( بقلم : محمود الشمري )
يطل علينا من قناة البغدادية العتيدة المتفاخرة بحذاء الأحمق يطل الكاتب المخضرم الساخر جدا داود الفرحان ببرنامج ثقيل اسمه حوار الطرشان ويقصد به مايقصد. كان الفرحان يحرر عمودا في احدى الصحف الصدامية زمن (العزيز انت) و(القائد الضرورة )و(هبة السماء لأهل ألأرض)و الذي لم يكن المخضرم الفرحان ليجرؤ أو أمثاله من التلميح ولو من بعد الف ميل الى واحدة من جرائمه التي لاتعد ولاتحصى أو حتى من جرائم واستهتار ابناءه وحاشيته من وزراء وحمايات ومساعدين وضباط وطباخين وسجانين وغيرهم .
كان الفرحان يصب سخريته وانتقاداته على صغار الموظفين وشرطة المرور بالرتب الدنيا أو الكسبة في الشوارع وسواق الحافلات. كان قلمه سيفا مسلطا على الشعب المكبل بالقيود. الموظف الذي لايكفيه راتبه الشهري لأسبوع واحد كان هدفا يفرغ الفرحان سخريته عليه,بائع السجائر المتجول وبائع البطيخ والحمال كانوا لقمة سائغة يتناولها الفرحان بكل شهية,راكب الدراجة الهوائية وراكب القدمين وراكب الحافلة الحمراء كانوا مواضيع لتهكم الفرحان, البيت الذي لايستطيع صاحبه ترميمه والدكان ذو الحيطان المتاكلة والسيارة التي تمشي بالقدرة كانوا نكات يتندر ويتفكه بها الفرحان. فقر الناس وحرمانهم كانت مواضع سخريته، لادكتاتورية صدام ولا استهتار عدي ولاجهل عزت أو طغيان طارق عزيز ذو اللكنة التكريتية هو ماجذب انتباهه الساخر وحرك قريحته ولو في سره ،بل معاناة الناس كانت مفتاح سخريته وفرحه والأحرى ان تكون مفتاحا لماقيه. هكذا قضى الفرحان أيامه يسخر منا ,من جوعنا وعرينا وموتنا كان يسخر عسى أن يطالع صدام مسخرته فيبتسم أو يقهقه هازا كتفيه الممتلئين ويرضى عنه،وهذا هو الفوز العظيم للفرحان وأصحابه. اليوم يسخر الفرحان منا مرة أخرى ويسمينا الطرشان ويهزأ من الحكومة التي انتخبها 15 مليون عراقي بعد أن جازفوا بأرواحهم وخرجوا لأنتخابها متّحدين ومتحدين أصحابه الذين هددوهم بالقتل .
اليوم يضحك الفرحان ويسخر من الديمقراطية الناشئة بالعراق ولايراها وانما يرى فقط الرعب والدمار الذي ينشره أصحابه وحزبه في شوارع مدن العراق ويستخدمه للنيل من قادة العراق الشرفاء وجيشه وشرطته وابناءه .اليوم يسخر الفرحان من الدستور العراقي الذي كتبه العراقيون بدمائهم بعد أن كان صدام هو الدستور .اليوم يسخر الفرحان من التعددية الحزبية بعد أن كان البعث هو الحزب الأوحد .اليوم يسخر الفرحان من الفساد الذي ينشره البعثيون في دوائر الدولة بعد أن أعادتهم طيبة قلوب العراقيين الى وظائفهم .
اليوم يفخر الفرحان بحذاء الوقح ويؤلف له مقامة سخيفة ولايفخر بألأنتفاضة الشعبانية أو شباب الدجيل أو شهداء حلبجة ولايكتب لهم ولو كلمة .اليوم يخصص وقته للبحث عن المصنع الذي صنع حذاء الأبله والروايات المتضاربة عن انه تركي أو مصري ولايهتم لمئات يقتلون بسيارات يفخخها أصحابه .تحرك مشاعره اجراءات الأكراد لحماية الأقليم من أصحابه وأصدقاءه ولا تهز مشاعره طفلة بشهرين فقدت عائلتها بانفجار دبره رهطه ,ويقول انه يحاور طرشانا . نعم أيها الفرحان جدا ببؤسنا سابقا وبموتنا حاضرا نحن لانسمعك .
https://telegram.me/buratha