( بقلم : صالح المحنة )
لاتقلقوا ولاترتابوا ايها السادة المرشحون الى مجالس المحافظات اذا غطت صوركم وملصقاتكم وشعاراتكم اللافتات الحسينية وأعتلت رؤوس المباني اعلام الثورة المحمدية الحمراء بعد إن تشرفت حملتكم الأنتخابية بتزامنها مع ايام العز والبطولة والفداء ايام الثورة والأباء، تلك الايام التي تلونت بدماء السبط الشهيد واهل بيته الكرام واصحابه النجباء فصارت عنوانا للثائرين وسراجا للسائرين على درب الحرية،تراجعت الكلمات وانحنت الأفكار وخفتت الأضواء امام مشاعل ثورة كربلاء التي سطعت في سماء الوجود ، كيف لا ؟ وشمسها وقائد ركبها سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي أعاد للأمة روح الأسلام واطعمها العزة والكرامة بدمائه الزكية ، بعد أن دمر الأمويون قيمها الأسلامية ومبادئها الأخلاقية ، توشحت الجدران بالسواد والعبارات الحزينة التي تعبر عن الولاء والتعاطف والحب والود لآل بيت النبي (ص) ، شعارات ومباديء وقيم كربلائية ونداءات حسينية ألهبت قلوب المحبين والداعين للوحدة والعزة ورفض الظلم والخنوع ، انها ايام عاشوراء التي نستذكر معها كلمات سيد الشهداء التي ألهمت تاريخ البشرية فخرا وشموخا وثورة، فكانت مدرسة للاجيال ولكل الأحرار في العالم ومهوى أفئدة المحبين وأمل المحرومين والمعذبين،
فأي حزب او كيان او تجمع او تيار يسمع ويقرأ ذلك الخطاب الحسيني "كونوا احرارا في دنياكم" ولا تنتفض في وجدانه الأرادة والتصميم في مقارعة الإنحراف والفساد في كافة أشكاله ؟ أي سياسي او مرشح اوحزبي يسمع اويقرأ شعار الرفض والتحدي لأبي عبد الله الحسين "هيهات منا الذلة" ولاتشرق في نفسه قوة العزم وصلابة الموقف للتحررمن الظلم ومن نوازع نفسه التي تدعوه الى الركون للباطل ؟ أي شعار و أي صرخة وأي نداء يصمد امام كلمات الحسين التي امتزجت بدم الشهداء الابرار،أنها القول الحق الذي جُسد فعلا والوعد الصادق الذي صار عدلا ، حقا انها فرصة عظيمة ان يتزامن طموح المرشحين لخدمة وطنهم مع عظمة هذه الايام الحسينية وهي تذكرة بليغة لهم بان ينهلوا من هذه المحطة التربوية ما علموه من الحزم والهمة والأخلاص .
ستكون حجة واضحة تفرض عليهم الألزام والألتزام بما عاهدوا عليه الله من ولاء وانتماء لإمامهم ، بل إنها المناسبة التي تستحق الأهتمام والتوقف عندها طويلاً لقراءة وفهم فصولها بدقة ووعي كبيرين لتُأخذ منها العبرة والأعتبار، انها الواحة الكربلائية التي تؤهل المرشح للأنطلاق منها وهو ينفض عنه غبار الوهم السياسي والصراع على فتات هذه الدنيا بعد إن عاش مواساة أهل البيت ع من خلال المشاركة الجماهيرية التي جسدت التوحد والإيثار، بل لابد له ان يخرج من هذه المناسبة وقد اغترف غرفة من العطاء الحسيني ذلك العطاء الذي ألهم الأحرار كل الأحرار في العالم دروسا في الأباء والتضحية بالغالي والنفيس من اجل احقاق الحق وقول العدل وفضح الباطل،لابد للسياسي الذي يعيش فصول كربلاء ويروم خدمة وطنه وابناء جلدته ان يستأنف في نفسه الأنسان الصادق الذي يعيش هم غيره وان يضع نصب عينيه تضحية ذلك الأمام المعصوم قائد مسيرة الحق الذي تذوق ذكراه ويعلم اهداف ثورته الجبارة ومدى تعاملها مع الدنيا ومالذي خرج من أجله ؟ و ماذا كان شعارمسيرته ؟ وماذا كان يردد للذين يتوهمون ويظنون أن سبب خروجه طالبا للدنيا والسلطة؟" وأني لم اخرج اشرا ولابطرا ولاظالما ولامفسدا ولكني خرجت لطلب الأصلاح في امة جدي"،هكذا قدم حياته وأهل بيته واصحابه للاصلاح لاللمنصب، لفضح المفسدين لاللتستر عليهم، فكم كان ثمينا ذلك الهدف الذي وهبه الحسين حياته الشريفة وكل من سار معه فنعم الغاية ونعم المُضحي،
أبعد هذه التضحية العظيمة لأبي عبد الله ووضوح مقصده أيحق لمن رشح نفسه طالبا الأصلاح وخدمة الأمة أن يتراجع ويضعف امام حطام الدنيا وعلى حساب خبز الضعفاء الذين استودعوه الأمانة؟أنا لاارجو لهم ذلك وان كان فهو الظلم بعينه لتلك الدماء ولعظمة تلك المدرسة الحسينية والتي لانقبل بأقل منها قدوةً للذين يريدون خيرا لهذا الشعب خصوصا من يعنيهم شأن الأقتداء بهذه المدرسة والسير على نهجها ،فهم المعنيون والذين تقع عليهم مسؤولية تطبيق المُثل والمبادىء وسلوك طريق الاصلاح والتضحية من أجل البناء وتحقيق العدل الأجتماعي والابتعاد عن التعصب الحزبي والتكتل الفئوي ، نتمنى أن يكون اقتران الفترة الأنتخابية وتزامنها مع الثورة الحسينية عامل اصلاح للنفوس ودافع حرص للوحدة وإئتلاف الجميع من اجل العراق وشعب العراق ، هذه هي أمنية مواطن لايملك إلا الدعاء للجميع بالتوفيق والتسديد،والسلام على الحسين وعلى شهداء الطف وعلى من سار على نهج الحسين..................................................................................................
https://telegram.me/buratha