( بقلم : مهند السماوي )
في خضم تلك الاحداث الجسام التي تمر على الامة الاسلامية والعالم اجمع،من خلال الهجوم الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة،وخلال الايام السابقة،انشغل العالم بأجمعه في ذلك الحدث الكبير الذي تفاعل معه الجميع بمختلف اديان ومذاهب وافكار والوان البشر،حتى الاسرائيليين انفسهم من اتباع اليسار ودعاة السلام،ثاروا جميعا ضد الهجوم الوحشي على غزة والذي جاء بضوء اخضر عربي رسمي يفهمه الجميع ولايحتاج الى دليل للبرهنة عليه،بل اذا اردت اختبار شخص كونه غبيا من عدمه اسأله عن الضوء الاخضر العربي الرسمي لاسرائيل بضرب غزة!،ومهما كان نوع الضوء الاخضر سواء عملا او كلاما،فالجميع يدرك مقدار التورط الرسمي العربي في تلك المآساة التي خلقها لاهل غزة بحجة مقاومة حركة حماس.
اقول:كان التأثير مؤثرا على الجميع،فمنهم من قاوم بالكلمة ومنهم من تظاهر ومنهم من دعم ماديا او معنويا اهالي غزة المحاصرين...ولم يقف حاجز الدم او العرق او الدين او المذهب او الفكر،امام من يريد ان يدعم اهالي غزة،بل اصبح الهجوم على غزة هو الجامع الانساني الكبير للمجموعات البشرية. الا مجموعات بشرية شاذة هي خارجة عن اطار العقل او الدين او الانسانية،بل لايكاد يكون هنالك جامع معها يمكن ان يشترك انسان معهم في الفكر او الانسانية،وتنتشر في كل مكان ...
من هؤلاء؟!...انهم التكفيريون ومعهم حلفائهم من البعث وغير البعث،في العراق وغيره من البلاد الاخرى !!...لقد سنحت لهؤلاء الرعاع الفرصة الذهبية لكي يحصلوا على دعم مختلف البشر من خلال المشاركة مع الفلسطينيين في غزة من خلال مقاومة الهجوم الاسرائيلي عليها،فهل قام التكفيريون وحلفائهم بواجبهم الديني والمذهبي والقومي والانساني في دعم المقاومين هناك؟....الجواب بكل تأكيد ...نعم ...من خلال تفجير المعتوهين المعتنقين لافكارهم القبيحة الدالة على ممسوخية نفوسهم المريضة،في المجاميع البشرية الشيعية في كل مكان يمكن ان يصلوا اليه!!!...فمن خلال هذا العمل يمكن ان تتحرر فلسطين كلها وليست غزة فقط!!...ومن خلال ابادة الشيعة يمكن ان يسيطر هؤلاء على العالم اجمع لكي ينشروا الحرية والمحبة والسلام!!...
لقد كان التفجير الانتحاري(412009) في الكاظمية المقدسة في جموع البسطاء من الناس الذين يمارسون شعائرهم الدينية بحرية،هو الرد التكفيري على هجوم غزة!!.. ولقد كان سقوط اكثر من 45 شهيدا ومائة جريح ومن ثلاث جنسيات هي عراقية وايرانية وافغانية التي اختلطت دمائهم الطاهرة في عرس الشهادة الحسيني الذي يتجدد دوما،هذا وفي غيره من المواقع الاخرى،هو الصفعة الكبرى في وجه كل من يبرء هؤلاء الرعاع المجردة نفوسهم من كل انسانية او رحمة،وكل من يعطي لهم الحق او يبرر لهم عملهم الشنيع...
كانت مكافأة عظيمة لاسرائيل من خلال عمل هؤلاء التكفيريون في كل مكان...وهم يعلمون جيدا ان مقاومة الشيعة في لبنان من خلال حزب الله وحركة امل ودعمهم للمقاومة الفلسطينية،وكذلك الموقف العدائي لاسرائيل من جانب ايران وخلال ثلاث عقود مضت ودعمها المادي والمعنوي للفلسطينيين ،هو التحدي الرئيسي لاسرائيل وليس هنالك اي تحدي او مقاومة من جا نب التيارات التكفيرية المتعصبة لها... ولولا ذلك العداء المستحكم والذي كلف الشيعة كثيرا، لفتحت العلاقات بين الغرب وايران على مصراعيها ولتمت تدليل ايران مثلما يحصل الان لمصر!!... والحرب المعلنة من جانب التكفيريون على الشيعة لو اعلنت على اسرائيل لكانت وبالا عليهم ولكن هؤلاء الرعاع المجرمون اثبتوا لكل شخص مهما كان غبائه انهم مجرمون تمتلئ نفوسهم بالخسة والنذالة وانهم لا يستهدفون سوى الابرياء المجردين من كل سلاح ،الا سلاح العقيدة الذي لاتواجهه عقيدة التكفيريين البائسة التي لا تستطيع الصمود امام العقل والمنطق...هديتهم الكبرى لاسرائيل هي اشغال الامم المسلمة بالارهاب والتكفير والصراعات الجانبية حتى يتفرغ اليهود لفلسطين في لعبة مكشوفة للجميع...هنيئا للشهداء،شهادتهم على ايدي ارذل الخلق...ولهم المجد والخلود في الدنيا والاخرة....
https://telegram.me/buratha