( بقلم : داود الحسيني )
إلا ويحَ نفسيَّ مما بـــها ... تعــاقرُ ذكرَ أحبابــِـــهاتظلُ إذا ما غفتْ عينـُها ... تطوفُ عليهم بأكوابهاوتستافُ أنسامَهم كلّما .... يمرُّ النسيمُ على بابــِهاوتنسى مصارعَ آلِ الرسول ... بأرض الطفوفِ وأصحابهاعشيَّةَ صالتْ خيولُ الضلال ..... تطالبهم ثأرَ أحزابهافناداهمُ رغم لؤم النفوس .... أمامُ الهدى ، نورُ مرتابهاأما من مجيبٍ لآلِ النبيِّ .... أما من مغيثٍ لأوصابهاأنا ابن النبيِّ وأميّ البتولُ .... أبي أسدُ اللهِ في غابهاعلامَ تريدون قتلي إذاً ..... وذكَّرَهم طهرَ أنسابهافكان جوابهمُ أن رموهُ ..... عبيد ُ الطغاةِ بنشّابهافقالَ اتركوني لأصحابه .... أنا مَن يرُادُ بإرهابهافقالوا فداؤك أرواحَنا .... لأن الكرامة من دابهافقال استعدوا أمام الحتوف ... فقد أبدتْ الحربُ عن نابها*******************************وجاء إليه كفيلُ العيال ِ...... وحاملُ رايةِ أوابهالقد ضاقَ صدري يقولُ لهُ .... فدعني أُخَيَّ لنصابهافودعَه حاضناً رأسًه ..... وعيناهُ نزَّتْ بمنسابهافلولا القضاءُ وأمرُ الإلهِ .... لضاقَ الفضاءُ بأسلابها***************************سيدتي أيتها الصابرة .. اليوم تتطاولُ المصيبة ويتكلمُ الوجع .. هذه الليلة يستعدُ أخوك وكافلك للرحيل . تلتهب أكباد الأطفال من العطش .. وسكيَّنة ُ تستغيث ُبعمها العباس وهي تعرف شجاعته وبأسه فيعدها بالماء .. الصباح سيحمل مع نوره صعود الروح الطاهرة إلى بارئها ونعيمه الدائم .. الموت يُقـَبـِل الوجوه بملل قارص .. ثمة شعور ملتهب يرفسُ الخيال بأقدام عليلة .. الصوت القادم من بعيد يثير المشاعر .. الدويُّ الذي يشبه دويَّ النحل يمطر على الخيام رذاذ الفجيعة والخلود .. يصعد إلى صدرك جبل من الآه والضيق أيتها المحتسبة .. الحزن يقترب من التفجر.. تعوي في ساحات القرب ذئاب الغروب.. غداً يستأذن أبو الفضل أخاه الحسين ع .. وكيف يأذن لروحه بالخروج ولحبيبه بمبارزة اللئام .. إنها أصعب اللحظات وأشدها حزناً وألما على أبي عبد الله . مقامعُ من قهر طاحن تطرق هامتي .. الجراد يأكل حلمي عمتي أحب أن أواسيك ولا أقدر .. الكلمات تهرب من أمامي مثل أرانب مذعورة .. مأساتك لا توصف .. وحزنك ليس له نهاية . كان ثقل الهم عليك كبيراً كبيرا .. والمسؤولية عظيمة عظيمة. سارت على خيط قلبي جموع الأماني .. غداً سيشرب العطاشى ماء الفرات .. ويكف طفل الحسين الرضيع عن البكاء فهو ظامئٌ وجائع .. جفَّ الحليب في صدر أمه . كسرت قلبي لافحات الهجير والخوف .. غداً سأمشي معك مقبِّلاً أقدامك إلى حيث يكون أبو الفضل . إلى حيث تكون الشفاعة والشهادة .
داود الحسينيالناصريةليلة السابع من محرم الحرام
https://telegram.me/buratha