( بقلم : ناهدة التميمي )
قبل فترة عرضت قناة الجزيرة خبرا مصورا عن مزاد علني في اسرائيل لبيع الهدايا المقدمة للسياسيين والدبلوماسيين وذوي المناصب الرفيعة فيها ,, ومن السخرية بمكان ان اغلب هذه الهدايا كانت مقدمة من رؤساء وملوك ودبلوماسيين عرب الى نظرائهم الاسرائيليين .. هذه الهدايا كانت عبارة عن سيوف وخناجر ذهب مطعمة بالماس والاحجار الكريمة وحلي واساور وخواتم واقراط واطقم وساعات ماسية وذهبية محلاة باندر الاحجار الكريمة,, ومن ضمن المعروضات ايضا تحف نادرة وسجاد حرير نادر واشياء يعجز اللسان عن وصفها او تقدير اثمانها وياللعجب ...!! اليست هذه اسرائيل التي تلعنون الحكومة العراقية بسببها لان امريكا التي دخلت العراق من بلدانكم تحابيها وبالاستعاضة تحميها ..!!
عندما نظرت الى الهدايا المقدمة من اصحاب السيادة والجلالة والفخامة والسعادة الى المسؤولين الاسرائيليين اعداء العرب ظاهريا تذكرت قول المتنبي قبل قرابة الف عام: أغاية الدين ان تحفوا شواربكم .... يا امة ضحكت من جهلها الامم ... يا امة تعيش الازدواجية والانحطاط الفكري والاخلاقي وعدم القدرة على مواجهة نفسها وعيوبها وضعفها وترديها واسفافها,, يا امة تلفانة عدمانة خزيانة ومنخورة.. يا امة لايليق بها قول العزيز الكريم بانكم كنتم خير امة اخرجت للناس .. لانه لاشيء واحد فيه خير في هذه الامة ... هل انتم حقا امة محمد .. ام امة مهند ...!! والتي كانت تخلو شوارع الوطن العربي من الخليج الى المحيط الاطلسي ساعة ظهوره على قنواتكم المسفة التي لاتعرض سوى الاغاني الهابطة وعروض الازياء والمكياج والطبخ وسفاسف الامور .. هذا المسلسل استقطب العرب قاطبة لان بطله التركي في مسلسل نور شاب جميل ونساؤه شبه عاريات وياليت هذا الاجماع على هذا البطل والمسلسل كان نفس اجماعكم وحماسكم للثورة على الظلم والطغيان وحكامكم الدعرة .. ياليتكم اجمعتم على اقتحام برلماناتكم كما تفعل الشعوب الحية لتغيروا انظمتكم المنخورة ..
يا امة لاتعرف الانفتاح على الزمن ولاتؤمن بالتطور ولاتتقبل التغييرات وغير قابلة للاستيعاب التكنولوجي ولاتؤمن بالديمقراطية .. بل اكثر من ذلك حقدت على العراقيين لانهم تخلصوا من دكتاتور هذه الامة تعبد جلاديها وتبجل مضطهديها وتدعوا على المنابر بطول العمر للحاكم الذي يبالغ باذلالها واهانتها .. نصف شعوبها تعيش في المقابر وهم احياء والباقي يهرب عبر البحار باحثا عن امل موهوم وغالبا مايكون طعاما للقرش والقلة منهم اللصوص والعملاء المتحكمين بمصيرها .. هذه امة مأزومة ومهزومة وتجد كرامتها في حذاء عفن ..
ليفني وفي مؤتمرها المشترك مع ابو الغيط توعدت غزة بالاجتياح والويل والثبور وعظائم الامور وبدلا من يقطع ابو الغيط المؤتمر الصحفي احتجاجا على هذا التهديد العلني والتمهيد من مصر العروبة راح يبتسم لها ويمعن في التذلل والتملق واظهار فروض الطاعة والولاء لانه لايجرؤ ان يتنفس في حضرتها ,, اما مؤتمرات قمامتها فقد اصبحت مثار سخرية واستهزاء وعدم مبالاة واكتراث من المواطن العادي لانهم كالعادة سيسارعون بلا روح او رغبة صادقة فهم جميعا باطنا مع اسرائيل الى مصر الكنانة والتي يمهد فيها دائما للعدوان ويشجبون ويستنكرون ويقولون لاحول ولاقوة الا بالله كما حصل من قبل في اجتياح رام الله وجنين وغزة وغيرها ,, وفي المساء يحتفى بهم بموائد الطعام والخمور والرقص الشرقي ليعودوا قافلين كالأبل الى بلدانهم .. وكل يوم هزي رطب يانخلة ...وامجاد ياعرب امجاد ,,..!!
https://telegram.me/buratha