعتقدون أنهم الوطن كله، ويخرس كل مواطن. متى ينجلي صبح الوعي فيفيقوا من غفلتهم؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك