المقالات

الانتخابات وعقلية المؤامرات

1197 22:13:00 2009-01-03

( بقلم : علاء الموسوي )

لاتزال عقلية المؤامرات الكلاسيكية تسيطر على افق الكثير من سياسيي العراق الجديد. ولعل ابرزهم النائب سامي العسكري، الذي ما انفك طيلة استشارته للاستاذ المالكي من ان يهول الصغائر ويعظم الكبائر في المشهد السياسي المتخم بالكثير من المغالطات والانحيازات الحزبية والفئوية الضيقة. طرح فكرة ان هناك مؤامرة تحاك ضد رئاسة الوزراء، ومن قبل المرجعية السياسية الداعمة لشخص المالكي، امر لايستحق المتابعة والتصديق به، ذلك لانه بخلاف المنطق ولايتعدى كونه ضربا من الخيال القائم على مضاربات انتخابية لاغير. القاء نظرة عابرة على المشهد السياسي لا يساعد على افتراض ان هناك رغبة او مؤامرة من هذا النوع، وبالشكل الذي رسمت به. فالاطراف السياسية المتهمة بذلك تدرك تماما حساسية الوضع السياسي الهش وتتعامل بواقعية ومرونة عالية، خشية حدوث ما لا يرغب الجميع بحدوثه. ثم أن يتم استبدال موقعين مهمين كرئاسة البرلمان ورئاسة الوزارة، امر ليس بالسهل او الهين ليتم تصويره واستيعابه. وهذا ما نجده واضحا في عدم وصول التوافق السياسي ليومنا هذا الى اختيار البديل لرئاسة مجلس النواب. ناهيك عن حساسية المرحلة الانتخابية المحلية، وهي فترة حرجة غير قابلة لخلق ضغوطات سياسية من شأنها ايجاد حالة إرباك واسعة داخل التحالفات القائمة.

يضاف الى ذلك، بان عملية سحب الثقة من المالكي يتطلب موافقة الأغلبية في البرلمان، ولا توجد ضمانة على عدم انهيار التوافق الشامل على الرئاسات الثلاث، الامر الذي يدخل البلد في ازمة سياسية جديدة. كل هذا وعمر وزارة المالكي لم يتبق منها سوى بضعة اشهر.. فما الحاجة إلى كل هذه التأويلات والاقاويل غير المبررة منطقيا؟. هنا يأتي السؤال حول ما الذي يهدف إليه سامي العسكري والمقربين من دولة رئيس الوزراء نوري المالكي، لاسيما إذا ما لاحظنا أن اغلب التصريحات التي تدعي وجود مؤامرة لإسقاط الحكومة جاءت من أعضاء بارزين في حزب الدعوة ؟؟. الجواب كما لا يخفى على الكثيرين أنها ادعاءات يحاول من خلالها المروجين لتلك السيناريوهات كسب التعاطف الانتخابي في الشارع العراقي، والظهور بمظهر الضحية المتآمر عليها لإغراض تصب في الصالح الانتخابي. وهذا ما نأمل من المتابع العراقي ان لاينخدع بمثل هكذا ايحاءات تهدد وحدة البلد وتماسكه القائم على وحدة الكلمة والموقف بين المكونات والتحالفات السياسية داخل المشهد العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك