المقالات

كربلاء ... وحمى غزة

1299 12:45:00 2009-01-04

بقلم : السيد عامر الحسني

في سنة 61 للهجرة حدثت معركة عجيبة .. وقصص عجيبة , لم يحاول أحد أن يسبر غورها بالرغم من ذكراها في كل عام من قبل الشيعة , كما لم يعطها المؤرخون حقها . في سنة جرت معركة في طف كربلاء , استشهد الحسين ومن معه من الاصحاب , ولم يعرف العالم به , ذلك العالم الخانع والمتخاذل , وهذا العالم الحاضر الذي يصفق ويهتف لغزة .. أراد الحسين عليه السلام أن يكشف النفاق والزيف العربي الذي تبنى إسلاماً منحرفاً , لقد قالوا عن يزيد أمير للمؤمنين , وقالوا عن قبله خليفة الله , وقالوا عن غيره ظل الله في أرضه , وقال لهم الحسين إن أميركم يزيد هذا هو رجل فاسق وشارب للخمر وقاتل النفس المحترمة ومعلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله . وإنَّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحط الرحمة بنا فتح الله وبنا ختم , وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً.  وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي أريد أن امر بالمعروف وأنهى عن المنكر. )

لقد أثارت معركة الطف مشاعر شيعة أهل البيت عليهم السلام , وتجدد مآسيهم وأحزانهم كل عام , ولم تحرك ولو شعرة من عواطف أخواننا العرب , وكأن الحسين هو ليس سبط رسولهم , وابن رابع (الخلفاء الراشدين) , ولسبب واحد , لانه ثار على سبط بن أبي سفيان رمز العرب وعزتها , وجدته هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس من مخدرات بني أمية والتي عرفت في الجاهلية بصاحبة الرايات التي كانت تنشر راية على خيمتها لجلب الرجال .لقد حركت مشاعر العرب الثورة الأمريكية على الحاكم العربي (صدام حسين) ولسبب واحد , وصول الشيعة ومنهم من أولاد الحسين عليه السلام إلى الحكم في العراق .

 لقد كان جلاد العراق شهيداً ... في غزة ...عذراً لجرأتي وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي تطحن فيه الآلة الإسرائيلية أخواننا في غزة , وتدمر عدد من مساجدها .( سمي أحد المساجد في غزة باسم مسجد الشهيد صدام حسين) . يتشح العراق بالسواد هذه الأيام حزناً على أبي الأحرار الحسين عليه السلام , يستذكرون تلك المعركة العجيبة التي لم يذكر التأريخ شيئاً عنها .

لازال العالم العربي يعيش حمى غزة الآن وما ينتابها من جرائم على يد اليهود بالرغم من أنهم هم الذين مهد لهذا الهجوم , ولم يذكر أحد من الذين صرخوا وبقوة في شوارع القاهرة أو بنغازي , سبط الرسول عليه السلام , في هذه الأيام هي ذكراه الأليمة التي بكت له حتى السماء , فكيف تريدون أن تنتصروا في غزة ؟

حدثنا التأريخ عن العباس عليه السلام في معركة الطف بأنه لم يجرأ أحد من فرسان العرب قط لمواجهته حينما ذهب إلى المشرعة لجلب الماء إلى عطاشى كربلاء من الأطفال والنساء والذين منعت منهم الغيرة العربية الماء , ويقول التأريخ بأنه كشف جيشاً كان يحمي المشرعة قوامه أربعة آلاف فارس , ألم تكن معركة عجيبة بحق ؟كل شئ مزيف في هذا الزمن العربي , فلم هذا الإصرار على التعاطي معه , ولم هذا الاتهام لشيعة العراق , ألم يكن العرب , كل العرب هم من خدم المحتل , بريطانيا وأمريكا وإسرائيل , فلم هذا النفاق أيها العرب ؟ لقد هالني هذا الرقم , (بحسب إحصائيات للحكومة العراقية ، فإن عدد المقابر الجماعية التي عثر عليها بعد الإطاحة بصدام حسين وصلت إلى 280مقبرة. فكم من شهيد كانت تحوي هذه المئتان والثمانون مقبرة ... هذا الخبر لم يرد إطلاقاً في أي صحيفة عربية )

لم يسجل الإعلام المنافق أي مظاهرة خرجت تستنكر الجرائم التي ارتكبها أيتام القاعدة وبمباركة علماء الدين في المؤسسة السعودية , ولسبب واحد , هو ان الشهداء هم من الشيعة !في أول يوم من الهجوم المشؤوم على غزة في يوم 27 كانون الاول 2008 قرأت هذا الخبر في الشريط الإخباري الذي يظهر على شاشة قناة العالم الفضائية والعديد من شيعة العراق قد قرأوه وبكل فخر واعتزاز , وكان كالآتي : عشرات (القتلى) والجرحى بانفجار في الكاظمية شمالي بغداد ـ 230 (شهيدا) ومئات الجرحى، والاحتلال الإسرائيلي يواصل غاراته الليلية على القطاع .

ملاحظة : أنا الذي وضعت الأقواس على كلمتي (القتلى) و (شهيدا) .

في الختام كلام مختصر . ماذا تعتقدون أن يقوله رئيس دولة جديد على وشك أن يستلم مقاليد الحكم في بلاده , ألا يتكلم عن برنامج الحكم الذي أعده ليدير به أمور البلاد , وكيف سيحكم بالعدل والإحسان ... وبشئ من النفاق حول العفو عمن ظلموه ؟

أحكي لكم هذه الرواية :مولاي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه , سيخرج يوماً , وسيستمع العالم الخانع والذليل لما يقوله الإمام , سيلقي خطاباً , يسمعه كل العالم , في أول يوم من حكمه , ماذا سوف يقول عن خططه لحكم العالم , أستمع لخطابه الذي يبدأه بالبكاء :(( ألا يا أهل العالم أنا الإمام القائم ؛ ألا يا أهل العالم أنا الصمصام المنتقم ؛ ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين قتلوه عطشانا ؛ ألا يا أهل العالم إن جدّي الحسين طرحوه عرياناً ؛ الا يا اهل العالم! ان جدّي الحسين سحقوه عدواناً ؛ ألا يا أهل العالم لقد سبيت نساؤنا ..... ))

 أراد مولانا صاحب الزمان أن يذكر العالم بظلامة جده الحسين عليه السلام التي أراد العالم المنافق أن ينساها .  فالطريق يا أهل العالم إلى غزة طويل ووعر....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2009-01-04
المشكلة وام المشاكل هي نحن ماعندنا اعلام ضارب حديث متجدد سريع ولا عندنا القدرة ان نسمي الاشياء بمسمياتها قبل ايام اشاهد اعلان على قناة العراقية يتكلم عن زرع العبوات ويقول هذا الاعلان بان المتعصبون يزرعون العبوات في الشوارع يعني هذا الاعلان في الاساس يريد ان يجمل صورت الارهابيون بهذة الطرق لا يستعمل كلمة ارهابي وكانة حرام استعمالها دعنا نسال الاخوة العرب من هو الحسين كثير منهم لا يعرف بانة ابن علي بن ابي طالب التاريخ زور ونحن لا نعرف كيف نعزل السوس من الحنطة البكاء وحدة لا يوصل الاخرين الى فهمنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك