( بقلم : جواد الشلال )
قتلت قوات الاحتلال مواطن في احد الإحياء الشعبية في بغداد –اشتباها- وهذا الأمر ليس جديدا على أبناء العراق ..فان القتل اشتباها أو عمدا أو انتقاما .. أصبح امرأ مألوفا بين أبناء شعبنا .. خاصة إذا قامت به قوات الاحتلال تحديدا ...لكن الغرابة في الأمر ..إن الرجل الشهيد هذا كان راعي لأيتام عددهم سبعة منهن ست إناث وصبي واحد من أمهم التي فارقت الحياة نتيجة الولادة الأخيرة لطفلتها .. ولعدم وجود علاج لإيقاف النزف التي أصيبت به إثناء العملية ..وكان ذلك خلال فترة الحصار المفروض على العراق إثناء حكم النظام السابقوبعد سنتين من وفات زوجته ..أقترن بأرملة لديها ولد واحد استشهد زوجها في فترة الحرب العراقية –الإيرانية ..فاجتمع الرجل والمرأة معا وتدبرا أمرهما برعاية الأيتام من الطرفين ...وقد رزقهم الله بطفلين احدهما صبي والأخرى أنثى وأصبح عدد الأطفال عشرة وقد نجحا بتربية الأطفال و إدارة شئوون العائلة بشكل رائع وأصبحا مضرب الأمثال للذين يعرفونهما .وبعد استشهاد زوجها ..من قبل القوات الأمريكية المحتلة ..بقت المرأة تقاتل الحياة بضراوة وعفة عالية من اجل إعالة الأيتام وخاصة إن تراكم الأيتام من أبويين وأميين مختلفين يحتاج جهد غير اعتيادي لتوفير أسس العدالة المعقولة لتربية الأطفال وتدبير شؤونهم وقد نجحت إلام الحقيقية وبالوكالة على الجميع لمتابعة أمورهم خاصة مايتعلق بلقمه العيش والدراسة والصحة . وان تلك المرأة الشجاعة ..التي يبدو إن قدرها إن تعيش بلا زوج وان تتكفل رعاية أيتام((ربما يحتاجون إلى دار أيتام مصغره)) وخاصة إن أكبرهم عمرا هو طالب في الصف الثالث متوسط.
ولكن على حين غرة..وفي غفلة من الزمن اللامعقول وعندما كانت كفيلة الأيتام ذاهبة لإتمام معاملة في احد دوائر الدولة تخص شؤون الأيتام .. انفجرت عبوة ناسفة ظالمة ..وجعلت جسد المرأة يتطاير اشلاءا هي ومن معها في السيارة .. وفارقت الحياة في اللحظة ذاتها .. صعق الناس الذين يعرفونها بأمر انفجار العبوة واستشهاد تلك المرأة الصابرة المحتسبة ..وأصبح الناس تحت ظل تساؤلات ..لايدرك احد القدرة للإجابة عليها . فتلك العبوة من زرعها .. ولمن ..؟ وماذا كان يستهدف ..وهل كان من وضعها بحسابه انه ربما تلك العبوة اللعينة لاتنفجر على هدفها ..وإذا انفجرت على غير هدفها وأصابت الأبرياء ..هل من وضعها مسئول عن هذه الأمر المميت والمدمر أم لا .. وهل هو مسؤول إمام الله ..وهل يقف عند رب العزة طويلا ..وهل هو مؤمن بنظرية التمترس الرهيبة .. وبعد ذالك ماذا سيفعل الأيتام .... وكيف سيتم متابعة أمورهم الحياتية والعائلية .إننا لانحاكي تلك القصة الواقعية..والأيتام موجودون على مسرح الحياة ألان .. لا نحاكيها بشكل سياسي او عسكري .. لكننا ننظر إليها برؤية إنسانية عراقية صرفة ..
ونتسأل هل من فعل هذه الأمر قد اغرورقت عيناه بالدموع بتلك الحكاية المؤلمة أم إن الأمر مر وكأن شيء لم يكن ..وهل حسب كيف سيعيش هؤلاء الأيتام ..وكيف يرتزقون ..ومن يهتم بشؤونهم وتربيتهم ومن يرفع الحزن والأسى والظلم من أعماق نفوسهم وهل يدرك من قتل والدة الأيتام بان هؤلاء الأيتام وطنيون ومحبين للعراق والإسلام .. وان والدتهم وكفيلتهم علمتهم بان الصلاة هي المحبة الناصعة والحقيقية لرب العالمين وهم يؤدون صلاتهم بأوقاتها وعلمتهم أيضا إن العراق هو بلدهم وهو أحب وأجمل بلد في الدنيا مهما كانت الظروف صعبة إننا نعرف بالتأكيد من قتل زوجها. لكننا لا نعرف بالضبط من وضع العبوة وقتل تلك المرة الصابرة وكلنا نعلم إن الله تبارك وتعالى سيجد منفذا ميسرا لهولاء الأطفال اليتامى .
بالتأكيد إن تلك القصة ليست هي أقسى قصة نسمعها او نراها في العراق ..وليست هي في أعلى هرم المأساة في العراق فهنالك من القصص التي يشيب لهارأس الوليد .. ولكن تميز تلك القصة يأتي عبر النوازع الانسانية المذهلة التي تفيض وجدانا غزيرا يمس شغاف القلوب التي تمتلك إنسانية ومحبة .. وتطرح ألما إنسانيه صادقا يطوف في إرجاء الوطن الجريح .......
https://telegram.me/buratha