المقالات

الانتخابات وعاشوراء


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

رغم الاصرار الحسيني في تجسيد ملحمة كربلاء وما انطوى عليها من حزن والم وانتصار للارادة عبر عنه محبو الحسين(ع) باحيائهم تلك الشعائر العظيمة لاعلان الولاء لنصرة المظلوم على الظالم اذ تعد كربلاء اكبر مأساة شهدتها الانسانية طوال التاريخ، وحركت وعي المسلمين مثل البركان العنيف هز مسارات التاريخ الاسلامي وغّير مجراه، وكسر طوق الجمود المقيد لرقبتها ليعتقها من الظالمين، واصبحت مشعلاً ينير للاحرار ويستهدون به طريقهم نحو افق التحرر، كما اصبح هذا الحدث الماساوي مصدر الهام لتذكير الانسانية على مر العصور بانها تحتاج في استمرارية وديمومة بقائها الى التضحيات الجسيمة لتبقى حرة، ومن هنا سعت قوانا الوطنية الى السير لبناء دولة المؤسسات الدستورية، فقد اظهرت الحالة العراقية الدروس البليغة في الديمقراطيات التي تبشر بانبلاج الفجر العراقي الرحب من خلال تقارب المكونات العراقية واللغة الايجابية المشتركة بينها التي راهنت القوى الظلامية على وحدة نسيجها، فان احترام الجميع دستوره المنتخب يعتبر هدفاً استراتيجياً للوحدة الوطنية العراقية وحفظه من خلال الاتحادية وعدها صمام الامان التي كفلها الدستور، للمضي نحو وضع تصورات وطنية تسودها مفاهيم القبول بالواقع الجديد لترسيخ دعائم قيام عراق دستوري بعيد عن هيمنة المركزية المقيتة ليكون ركنا محورياً في البناء الجديد, وثابتا وطنيا تنتظم وتوزع فيه الثروات بعدالة وليكون قادراً على توفير متطلبات التنمية والانفتاح على العالم.

فان نقطة التحول المفصلية في الحراك السياسي بينت قدرت رموزنا الوطنية ودورهم الريادي للحصول على الاستحقاقات الإستراتيجية، فقد طرحت قياداتنا الدينية والوطنية منظومة وبرامج متكاملة للبناء والاعمار وإرساء قواعد الاستقرار الأمني من خلال قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة(290) التي تعد ركيزة في بناء استراتيجيات العراق الجديد. فان شكل الخارطة السياسية الوطنية هدف لتعزيز البناء الديمقراطي الدستوري وتعزيزا لحماية العملية السياسية, فإن استكمال السيادة لن يتحقق الا عبر بوابات الاستقلال والارادة والقرار الوطني لانعاش العراق من خلال استكمال ذلك البناء وصولا لموقف متماسك وموحد تعزز من خلاله نقاط القوة لكي نحدد اتجاه البوصلة لتأسيس قواعد رصينة لبناء المعطيات البنيوية وفق معايير تقوم وتسهم لذلك التأسيس الوطني.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك