بقلم : سامي جواد كاظم
الكويت بلد صغير لايتحمل الفتنة واذا ما حدثت ـ لاسامح الله ـ فانها تنتشر وتؤثر بسرعة البرق ، ولا اود تقليب الاوراق القديمة بسوادها وبياضها مع العراق ولكن ليكن الحديث مقتصرا على الكويت وكلامي هذا من باب نحن اخوان في الدين. في الكويت عائلتان تحكمهما بالتناوب ال الصباح وال الجابر وباذر التاسيس هو الشيخ مبارك الصباح عندما كان نفوس الكويت لا يتجاوز 400 الف نسمة .
هذا الرجل ينظر الى البعيد ولايود اشراك الكويت باي تحزبات او مذهبيات ولاجل ذلك حاول جاهدا عبد العزيز ملك السعودية من تسريب الافكار الوهابية للكويت فوقف بشدة الشيخ مبارك ومنعه . وحتى على عهد الشيخ صباح سالم الصباح رحمه الله كانت الكويت هادئة ترقد وتصحو بسلام ولا افكار طائفية او حزبية فيها حتى اننا في العراق كنا كثيرا ما نتغنى ونتمنى ان يكون حالنا الاقتصادي على اقل تقدير مثل الكويت .
والحقيقة نقطة الانحراف بدات بوادرها من امارة الشيخ جابر رحمه الله في نهاية السبعينيات للقرن الماضي والذي اقحمه في هذه المعمعة هو ملك السعودي فهد وجعل صدام هو الرابط مع شرارة الحرب العراقية الايرانية عندما رسموا غيمة سوداء للثورة الايرانية مع بعض التصريحات الحادة من قبل رجال الثورة الايرانية يضاف الى ذلك الايديولوجية التي على اساسها خلق الفكر الوهابي .
سارت الكويت بسياستها الجديدة المنحرفة مع فهد الى الهاوية ومع التسهيلات المادية التي كانت تضخ بها لصدام والتي اثرت على اقتصادهم بشكل سلبي ا ضف الى ذلك السماح لصدام باستخدام ارض وسماء الكويت في حربه ضد ايران من غير دراسة واعية لاوراق المستقبل حتى ان احد امرائهم اعتقد الشيخ فهد الاحمد رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية في حينها شارك الجنود العراقيين حربهم لاعلانه تضامن الكويت مع العراق ، ونهايته كانت على يد هذا الجندي العراقي الذي اغتاله اثناء اجتياح صدام للكويت .
وبمناسبة اجتياح صدام للكويت فان حكومتها وامرائها يعلمون علم اليقين ان الذين دافعوا وقاوموا قوات صدام في الكويت هم من الشيعة الكويتيين وهذه المقاومة جاءت رد جميل للكويت التي احتضنت الكثير من رجال دين وخطباء عراقيين شيعة فروا من ظلم صدام ومن هؤلاء السيد الشيرازي والوائلي والمهاجر وغيرهم الكثيرين .كان لابد على شيخ جابر لملمة اوراقه واعادة حساباته الا انه تمادى اكثر مع مؤامرة الحصار على العراق التي اتعبت الشعب العراقي كثيرا .
في هذه الفترة كان السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله يعمل على توطيد العلاقة مع الكويت وطمأنتهم من الشيعة وحقيقة كان السيد الحكيم يستقبل بحفاوة في الكويت . وانتقل الى رحمة الله الشيخ جابر وكان المفروض ان تنتقل امارة الكويت الى الشيخ سعد العبد الله الصباح طبقا للمتفق عليه في الكويت ولكونه ولي العهد .
من هنا بدات المؤامرات الوهابية تظهر في الافق وان كانت لغير المتتبع غير واضحة الا انها موجودة ، وخلطت الاوراق بين الامير الحالي والامير المخلوع على اعتبار ان المخلوع مريض ، ولا اعلم هل مرضه مفاجئ ام انه قديم ولماذا لم يعلن هو بنفسه عن مرضه .
هذه الازمة كانت بداية لازمات اخرى في الكويت اسفر عنها ومنذ 2006 استقالة وتشكيل خمس حكومات بسبب ثلاثة نواب من السلفية ، واعقب ذلك تشكيل احزاب وهابية بدات تظهر خيوطها على المجتمع الكويتي مع اخر استقالة بسبب زوبعة اختلقها النواب الوهابيون مع رجل الدين السيد محمد باقر الفالي ومن هذه التجمعات تجمع ثوابت الامة التي بدات هي الاخرى تثير مشاكل على غرار ما اشاره طباطبائي مع السيد الفالي .
وقبل ايام ظهر في الكويت مجموعة شباب في سيارات يحملون الخيزران على غرار رجال الحسبة في السعودية بالاعتداء على طالبات كويتيات بحجة عدم الحجاب .كما وانهم بدأوا في خطبهم من خلال جوامعهم اثارة النعرة الطائفية بشماعة سب الصحابة ، والكويت تعلم بماهية الشيعة عندهم والى اي مدى التلاحم فيما بينهم سنة وشيعة . ومن أبرز هؤلاء المشايخ الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي وغيرهما الذين استهوتهم الاتهامات الباطلة من اجل التنكيل في شيعة الكويت .
اقول لامير الكويت ان بقيت على ما انت عليه فاعلم ان 2/8 وهابية قادمة واذا اتت فان الكويت ليس مثل العراق فالفتنة الوهابية كادت ان تحدث شرخا في الجدار العراقي الرصين من ابنائه الا انها باءت بالفشل اما في الكويت فانها تختلف لاني كما قلت ان الكويت بلد صغير لا يحتمل حتى رشقة الهواء فكيف بالعاصفة .
https://telegram.me/buratha