المقالات

المصالحة الوطنية الى اين


( بقلم المهندس بهاء صبيح الفيلي )

لم اود ان اعلق على هذا الموضوع الا بعدما تبين الى اين تسير هذه المصالحة وهل هذه المصالحة لخدمة العراقيين ام لخدمة غيرهم؟ المصالحة ماذا تعني المصالحة ؟ هل تعني التغاضي عن الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين والتي ترتكب حتى الان ام انه المصالحة مع الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين ؟

ولو نفسر المسألة منطقياً , اذا كانت المصالحة تعني ان نتصالح مع الشرفاء فهذه العملية لا تحتاج للمصالحة لأنه لا توجد خصومة بالاساس !!! ولأن الانتخابات الاخيرة اشترك فيها كل اطياف الشعب العراقي , وبقي الان ان نقول انه مصالحة مع من حمل السلاح ضد العملية السياسية , ونسأل ضد من حملوا السلاح بالضبط ضد الامريكان ام ضد العراقيين!!! فأذا كانوا قد حملوا السلاح ضد الامريكان فكان الاجدر ان تتم مصالحتهم مع الامريكان , واما انهم قد حملوا ويحملون السلاح ضد العراقيين فهؤلاء لا مصالحة معهم لأنهم وبصراحة ايديهم ملطخة بدماء العراقيين , وهل يحق للحكومة ان تتنازل وتعفي المجرمين القتلة عن جرائمهم بدعوى المصالحة ؟ وان فعلت ذلك ستفتح ابواب الجحيم على العراقيين لأن ذلك يدعوا الى استخدام العنف وبصورة رسمية للحصول على مكاسب سياسية دون الاخذ بنتائج الانتخابات , فتغرق البلاد بدوامة اعنف واشد من هذه التي الان تغرق فيه .

واود ان اقول انه كلما قدمت الحكومة تنازلات كلما ازدادت وتيرة الارهاب وازدادت مطالب الارهابيين , فلا الارهاب يتوقف ولا مطالب الارهابيين , وهنا كان الاجدر بالحكومة ان تقوم بعمل صارم وجدي حقيقي لضرب اوكار الارهابيين وضرب كل من يأويهم , بدل تقديم التنازلات .

ان الامريكان لعبوا لعبتهم بكل ذكاء , وهي الوصول بالبلاد الى حالة الفوضى والغليان دون ان يكونوا في الصورة اي بمعنى اخر ان يظهروا للعالم انهم غير مذنبين والارهاب يطولهم ايضاً , وبدئت امريكا بسحب البساط رويداً رويداً من تحت اقدام المنتصرين في الانتخابات , ولأسباب عديدة تريد امريكا الألتفاف على العملية السياسية ومنها انها لا تسمح ان تتشكل حكومة تكون ممثلة بشكل حقيقي لأرادة الشعب , لأن اي حكومة ممثلة لأرادة الشعب سوف لا ترضخ للقرارات الامريكية , ولذلك وجدنا الامريكان يتحدثون عن التوازن السياسي داخل البلد ,

ولذلك فرضوا ان تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية كما يحلوا لهم , وكانت هذه العملية اول الدرب في طريق سحب البساط من تحت اقدام الائتلاف العراقي , ولما تشكلت هذه الحكومة ازدادت وتيرة الارهاب في البلاد وبدئت العمليات الارهابية تأخذ طابع اشد واعنف مما كان عليه سابقاً , وهنا نتسائل لماذا تشكلت حكومة وحدة وطنية مادام الذين اشتركوا في الحكومة من الذين لم يحصلوا على اصوات كافية تؤهلهم لأن يكونوا طرفاً في الحكم ولم يلتزموا ببنود الحكومة الوطنية ونبذ العنف ام انهم لا يمثلون كما يسميه نائب رئيس الجمهورية المقاومة , والان يريدون ان يدخلوا هذا الذين يسمونهم مقاومة طرفاً في الحكم ايضاً , ونسأل الاخوة الذين اشتركوا في العملية السياسية ويدعون بشرعية المقاومة ونحن لا نرى من هذه المقاومة غير قتل العراقيين دون تمييز ان كانوا اطفالاً او كباراً ام نساء هل هم ممثلين للمقاومة وهل هناك ممثلين للمقاومة ومن هم ان لم يكونوا هم انفسهم , وقد يكون عزت الدوري او ساجدة خير الله الطلفاح او بناتها , ومن هم المقاومين ياترى اليس هم الاجهزة الدموية الصدامية والوهابيين القادميين من خلف الحدود .

ولذلك نحن ننصح الاستاذ المالكي بضرب الارهابيين وتحطيم اوكارهم وبعدها يمكن التفكير بالعفو , واما المصالحة فليس له وجود في الواقع وانما هي مجرد امنيات لوقف الارهاب , والارهاب لا يتوقف الا بالقوة . والامريكان واذنابهم من الاعراب سيفرضون الارهابيين وقتلة الشعب العراقي على الحكومة , وعند ذات ستتحقق كل ما تريده امريكا , وتنسحب القوات الامريكية وهي مطمئنة ان الارهابيين من اذنابها سيقوضون العملية السياسية ويمسكون بزمام الامور . المهندس بهاء صبيح الفيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك