( بقلم : فراس غضبان الحمداني )
لا نذيع سرا ولا نتحدث عن فضيحة جديدة عندما نتحدث عن الواقع العراقي الراهن وكيف اختلط فيه الحابل بالنابل وأصبحت عمليات التكريم مشاهد تتكرر كل يوم وتثير الضحك والسخرية وتذكرنا بأيام الدراسة الابتدائية حين كنا نطالع قصة ذلك الملك المخدوع الذي نصب عليه شلة من اللصوص وابتزوا منه كميات كبيرة من الذهب بحجة أنهم ينسجون له ثوبا لا يراه إلا المخلصين ، وبالنتيجة خرج الملك إلى الناس عاريا بكل عوراته وهرب اللصوص بالذهب وبكرامة الملك المخدوع ..! .
للأسف إن هذه القصة تتكرر كل يوم من خلال منظمات وهمية تقوم بتوزيع ( دروع الإبداع ) على كبار المسؤولين لغرض الحصول على مكاسب شخصية يكون الوسيط في كل هذه العمليات المستشار أو المدير الإعلامي ، فهو في الغالب شريك متمرس بعمليات النصب والاحتيال ويتقاسم المغانم مع اللصوص .
الكل يشعر بالأمان لان وزراء هذا الزمان أصبحوا مضحكة للعيان والدليل إن الوزير الذي يحترم نفسه ويمتلك ذرة من العلم والأخلاق لاينساق خلف هذه المهزلة التافهة ولايضيع دقيقة واحدة على هكذا فعاليات ، لان الوقت والمال هما ملك الشعب ولم يأت الوزير بهما من كنوز الذي خلفوه أو الذين نصبوه ويعلمون انه سيكون نصابا ومحتالا مثل الذين ألبسوه دروع ( الكلاوات ) ومثلما قام هو بتوزيع هذه ( الدروع ) على شخصيات تماثله بالدجل والطيور كما يقولون على إشكالها تقع .
كنا نتوقع إن آخر قلعة تخترق بهذه ( الكلاوات ) وزارة التعليم العالي باعتبارها مملكة للعلم والعلماء ولا يبدي من فيها لهذه الخزعبلات التي تقودها زمر من الغشاشين والنصابين والمحتالين ، فيكفي إن يعلم وزير التعليم العالي والذي لم يصبح عاليا بفعل الدخلاء والمندسين .
إن هذه الورطة الذي أوقع الوزير نفسه فيها هي بسبب شخصية أعلامية ذات التوصيف المعروف والتي عرفت باستثمار كل المواقع لمصالحها الشخصية بإتباع كل الطرق الميكافيلية ، وقد مدت خيوط علاقاتها العنكبوتية مع الذين احترفوا فنون النصب والاحتيال والرشاوي في الجامعات والكليات والمنظات الإعلامية والصحف ومكاتب الإعلانات .
ونقدم للسيد العجيلي دليلين ليتأكد بنفسه مما نقول ، الأول الضغط على الوزير المستشار الإعلامي في وزارة التجارة للدراسات العليا في كلية الأعلام رغم انه خريج قسم التاريخ والثمن وليسال الوزير الشركة العامة للسيارات ، بأن مديرة أعلامه استلمت سيارة صالون بقرار استثنائي من وزير التجارة ، جاء به مستشار الوزارة الاعلامي وحصل مثل ذلك مسؤول الدراسات العليا في الكلية وأسماء كثيرة سنعلنها في الوقت المناسب .
والدليل الثاني إن مديرة إعلام الوزارة وجهت الدعوة لعبدالجبار التميمي كونه ( مدير) لأحد المنظمات الإعلامية ليقدم الدرع للوزير وتعلم هذه المديرة إن التميمي فصل من كلية الأعلام للدراسة المسائية لتزويره شهادة الثانونية .
والأمر الخطير الذي وافق عليه العجيلي وأصدر أمرا بقبول (16 ) ألف صحفي في كلية الأعلام باستثناء كل الشروط ، فكيف يقدم الوزير على قبول هكذا أمرا ، ويجب عليه إن يعرف هذا الأمر دبر بليل لاستثناء الكثير من لالهم علاقة من بعيد أو قريب على صاحبة الجلالة مقابل ثمن معلوم . فهل بعد هذا فضيحة اكبر .
أين السيد المفتش العام الذي أتمنه الشعب من هذه المهازل بل أين الشرفاء الذين لا يخرجون احتجاجا ويعلنون رفضهم لما يفعله حثالات الصداميين في هذه البلاد التي قدم أهلها ملايين التضحيات ولم يكونوا يعلمون بأنهم ضحوا بالغالي والنفيس لكي يتوج الفاشلين واللصوص والغشاشين والنصابين .
فأن كانوا صادقين ندعوهم لان يردوا على هذه المقالة وبعدها سنضطر لنشر تفاصيل مرعبة عن سيرتهم الذاتية وبأدق التفاصيل ، فهل سيقبلون التحدي أم أنهم سيلوذون بالصمت .
فهل سيبقى العجيلي مخدوعا مثل ذلك الملك الذي قرأنا قصته في الدراسة الابتدائية .
https://telegram.me/buratha