المقالات

صناعة المؤامرة


( بقلم : د.صائب القيسي )

يحاول حزب الدعوة هذه الايام اثارة قصص تحكي عن مؤامرة للانقلاب على رئيس الوزراء المالكي وهي جزء من اجزاء الحملة الانتخابية التي يقوم بها حزب الدعوة حيث عمل حزب الدعوة ومنذ اكثر من سنة على ارسال مجموعات من انصاره الى دول مجاورة غير عربية من اجل الدخول في دورات ودراسة كثيفة لمعرفة كيفية نجاح بعض الاحزاب في خوض الانتخابات والحصول على اصوات الناخبين وكان من نتاج هذه الدورات التي ترأسها قياديو حزب الدعوة من الصف الاول والثاني ان تمخضت الخطوة الاولى وهي ان يقوم حزب الدعوة باحتكار المحكمة الخاصة التي كان من المفترض ان تنظر في جرائم حزب البعث بحق الحركات الاسلامية لكن وعن طريق محاولة الحزب في الزج بشهوده اولا والتركيز على تصوير او استخدام اسم حزب الدعوة يتردد كثيرا في المحكمة مما سيدفع الناس الى تصور ان عمليات الحركات الاسلامية كلها هي عمليات حزب الدعوة

والمرحلة الثانية هي احتكار الاعلام الحكومي وموارد الدولة للترويج علنا للانتخابات لصالح الحزب مما يجعل الناس تظن بان القوة والغلبة لهذا الحزب مما يعطي للحزب الذي يفتقد للقاعدة ان يبني قاعدة وهمية فقط للانتخابات وهنا على المحكمة ان تتنبه حتى لاتزج نفسها في خرق قانوني امام مفوضية الانتخابات لان المحكمة والمفوضية كلتاهما مستقلتان وعليهما ان ينتبها الى عدم استخدام المحكمة للترويج الانتخالي بصورة مباشرة او غير مباشرة اما عن الاعلام فقد قرأت الكثير ممن نبه الاعلام الحكومي لكن يبدو ان الاعلام الحكومي شريك او قد تقضى رشا او ينوء بضغوط من رئاسة الوزراء تدفعه ان لايكون حرا ونزيها ويبدو ان حزب الدعوة استخدم بعض موظفي الاعلامي الحكومي كمرشحين وهو خرق دستوري لان على هؤلاء المرشحين ان يتقدموا باستقالاتهم مع دخولهم الانتخابات او التوقف عن العمل في المؤسسات الاعلامية الحكومية حتى تنتهي الانتخابات وتضع الحرب اوزارها لان مؤسسات المجتمع المدني قد تكشف هذا الخرق مما يكون سببا في خدش سمعة الانتخابات العراقية .

اما الفصل الثاني من الدعاية الانتخابية للدعوة فيقوم على التركيز على انتاج قصة مفادها ان بعض الاحزاب تحاول الاطاحة بالمالكي وهو مايروج له هذه الايام المسؤول عن الدعاية الانتخابية في حزب الدعوة سامي العسكري حيث بدأت اولى الاعلان عن هذه الرواية في مؤتمر الترويج للقائمة في مؤتمر مايسمى بمركز الجنوب للدراسات الستراتيجية في الناصرية حيث قال العسكري وهو مؤلف سيناريو قصة" المؤامرة" ان الحزب الكردستاني يحاول الاطاحة بالمالكي وفي هذا الحديث محاولة لاستثارة العاطفة الشيعية العربية وهو استخدام غير موفق لاستثارة النعرة العنصرية ضد الاخوة الكرد ويشير الى حزب منافس اخر ويبدو ان هذا الفصل من اخطر الفصول التي درسها حزب الدعوة جيدا لكن الظاهر انه لم يقرءها جيدا لان استفزاز وحياكة هكذا قصص او روايات كاذبة ستدفع بتشظي العراق والعودة الى احقاد طائفية وعنصرية لم يزل العراق عن قريب خارجا منها وان العودة اليها سيعيد العراق الى المربع الاول وهي اشبه باللعب بالنار بالقرب من خزان وقود كبير قد ينفجر على الجميع وان محاولة حزب الدعوة استثمار اقالة المشهداني التي شدد عليها هو نفسه لجعلها فزاعة تؤرق الشيعة والسنة والكرد ليدخلهم في مرحلة الخوف من الذات والاخر ستدفع بضغوطات تدفع الناخب الى الانحسار في رمزية كاذبة يصنعها الرئيس لنفسه وهو اسلوب خطير اكد اساتذة علم النفس على انه يدخل في حرب تسمى بالحرب النفسية والحرب النفسية في حد ذاتها اسلوب غير صحيحة لخوض انتخابات او الترويج لانتخابات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
hameed ridha
2008-12-31
بسمه تعالى اتحدوا ايها الطيبين ما هذا الذي نراه؟؟ هل الكسب الا في الخدمة التي تقدم للشعب؟ ام غير ذلك؟؟ الرجاء التفتوا الى من اشبعونا تهجيرا وتسليبا وو واتحدوا لخير الاخوان المنتظرين التوقف الاني من تناطحكم الغير مقبول ابدا؟؟ يا شيخنا الصغير الكبير تدخلكم رجاء ؟
ابو احمد العراقي
2008-12-31
ماهذا المقال يا د صائب لم التهجم على حزب الدعوه المجاهد لم هذه المقالات في هذا الفتره نحن لا نرضى ان يمس او يتهجم احد على المجلس الاعلى او حزب الدعو ه او اي شريف ووطني من باقي الحركات الاسلاميه اوغير الاسلاميه اوقفوا هكذا مقالات يا وكالتنا العزيزه لان باستمرارها تتاثر مصداقية الوكاله و حياديتها فليست الديمقراطيه او حرية التعبير بهذا الشكل
أحمد الناجي
2008-12-31
السلام عليكم الذكر ى تنفع المؤمنين أخوتنا في الأحزاب الإسلامية لاتنالوا من بعضكم في وسائل الأعلام لأنكم بذلك تنفرون الناس من جميع الأحزاب الإسلامية ويتجه الناخب لإنتخاب من هو ضد الخط بحجة أنظر هؤلاء يتكلمون على بعضهم فلنتخلص منهم جميعا و أذكركم ان المتربصين للصيد في الماء العكر كثيرين والمؤمنون ينظرو ن إليكم على حد سواء فنتمنى أن تزال هذه الغبرة من العلاقات التاريخية بينكم لما فيه خدمة وطننا العزيز . أخوكم أحمد الناجي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك