( بقلم : ناهدة التميمي )
عندما اختار الامام علي عليه السلام العراق ليكون مستقرا ومقاما لخلافته المباركة فانه كان ادرى الناس بقدرة الرجال في هذا البلد على حمل الامانة والدفاع عنها والذود عن دين الاسلام الحق .. فقد اودع عليه السلام الامانة عند اهلها وفي موقعها لعلمه ان العراق بلد الانبياء والرسل والاوصياء فهو مهبط ادم ومولد يونس وشيت العذير ودانيال وابراهيم وهو ابو الانبياء والجد الاعظم لنبينا محمد ( ص ) من ولده اسماعيل .
وقد قيل ان الامام علي عليه السلام في احدى اسفاره جلس في منطقة تدعى كوفا وهي قريبة من منطقة الحضارة السومرية في الجنوب العراقي وراح يناجي الارض ويحدثها ويتكلم معها , وعندما سئل عليه السلام عما رأوه منه قال كنت اكلم اجدادي فهم اصلا من هذه المنطقة ,, اي ان اجداد الرسول الاعظم وبني هاشم اصلا من العراق .اما القائلون بان العراقيين هم من خذل ولده الحسين بن علي عليهما السلام فقد كذبوا .. لان من نكل به وخدعه ليس اهل الكوفة من صحبه ومواليه الذين كانوا ينتظرون قدومه بفارغ الصبر وانما جيش يزيد الاموي والنفعية والجواسيس واعوان السلطة في كل مكان وزمان الذين منعوا رفاقه ومواليه من الخروج لنصرته بقوة السلاح والقسوة المفرطة..
وعند استشهاد الامام عليه السلام .. اصر العراقيون على اقامة مراسيم العزاء له ولاهل بيته واقاموا شعائرهم وظلوا يواظبون عليها رغم المحاصرة والملاحقة والعزل والقسوة والتهميش التي طالت المتشيعين منهم لعلي وولده الحسين عليهما السلام ولكن تلك القسوة لم تثنهم عن عقيدتهم او اقامة مراسيم العزاء الحسيني وهي ذات المراسيم التي دعي اليها الكاتب الكبير محمود عباس العقاد في القاهرة وقد استهجن التطبير قبيل الفجر في بداية الامر ولكنه عندما عاد الى بيته جلس متاملا ومتسائلا مالذي يدعو هؤلاء القوم على الاصرار على اقامة شعائرهم وتطبير رؤوسهم رغم الملاحقة من السلطة .. وهذا مادعاه الى تاليف كتابه الحسين ابو الشهداء وجعله يقول الشيعي اقوى رجل في العالم..
واليوم اعجب لمن يقول ان الدولة الفلانية او رجل الدين الفلاني قد منع اللطم والزنجيل والتطبير وينسى هؤلاء ان التشيع اصله عراقي وان هذه المراسيم اوجدها العراقيون اصلا وانهم لاشأن لهم بمن يسمح او يمنع هذه الطقوس لانهم الاصل والاصل لايتأثر بما تقرره الفروع .. كما ان هذه المراسيم والحماسة في الطم والتطبير والزنجيل هي التي حافظت على العقيدة من الذوبان وابقتها متوقدة الى يومنا هذا وهي امر طوعي لايجبر عليه احد انما تبادر اليه الناس طوعا وهي لاتؤذي احدا كاعمال الارهاب والتفخيخ والتهجير والتفجير .. ولهذا يسعى الحاقدون الى تشويهها ومحاولة محوها من الوجود لان سر التشيع وقوته فيها وفي بقائها..
والاعجب من ذلك انهم يدينون مواساة رسول الله باستشهاد حفيده باحياء هذه المراسيم ولايستنكرون ذبح الابرياء وتفجير البسطاء بل ويطلقون على هذه الاعمال الجبانة مفاومة ... واعود واقول ان هذه المراسيم هي التميز بعينه وهي الجذوة التي تبقي المذهب وذكرى استشهاد سيد الشهداء ابا عبد الله الحسين وهاجة.. واذكر بما قالته لي جارتي الاجنبية عندما سالتني هل صحيح انكم تقدمون الطعام والشراب للزائرين وعند اجابتي بنعم اردفت بالسوآل .. من يفجر الزاحفين لزيارة قبر حفيد نبيكم وذكرى استشهاده اذن..؟؟ هل هم الكفار ,, اليس المفروض انهم انقرضوا عند انتشار الاسلام ...!!!
https://telegram.me/buratha