بقلم : سامي جواد كاظم
أنبأنا ابن سعد ، أنبأنا كثير بن هشام ، أنبأنا حماد بن سلمة : عن أبي المهزم ، قال : كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة فجئ بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة فصلى عليهما فلما أقبلنا أعيا الحسين فقعد في الطريق ، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه فقال الحسين : يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا ؟ قال أبو هريرة : دعني فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم وفي مصدر اخر على عواتقهم.( رواه ابن سعد في الحديث : " 33 " من ترجمة الامام الحسين من الطبقات الكبرى : ج 8 وذكره مختصرا الطبري فيمن مات من أصحاب النبي في سنة " 60 " من كتاب الذيل المذيل كما في منتخبه ص 520 ) .
اصحاب الصنعة والحرفة والمفهومية في الحديث ومتعلقاته من سند ومتن لهم الخبرة والدراية في معرفة الحديث من صحيحه وضعيفه ولهذا فانا سوف اتجنب الحديث عن هذه المفاهيم حتى لا اغوص في بحر قد اغرق فيه .ولكن رؤيتي لهذا الحديث من جهات اخرى ووفق رؤيا اخضعها للعلم والمنطق تحت خيمة العقل .زيادة للمعلومات ان اباهريرة لم يتجرأ في الحديث عن رسول الله (ص) الا في زمن معاوية واما في زمن الخليفة الثاني فانه كان في منأى عن الحديث حتى انه عزله عن امارة البحرين وضربه بدرته بعد ما راى عنده الاموال الكثيرة .
ولانه توفى في عام 57هـ على اغلب الروايات ، من هنا فالحديث اعلاه كان في زمن خلافة معاوية كما وان الحسين عن الحسن عليهما السلام لم يفترقا بعد صلح الحسن عليه السلام وعليه فالحديث محصور بين عام 50 هـ وسنة وفاته .فالحديث اما صحيح او موضوع فاقول لو كان الحديث صحيح واستغراب الحسين عليه السلام من فعلة ابي هريرة بنفض التراب عن قدمه يدل على ما هو عليه ابي هريرة في ذلك الوقت اي انه على جفاء مع اهل البيت (ع) ولكن جواب ابي هريرة وهو( دعني فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم وفي مصدر اخر على عواتقهم ) اقول لابي هريرة من هو الحسين (ع) ؟ وهل ما يعرفه جاء عن طريق رسول الله (ص) ام عن طريق مشاهدة وسمع لتصرفات واقوال الحسين عليه السلام ؟ ام انه يسمع من الناس عن منزلة الحسين (ع) اذن لماذا الحسين (ع) ؟
والراي الاخر قد يكون الحديث تلفيقا من ابي هريرة نفسه حيث انه لم يلتقي الحسين ولم يفعل ما فعل الا انه قال هذا الحديث حاله حال كثير من الاحاديث الموضوعة ، ويبقى السؤال موجه لابي هريرة عن اختياره لماذا الحسين (ع) ؟.وقد .. لا ... قد يكون الحديث وضع من قبل الوضاعين ولم يقله ابو هريرة ونسب له زورا وهنا نفس السؤال حاضرا الى الوضاعين عن الاختيار لماذا الحسين (ع) ؟.
الحسين (ع) لا يحتاج الى اعلاميين حتى يظهرون منزلته ولكن هذه الرواية دليل صدق على ماهية الحسين عليه السلام فعبارة ابي هريرة ( دعني فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم ) هذه العبارة ان صحت او وضعت فلها جذور وحيثيات تستحق وقفة حيث اشار الجواب على الجاهلين لمنزلة الحسين عليه السلام والا لو كانوا يعلمون لما تركوه في الطف وحيدا فالذين لا يعلمون بمكانته هي خصصت لبني امية وكيف خصصت لبني امية لان ابا هريرة قال في موقف ثان ( حفظت عن رسول الله (ص) وعاءين فاما احدهم فبثثته واما الاخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم ) فعملية بث الروايات كانت في زمن معاوية اذن الحديث هذا كان في نفس الزمن ، الوعاء الثاني لماذا لم يبثثه ومن الذي يمنعه واياكم ان تقولوا بكذب الحديث فانه في البخاري الذي لا ياتيه الباطل عند السلفية ؟
https://telegram.me/buratha