المقالات

الانتخابات وعقلية المؤامرات


( بقلم : علاء الموسوي )

لاتزال عقلية المؤامرات الكلاسيكية تسيطر على افق الكثير من سياسيي العراق الجديد. ولعل ابرزهم النائب سامي العسكري، الذي ما انفك طيلة استشارته للاستاذ المالكي من ان يهول الصغائر ويعظم الكبائر في المشهد السياسي المتخم بالكثير من المغالطات والانحيازات الحزبية والفئوية الضيقة. طرح فكرة ان هناك مؤامرة تحاك ضد رئاسة الوزراء، ومن قبل المرجعية السياسية الداعمة لشخص المالكي، امر لايستحق المتابعة والتصديق به، ذلك لانه بخلاف المنطق ولايتعدى كونه ضربا من الخيال القائم على مضاربات انتخابية لاغير. القاء نظرة عابرة على المشهد السياسي لا يساعد على افتراض ان هناك رغبة او مؤامرة من هذا النوع، وبالشكل الذي رسمت به. فالاطراف السياسية المتهمة بذلك تدرك تماما حساسية الوضع السياسي الهش وتتعامل بواقعية ومرونة عالية، خشية حدوث ما لا يرغب الجميع بحدوثه. ثم أن يتم استبدال موقعين مهمين كرئاسة البرلمان ورئاسة الوزارة، امر ليس بالسهل او الهين ليتم تصويره واستيعابه. وهذا ما نجده واضحا في عدم وصول التوافق السياسي ليومنا هذا الى اختيار البديل لرئاسة مجلس النواب. ناهيك عن حساسية المرحلة الانتخابية المحلية، وهي فترة حرجة غير قابلة لخلق ضغوطات سياسية من شأنها ايجاد حالة إرباك واسعة داخل التحالفات القائمة.

يضاف الى ذلك، بان عملية سحب الثقة من المالكي يتطلب موافقة الأغلبية في البرلمان، ولا توجد ضمانة على عدم انهيار التوافق الشامل على الرئاسات الثلاث، الامر الذي يدخل البلد في ازمة سياسية جديدة. كل هذا وعمر وزارة المالكي لم يتبق منها سوى بضعة اشهر.. فما الحاجة إلى كل هذه التأويلات والاقاويل غير المبررة منطقيا؟. هنا يأتي السؤال حول ما الذي يهدف إليه سامي العسكري والمقربين من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي، لاسيما إذا ما لاحظنا أن اغلب التصريحات التي تدعي وجود مؤامرة لإسقاط الحكومة جاءت من أعضاء بارزين في حزب الدعوة ؟؟. الجواب كما لا يخفى على الكثيرين أنها ادعاءات يحاول من خلالها المروجين لتلك السيناريوهات كسب التعاطف الانتخابي في الشارع العراقي، والظهور بمظهر الضحية المتآمر عليها لإغراض تصب في الصالح الانتخابي. وهذا ما نأمل من المتابع العراقي ان لاينخدع بمثل هكذا ايحاءات تهدد وحدة البلد وتماسكه القائم على وحدة الكلمة والموقف بين المكونات والتحالفات السياسية داخل المشهد العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك